أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

في الآونة الأخيرة، كثفت جماعة طالبان الأفغانية من هجماتها ضد السياسيين في افغانستان، هادفة في ذلك إلى زعزعة الاستقرار وبث الخوف في نفوس الساسة والمرشحين والنواب، بعدم المشاركة في الحياة السياسية، لكي لا يكونوا هدفا لهجماتها. خاصة وأن الحكومة لم يكتمل تشكيلها بعد، وأن البرلمان لم يمنح ثقته إلا لثمانية وزراء، من أصل 25 وزيرا.

اليوم، شهدت العاصمة كابول هجوما شابه ما ذكرناها آنفا، حين استهدفت جلسة للبرلمان كانت تنوي التصويت لاختيار وزير للدفاع، إلا أن هجوم طالبان حال دون ذلك، وانتهى بمقتل المهاجمين السبعة، وإصابة 19 شخصا بجروح بينهم نواب. وعلى الفور تبنت طالبان الهجوم، وقال الناطق باسمها إن الهجوم على البرلمان جاء بمناسبة انعقاد جلسة مهمة، لتعيين وزير دفاع جديد. وهو ما يؤكد صراحة رسالتها الواضحة للحكومة، الداعية إلى وقف جلساتها.

بدأ الهجوم عند الساعة العاشرة والنصف صباحا (06,00 تغ) وهو مشابه لعمليات طالبان التي عادة ما ترسل انتحاريين لاستهداف مراكز حكومية او اجنبية في كابول.
              
وانتهى الهجوم بعد ساعتين بمقتل المعتدين السبعة، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية نجيب دانش لوكالة فرانس برس. واوضح ان الهجوم بدأ حين فجر انتحاري سيارة مفخخة كان يقودها امام البرلمان.
              
ومن جهته صرح رئيس شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي ان جميع النواب الذين كان بعضهم داخل المجلس، بخير. وقال "تم اجلاء جميع النواب بأمان".
              
واعلنت وزارة الداخلية ان 15 شخصا اصيبوا في الشوارع المحيطة.
              
وهز الانفجار مبنى البرلمان بعدما فجر الانتحاري نفسه، وقال رحيمي ان بعد ذلك مباشرة "دخلت مجموعة من المتمردين الى مبنى يقع الى جانب البرلمان"، وبدأوا باطلاق النار.
              
ومن جهته، اوضح دانش لفرانس برس ان المقاتلين عمدوا بعد ذلك الى التحصن داخل المبنى "حيث قتلتهم قوات الامن".
              
وتبنت طالبان على الفور الهجوم الذي وقع بالتزامن مع كلمة لمرشح الرئاسة الافغانية لمنصب وزير الدفاع الى البرلمان محمد معصوم ستانكزاي.
             
ونفى عبد الله كريمي المتحدث باسم شرطة كابول لوكالة فرانس برس ان يكون المهاجمون دخلوا مبنى البرلمان.
              
ومن المفترض ان يستمع البرلمان للمرشح الرئاسي لوزارة الدفاع محمد معصوم ستانكزاي، وهو منصب لم يشغله احد منذ انتخابات الرئاسية الافغانية في 2014 والتي فاز بها اشرف غني.
              
وروى النائب محمد رضا خوشاك لفرانس برس "كنا في الجلسة بانتظار المرشح لمنصب وزير الدفاع وفجأة سمعنا انفجارا شديدا تلته انفجارات اخرى اقل قوة".
              
وتابع "خلال ثوان معدودة، امتلأت القاعة بالدخان وبدأ النواب بالفرار من المبنى".
              
بدأت طالبان في نيسان/ابريل بشن ما يعرف بـ"هجوم الربيع" السنوي حيث تشن هجمات ضد اهداف حكومية واجنبية ما اثار معارك عنيفة في عدد من ولايات البلاد وسلسلة من الهجمات في كابول.
              
ورفضت الجماعة دعوات من رجال دين افغان لوقف المعارك خلال شهر رمضان بالرغم من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء هجماتها.
              
وفي العام 2012، حاولت مجموعة من مقاتلي طالبان السيطرة على البرلمان، تزامنا مع هجمات اخرى استهدفت مقرات دبلوماسية في كابول.
              
و"هجوم الربيع" الاخير هو الاول في ظل غياب القوات الدولية بعد 13 عاما من نزاع بدأ بعد الاطاحة بطالبان عن الحكم (1996-2001) اثر تدخل عسكري بقيادة اميركية.
              
ومنذ مغادرة الجزء الاكبر من القوات الاجنبية المقاتلة في كانون الاول/ديسمبر، تواجه القوات الامنية الافغانية وحدها تمرد طالبان. ولم يبق في البلاد سوى 12500 جندي اجنبي تحت مظلة الحلف الاطلسي بهدف تدريب القوات المحلية.
              
ويبدو ان محاولات الرئيس الافغاني اقناع طالبان بالجلوس على طاولة المفاوضات، في اطار التقارب الدبلوماسي مع باكستان، باءت بالفشل.
              
وتضع طالبان شرطا للسلام يتمثل بالانسحاب الفوري للقوات الاجنبية من البلاد.