أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة – (أ ف ب)
كشفت الولايات المتحدة وثائق جديدة تمت مصادرتها من منزل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بعد قتله في مدينة ابوت اباد الباكستانية عام 2011.
وتلقي حوالى مئة وثيقة جديدة تم اختيارها وترجمتها من قبل اجهزة الاستخبارات الاميريكية الضوء على جوانب جديدة للوضع النفسي لزعيم القاعدة وافكاره التكتيكية واهتمامه الكبير بالصورة العامة للتنظيم. ويبين بن لادن خلال الوثائق ادراكه خطر ضربات الطائرات بدون طيار على كوادر تنظيمه،طالبا منهم الامتناع عن اجراء الاتصالات بالبريد الالكتروني وعن الالتقاء في تجمعات كبيرة، وكما عبر عن قلقه من احتمال وجود شرائح الكترونية مخبأة في ملابس زوجته.
كما كان مهتما بتجديد الكوادر ويبحث عن وسيلة ليتمكن ابنه حمزة الذي كان الخليفة المرجح له حسب الاستخبارات الاميركية، من الانضمام اليه في ابوت اباد.
وفي 2010 اصدر بن لادن توجيهات حول المفاوضات التي يجب اجراؤها بشأن الفرنسيين الذين خطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب او صحافيين فرنسيين اثنين في افغانستان.
وفي الحالتين يصر على الحصول على تعهد من فرنسا بالانسحاب من افغانستان وفدية في قضية رهائن القاعدة في بلاد المغرب .
وعلى مستوى استراتيجي اكبر، يرى بن لادن ان القاعدة يجب ان تخطط لهجمات كبيرة ضد الولايات المتحدة مثل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وليس ضد الانظمة في الشرق الاوسط.
وكتب في رسالة "علينا وقف العمليات ضد الجيش والشرطة في كل المناطق وخصوصا في اليمن. مضيفا الاولوية يجب ان تكون ضرب اميركا لاجبارها على التخلي عن انظمة الشرق الاوسط وترك المسلمين وشأنهم.
وكان زعيم تنظيم القاعدة قلقا من ان الانقسام في المتشددين قد يؤدي الى هزيمتهم، كما قال مسؤول اميركي في الاستخبارات طلب عدم كشف هويته، في تعليق على الوثائق.
وشكل تنظيم القاعدة في العراق الذي اصبح تنظيم داعش مصدر خلاف داخل التنظيم المتطرف.
ففي 2007، كتب متشددون عراقيون الى بن لادن رسالة ليدينوا بعبارات شديدة اللهجة اعمال القتل التي كان يمارسها تنظيم القاعدة في العراق او ما اسموه فضائح ترتكب باسمكم.
وقالت الاستخبارات الاميركية ان بعض المقربين من بن لادن حاولوا اقناعه بشن هجمات اكثر تواضعا واكثر سهولة بسبب تهديد الطائرات بدون طيار بينما التنصت جار في كل مكان.
واوضحت ان وثيقة عثر عليها في ابوت اباد كشفت في اطار محاكمة جرت مؤخرا في نيويورك وليس مع الوثائق التي رفعت عنها السرية الاربعاء، تشير الى ان ابو مصعب السوري الذي كان قريبا من بن لادن كان يدعو الى هذا النوع من الهجمات.
واضافت هذه المصادر ان مسؤولي القاعدة يعتقدون ان عمليات صغيرة مثل الهجمات التي يشنها افراد معزولون يمكن ان تضعف الغرب اقتصاديا".
لكن بن لادن لم يقتنع الا انه خسر الرهان بعد موته. فبعد مقتله دعا تنظيم القاعدة الى شن مثل هذه الهجمات وتغلبت فكرة "الجهاد الفردي" التي يدافع عنها ابو مصعب السوري.