أخبار الآن | نونستيك – أوكرانيا – (أ ف ب)

قتل 30 شخصا على الاقل في قصف بصواريخ غراد على مدينة ماريوبول، حيث اعلن الانفصاليون الموالون لروسيا عن شن هجوم جديد امس، فيما وعد الرئيس بترو بوروشينكو بتحقيق النصر على الانفصاليين. 
              
وذكر مكتب رئيس البلدية المحلي ان 97 شخصا اصيبوا ايضا بجروح في مدينة ماريوبول جراء عشرات الصواريخ طويلة المدى التي سقطت على حي سكني مكتظ صباح السبت وبعد الظهر. 
              
وقال ادوارد وهو رجل اعمال لفرانس برس عبر الهاتف "الجميع خائفون. المتمردون سيطروا على المطار، والان بدأوا في تدمير ماريوبول نفسها". 
              
وارتفعت سحابة من الدخان الرمادي فوق المنازل، فيما سارعت عربات الاطفاء الى اخماد السنة اللهب التي اشعلها القصف الكثيف. 
              
واعلن احد قادة الانفصاليين الاوكرانيين الموالين لروسيا السبت عن بدء هجوم واسع على مدينة ماريوبول. 
              
ونقلت وكالة ريا نوفوستي للانباء عن القائد الانفصالي لمنطقة دونيتسك الكسندر زاخارتشينكو قوله "اليوم بدأنا هجوما على ماريوبول".
              
الا انه اضاف بعد ساعات ان قواته لا تزال "تدخر قوتها" وانها "لم تقم باية عمليات نشطة في ماريوبول".
              
وكان نائبه نفى في وقت سابق مسؤولية الانفصاليين عن مقتل المدنيين، ولم يشر زاخارتشينكو الى اطلاق الصواريخ، الا انه وصف احتمال السيطرة على المدينة بأنه "افضل تكريم ممكن لجميع الذين قتلوا". 
              
وذكرت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان عملية تفتيش في الموقع قام بها مراقبوها اظهرت ان صواريخ غراد ووراغان اطلقت من موقعين تسيطر عليهما "جمهورية دونيتسك الشعبية". 
              
من ناحيته دعا رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك فورا من مجلس الامن الدولي الى توجيه اللوم الى روسيا بسبب تزعمها تقدم الانفصاليين نحو ماريوبول. 
              
وقطع الرئيس الاوكراني بوروشينكو زيارة الى السعودية للمشاركة في عزاء العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ليرأس اجتماعات لمجلس الامن القومي والدفاع في كييف السبت. 
              
ووعد بوروشينكو بتحقيق "النصر الكامل" على الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال في بيان "نحن نؤيد السلام، ولكننا نقبل كذلك تحدي العدو. وسندافع عن وطننا بالطريقة التي يدافع فيها الوطنيون الحقيقيون — حتى النصر الكامل". 
              
وراقب قادة غربيون بقلق تصاعد العنف مرة اخرى في اوكرانيا. 
              
ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني قصف ماريوبول، وقالت في بيان "هذا التصعيد سيؤدي حتما الى تدهور خطير في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا".
              
كما دانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا السبت القصف وقالت انه "معيب" واضافت ان مبعوثها لاوكرانيا ارتوغرول اباكان يعتبر القصف على ماريوبول "هجوما طائشا وعشوائيا ومعيبا يستهدف منطقة سكنية مكتظة بالسكان واوقع ضحايا من بينهم نساء واطفال ومسنين". 
              
في زيوريخ، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا الى وقف دعمها للانفصاليين في اوكرانيا "فورا".
              
وقال "ندعو روسيا الى انهاء دعمها للانفصاليين فورا واغلاق الحدود الدولية مع اوكرانيا وسحب جميع الاسلحة والمقاتلين والدعم المالي" محذرا من انه "اذا لم يتم ذلك فان الضغوط الاميركية والدولية على روسيا وحلفائها ستزداد".
              
ومن ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان التصعيد في اوكرانيا "امر خطير جدا".
              
وبقيت مدينة ماريوبول الصناعية حتى الان بمنأى عن المعارك التي تندلع بشكل متفرق في المناطق المجاورة لها. ويبلغ عدد سكان ماريوبول نحو نصف مليون نسمة ووهي تقع على ضفاف بحر ازوف، وستؤدي السيطرة عليها الى اقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في اذار/مارس الماضي.
              
وصدت كييف هجوما على المدينة في اب/اغسطس الماضي ولكن بعد وقوع خسائر كبيرة دفعت الرئيس بوروشينكو الى الموافقة على وقف اطلاق النار في 5 ايلول/سبتمبر. 
              
وتلا الهدنة مزيد من الاشتباكات ادت الى مقتل 1500 شخص على الاقل ورفضها الانفصاليون الجمعة. 
              
وقال زاخاريتشنكو "رئيس" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد اثناء لقاء مع الطلاب في المدينة التي تعتبر معقلا للانفصاليين "لن يكون هناك بعد الان من جانبنا اي مساع للتحدث عن هدنة" مع السلطات الاوكرانية. واكد كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية وانفصاليون "سنشن هجوما على حدود منطقة دونيتسك".
              
وجاء اعلانه بعد ان حقق رجاله انتصارا رمزيا بطرد الجنود الاوكرانيين من مطار دونيتسك الذي كانت تسيطر عليه القوات الحكومية منذ ايار/مايو. 
              
وربط دبلوماسيون غربيون بين هذا التقدم العسكري وارسال مزيد من القوات الروسية الى اوكرانيا، وهو ما نفاه الكرملين بشدة، بهدف توسيع سيطرة الانفصاليين قبل التوقيع على هدنة نهائية واتفاق ترسيم المناطق. 
              
وبعد ضمها القرم بدون معارك في اذار/مارس الماضي، يوجه الغرب وكييف التهم لروسيا بدعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا حيث اوقع النزاع اكثر من خمسة الاف قتيل في خلال تسعة اشهر.
              
لكن موسكو الخاضعة لعقوبات غربية قاسية بسبب الازمة الاوكرانية، تنفي بشكل قاطع اي ضلوع لها في شرق اوكرانيا وتطرح نفسها كوسيط في النزاع.
              
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الجيش الاوكراني بشن عملية واسعة النطاق في شرق البلاد كما انتقد بشدة تجاهل الرئيس الاوكراني الرد على مقترحه سحب قطع المدفعية من خطوط التماس لتفادي وقوع القذائف على المناطق الآهلة بالسكان.
              
واكد بوتين خلال اجتماع لمجلس الامن الروسي ان "السلطات الاوكرانية اصدرت الامر الرسمي بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على كل خط المواجهة عمليا".
              
واضاف الرئيس الروسي "انها تستخدم المدفعية وقاذفات الصواريخ والطيران من دون تمييز" بين المتمردين والمدنيين، بما في ذلك ضد "مناطق مكتظة مأهولة بالسكان".
              
وافشل تجدد المعارك المحاولات المبذولة منذ اواخر كانون الاول/ديسمبر ومطلع كانون الثاني/يناير لاستئناف عملية السلام المحتضرة من خلال تنظيم اجتماع قمة بين بوتين بوروشينكو بمشاركة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
                                

وللمزيد كان معنا محمد صفوان جـُولاق رئيس تحرير موقع أوكرانيا برس مباشرة من كييف