أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (أحمد قرقش)

بعد ما عانوا الامرين وشاهدو الموت بأعينهم وإتخذوا البحر طريقا للهرب من ويلات القصف والدمار و الفقر والجوع  وصل  المهاجرون  الى منطقة حدودية بين اليونان ومقدونيا بحثا عن حياة جديدة  ولكن الاستقبال كان عكس المتوقع.

فلم يكن احد المهاجرين يتوقع اثناء ركوبه قوارب الموت بان  استقبالهم سيكون ممزوجا بنكة العنف ورائحة الدخان ونوم بين النفايات ولكنهم كانو اكثر تفاؤلا بوجود من هو اكثر رأفة بحالهم.

 تحت المطر .. أمضى نحو ألفي مهاجر الليل في منطقة حدودية بين اليونان ومقدونيا بعدما منعتهم الشرطة المقدونية بالقوة من دخول البلاد الامر الذي أدى إلى إصابة ثمانية منهم بجروح طفيفة.  

لعل طريق اللاجئين ما يزال شاقا نحو مستقبل امن  بعدما قامت قوات الأمن المقدونية بتعزيز الحواجز على طول الحدود اليونانية واعلان السلطات رفع حالة الطوائ مما جعل شعورا ينتاب اللاجئين بان لا شيء يوحي بفرصة نجاح واحدة للعبور أمام هذه الاجراءات.

يذكر ان التحركات الدولية بهذا الصدد كانت متواضعة إذ حثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الاجئين مقدونيا على إعاد فتح حدودها وتقديم المزيد من المساعدة للمحتاجين اما الامم المتحدة فقد اعربت عن قلقها لاستخدام شرطة مكافحة الشغب في مقدونيا القوة لتفريق المهاجرين.

وبعد ثلاثة ايام من الصمود والاصرار على الدخول سمحت السلطات المقدونية لأكثر من 1500 مهاجر معظمهم لاجئون سوريون، بدخول أراضيها  وقامت بتسليمهم وثائق مؤقتة تتيح لهم مواصلة رحلتهم نحو الشمال وصولاً للمجر.

يبدو انه لا شي يقف عائقا في طريق اللاجئين  لا البحر ولا الحدود ولا اسلاك شائكة ولا حتى القنابل المسيلة لدموع فما شاهدوه في بلادهم تحول الى طاقة ستوصلهم حتما الى بر الآمان.

أحمد سعدون خبير في شؤون الهجرة بدائرة الهجرة البريطانية – بيروت