أخبار الآن | دبي – الإمارات العريبة المتحدة – (غرفة الأخبار)
الجميع كانوا يتحدثون وأكرم رسلان كان صامتا ثم تبين بعد ذلك أن الجميع صامتون وأكرم هو الذي كان يصرخ بسلاح لا فوهة له بل ريشة جسدت رسوما تعبيرية لما حل بسورية من كوارث ، هكذا وُصف رسلان من زملاء موهبته وهم يرثون رحيله عنهم داخل زنزانات النظام السرية.
أُعتقل رسلان بعد مداهمة مكان عمله في جريدة "الفداء" في محافظة حماة يوم الثاني من تشرين الاول/اكتوبر عام 2012 الماضي ليواجه الموت في سجنه تحت وقع تعذيب إمتد لاكثر من سنة وهو الامر ذاته الذي يحصل عادة مع جميع معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين الذي يقبعون داخل زنزاناتهم دون ان تعلم عائلاتهم ان كانوا على قيد الحياة ام لا ، ليفاجأوا بعد أعوام بمقتل أبنائهم بتهمة معارضتهم توجهات "سيادة الرئيس" ونظامه.
وبحسب معارضين سوريين فان رحيل الفنان اكرم رسلان الذي اكده احد المفرج عنهم لم يكن نبأ ً مفاجئاً بل هو مصير حتمي يلقاه كل من يعارض سياسات النظام وتصرفاته لاسيما اولئك الذين لديهم تفاعل مع الشعب ويحظون بقدرة التأثير على تنمية أفكاره الثورية لنيل الحرية.
ارسلان رسم أكثر من 300 لوحة كاريكاتيرية تعبّر عن أهداف الثورة وتنتقد وتفضح ما يقوم به النظام من ممارسات قمعية ضد السوريين وعرف عنه وهو ابن الاثنين والاربعين عاما عرف عنه منذ انطلاق الثورة عام 2011 نشره رسوما كاريكاتورية تحمل النظام مسؤولية المجازر والكوارث التي حلت بالبلاد.
لم تقتصر رسومات الفنان أكرم رسلان على لوحات تنتقد اجهزة النظام بل عُرف عنه تناوله لشخص بشار الأسد وسياساته حيث كان يتميز بجرأة الطرح عمن سواه من بين الكثير من الفنانين وهذا ما دفع باعتقاله وتعذيبه حتى الموت في أقبية أجهزة توصف بالقمعية.
وفي نظر الكثيرين من الفنانين المعارضين السوريين فان اكثر ما دفع بقتل رسلان هو نيله في آخر ايام حياته داخل المعتقل جائزة الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير للعام 2013، اذ قال رئيس الشبكة في حينه ان الجائزة تمنح فقط لرسامي الكاريكاتير الذين يتحلون بالشجاعة في رسوماتهم ، وتقديرا لشجاعة رسلان الاستثنائية فقد مُنح هذه الجائزة تكريما لفنه ولتفاعله التعبيري مع ثورة شعبه المظلوم.