أخبار الآن | القدس – فلسطين (وكالات)
تجددت المواجهاتُ في المسجد ِالاقصى في القدس لليوم الرابعِ على التوالي بين قواتِ الامن الاسرائيلية وشباب فلسطينيين.
ومنذ الاحد الماضي، يشهدُ المسجد الاقصى مواجهاتٍ عنيفة بين شبابٍ فلسطينيين بعيد محاولاتِ افراد الشرطة الاسرائيلية اقتحامَ المسجد الاقصى لاخلاء المعتصمين داخله. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 26 فلسطينيا جرحوا خلال الهجوم فيما اعتقل عدد من المعتصمين.
واصيب 26 فلسطينيا الثلاثاء ونقل اثنان منهما الى المستشفى بحسب الهلال الاحمر الفلسطيني بينما اصيب خمسة من رجال الشرطة الاسرائيليين.بينما اعلنت الشرطة عن اعتقال اربعة اشخاص.
ومنذ الاحد، زار نحو الف غير مسلم المسجد الاقصى في البلدة القديمة مع حلول السنة العبرية الجديدة.
وعززت هذه الزيارات مخاوف الفلسطينيين من قيام اسرائيل بتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود وباقي اليوم للفلسطينيين.
ومع فتح ابواب المسجد للزيارة صباح الثلاثاء في تمام الساعة السابعة ونصف، تجددت المواجهات مرة اخرى بين شبان ملثمين ينامون في المسجد منذ ثلاثة ايام مع مئات من عناصر الشرطة الاسرائيلية في الموقع.
وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الاسرائيلية صباحا المصلى القبلي داخل المسجد.
وقال فراس الدبس المسؤول الاعلامي عن المسجد الاقصى لوكالة فرانس برس "اليوم هو اعنف يوم، كان الامر جنونيا وهناك انتشار كبير للقوات الخاصة" مشيرا الى ان قوات خاصة وقناصة اسرائيليون يحاصرون المسجد حاليا.
واضاف "اقتحموا المصلى القبلي (باب مصلى الجنازات هو قسم من اقسام المسجد الاقصى) ووصلوا حتى منبر صلاح الدين (منبر المسجد) لكنهم تراجعوا لصلابة المقاومة فيه" من الشبان الفلسطينيين.
واعلن الدكتور امين ابو غزالة من الهلال الاحمر الفلسطيني في القدس في تصريح صحافي ان "مجمل اصابات اليوم التي تعاملت معها طواقمنا هي 26 اصابة حتى اللحظة، تم نقل اثنتان من الاصابات الى المستشفى".
واضاف "توزعت الاصابات بين الضرب بالهراوات والرصاص المطاطي وتركزت بالاجزاء العلوية من الجسم".
وامتدت المواجهات الى ازقة البلدة القديمة في القدس والقت قوات الشرطة قنابل صوتية على المتظاهرين الفلسطينيين وعرب اسرائيليين رددوا شعارات احتجاجية بينما رافقت قوات شرطية زوار يهود الى المسجد.
وقالت ام عمر (42 عاما) التي قدمت من الناصرة، اكبر مدينة عربية في اسرائيل انها جاءت الى القدس "للدفاع عن الاقصى" مؤكدة ان "اصحاب الاقصى الحقيقيون موجودون في الخارج واللصوص في الداخل".
واضافت "لا يزعجنا عندما يأتي اليهود الى البلدة القديمة ولكن لا نقبل استفزازاتهم".
واكد خالد تفاحة (46 عاما) وهو تاجر فلسطيني لوكالة فرانس برس "انا واولادي واحفادي مستعدون للتضحية بدمائنا من اجل الاقصى" مؤكدا ان "الاسرائيليين يريدون تقسيم الاقصى ولكنهم لن ينجحوا".
إدانة أردنية و قلق دولي
وحذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله في عمان الاثنين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من ان أي "استفزاز جديد" في القدس سيؤثر على العلاقات بين الاردن واسرائيل.
وذكرت وكالة وفا الرسمية للانباء الثلاثاء ان اتصالا هاتفيا جرى بين العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وتناول "استمرار الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المسجد الاقصى".
وعقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا طارئا لها الثلاثاء ونددت "بمحاولات الحكومة الإسرائيلية تمرير مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك" مشيرة بانها ترفض " المخططات الإرهابية الإجرامية" مؤكدة انها "لن تمر تحت اي ظرف من الظروف".
وجرت صدامات مماثلة في تشرين الثاني/نوفمبر اتخذت السلطات الاسرائيلية على اثرها قرارا نادرا باغلاق باحة المسجد الاقصى مما تسبب بازمة دبلوماسية مع الاردن.
وابدى المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي في بيان "القلق الشديد" للولايات المتحدة وناشد الطرفين "الحفاظ على الوضع الراهن" في باحة المسجد الاقصى القائم منذ العام 1967.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى باحة الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.