أخبار الآن | القاهرة – مصر – (أ ف ب) 

حث مسؤولون دوليون و عرب المجتمع الدولي على بذل الجهود لمنع الجماعات المتطرفة من تدمير الإرث الحضاري في منطقة الشرق الأوسط. 

و اتهم المسؤولون تلك الجماعات ببيع القطع الأثرية المسروقة لتمويل حروبِها، ودعوا الى تشديد المراقبة على التجارة الدولية للاثار لمنع تهريبها. جاء ذلك خلال مؤتمر ينعقد لمدة يومين في العاصمة المصرية القاهرة، يهدف الى ايجاد سبل لمواجهة تدمير المواقع الاثرية.    

دعا مسؤولون دوليون وعرب الاربعاء المجتمع الدولي الى بذل جهود لمواجهة تدمير المتطرفين "غير المسبوق" للمواقع الاثرية في الشرق الاوسط، متهمين الجماعات المتشددة ببيع القطع الاثرية المسروقة لتمويل حروبها. 

وفي بداية مؤتمر مدته يومان يهدف الى ايجاد سبل لمواجهة تدمير المواقع الاثرية، دعا مسؤولون الى تشديد المراقبة على التجارة الدولية للاثار لمنع تهريب المسروقات. 

وياتي مؤتمر القاهرة بعد غضب دولي واسع اثاره بث تنظيم داعش الشهر الماضي فيديو يظهر متشددين وهم يهدمون بجرافة مدينة نمرود الاشورية في شمال العراق.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ايرينا بوكوفا الاربعاء من ان تدمير المسلحين للمواقع الاثرية في الشرق الاوسط بلغ "مدى غير مسبوق" ودعت الى جهود دولية لحماية الاثار في المنطقة.

وقالت بوكوفا في افتتاح المؤتمر في احد فنادق القاهرة ان "نهب وتدمير المواقع الاثرية بلغ مدى غير مسبوق".

وتابعت ان هذه الجماعات تستخدم "التطهير الثقافي كتكتيك في حرب تستهدف ارهاب السكان .. انها جريمة حرب".

وحذر وزير الاثار المصري محمود الدماطي كذلك من الخطر الذي يتهدد اثار المنطقة.

وقال ان "المنطقة تواجه تحدي التدمير المباشر وغير المباشر للاثار والتراث الانساني".
       
واضاف "هناك محاولة لتدمير التراث الانساني سواء كان ذلك في العراق او ليبيا او اليمن او مصر".

ويشارك مسؤولون من وزارات الخارجية والاثار في 11 دولة عربية بينها السعودية والعراق وليبيا والكويت والسودان في المؤتمر.

وقالت ديبوره لير وهي رئيسة تحالف للاثريين تم تشكيله للتصدي لتدمير الاثار ان هذا المؤتمر جهد من اجل "مكافحة هؤلاء الذين يأخذون منا تاريخنا المشترك".

واوضحت ان الهدف من المؤتمر هو "توحيد الجهود لايجاد حل (لمواجهة) هذا الخطر".

ويعتبر مسلحو داعش الذين استولوا على مناطق واسعة من الاراضي في سوريا والعراق منذ حزيران/يونيو 2014 اعلنوا عليها الخلافة، انه يجب تدمير التماثيل والمعابد.

ومؤخرا دمر التنظيم عدة مواقع اثرية في العراق منها نمرود والحضر — المدينة التي تعود الى الحقبة الرومانية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتدمير آثار متحف الموصل رغم موجة الاحتجاجات في العالم.

وفي فعالية اخرى في جامعة الازهر في القاهرة في وقت لاحق الاربعاء، كررت بوكوفا دعوتها لحماية المواقع الاثرية. 

وقالت "هل نستطيع تخيل مصر بدون الاهرامات ووادي الملوك وبدون القاهرة القديمة وبدون الكرنك؟ لا اعتقد ذلك". 

وصرحت لير لوكالة فرانس برس ان التجارة في الاثار تتطلب مراقبة اكثر تشددا. 

وقالت "في الولايات المتحدة لوحدها، ارتفعت واردات الاثار القانونية بنسبة 1000%، تخيلوا ما يمكن ان تكون عليه التجارة غير القانونية".