أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)
لا تكتب كلمة على محرك "غوغل" حتى تتحول الى معلومة تظهر على شكل أرقام واحصاءات في منصة "غوغل ترندز"، لذلك فالكلمة المبحوث عليها بشكل كبير يتعامل معها المحرك بجدية، فهي تتحول الى توجه جمهور معين في مكان ما.
حيث تتيح المنصّة مراقبة «سلوكيات» المستخدمين، من خلال قياس أكثر مواضيع يبحثون عنها، كما يمكن الحصول على بيانات وجداول عن كافة الأسئلة أو العبارات المتداولة في مربعالبحث لتحليلها، وتتزايد البيانات المقدّمة من «غوغل» مع ازدياد وتشعّب أبحاث المستخدمين حول «كلمة مفتاح».
لذلك مع تفاقم أزمة اللاجئين المتوجهين بحراً نحو أوروبا، تكثف البحث على «غوغل» بين دول الاتحاد الأوروبي حول مصطلحي "لاجئين" و"مهاجرين" فكما تنعكس الأزمات على حياة البشر الواقعية، هذا الانعكاس يظهر أيضا على حياتهم الافتراضيّة.
وحسب جريدة السفير اللبنانية، تم تتبع حركة البحث في الدول الأوروبية، منذ أوائل شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، فتم اكتشاف التباينات في تفاعل كلّ دولة مع أزمة اللجوء.
ألمانيا التي تشهد حركة كثيفة في البحث عن اللاجئين، سجلت أبرز خمسة أسئلة وجهها الألمان لـ «غوغل» في الأسابيع الماضية كانت: من أين يأتي اللاجئون؟ كيف يمكن التطوّع لمساعدة المهاجرين؟ لماذا يذهب اللاجئون إلى المملكة المتحدة؟ متى يصبح اللاجئ مهاجراً؟ ماذا سيحصل في أوروبا بعد أزمة اللاجئين؟ تعكس أسئلة الألمان نوعاً من الترحيب باللاجئين نوعا ما، خاصة سؤال التطوّع للمساعدة.
أما بريطانيا فحلت في المرتبة الثانية، حيث يمكن تلمّس التباين في التوجهات، فالأسئلة الأكثر تداولاً في بريطانيا كانت: ما الفرق بين مهاجر ولاجئ؟ من هو طالب اللجوء؟ من هو المهاجر الاقتصادي؟ لم هناك أزمة لجوء؟ ما هو عدد الأشخاص المشاركين في مسيرة لندن (لدعم اللاجئين)؟ هذه الأسئلة تكشف توجساً اقتصاديّا من اللاجئين خاصة أن الحكومة البريطانية لم تبد ترحيباً بهم مقابل تظاهرات في لندن تطالب الحكومة باستقبال المزيد وتكثيف المساعدات الإنسانية.
أما الأسئلة الفرنسية فحملت طابعاً معلوماتياً جاءت على الشكل التالي: ماذا تعني أزمة الهجرة للمسافرين؟ مم يهرب اللاجئون الصوماليون؟ من هو المدافع عن المهاجرين؟ من هو المهاجر؟ ما هي حالة المهاجرين في أوروبا الآن؟ يترجم خوف الفرنسيين من تأثير اللجوء على حركة سفرهم داخل وخارج أوروبا،
في حين أنّ السؤال الأكثر تداولاً في إيطاليا كان: "كيف يمكن تبنّي طفل سوري يتيم؟" وهذا ما يترجم سلمية الأسئلة الايطالية والتي تقابلها عدائية في بلجيكا حيث كان السؤال الأكثر تداولاً: «كيف يمكن إيقاف المهاجرين؟
وفي اللوكسمبورغ حلّ سؤال «ما هي تداعيات السماح لللاجئين في دخول أوروبا» في المرتبة الأولى، مع ظهور دعواتٍ لاستقبال اللاجئين المسيحيين حصراً في عدد من الدول بات السؤال الأكثر تداولاً في هنغاريا، الدولة التي أغلقت حدودها أمام اللاجئين ورفعت سياجاً فاصلاً: كيف يجب أن يتعاطى المسيحيون مع أزمة الهجرة؟ الهنغاريون سألوا أيضاً: هل على اللاجئين تقديم جوازات سفر؟ ما هي تكلفة وصول المهاجر إلى ألمانيا؟ هل تعتبر بودابست (عاصمة هنغاريا) منطقة خطرة للسياح؟
مقابل الإسلاموفوبيا الهنغارية والخوف على الحركة السياحية، يظهر «الخطر الوجودي» الذي يشعر به بعض السويديين عبر سؤال: هل مسألة الهجرة هي اجتياح؟ كما تلوح المخاوف الاقتصادية في سؤال: كم من المال يرسل المهاجرون إلى أوطانهم؟ حتى قبل أن يستقرّوا أو يبدأوا العمل.
فالأسئلة المطروحة على محرك "غوغل تفشي شيئا ما توجّهات الرأي العام بشأن أزمة اللاجئين، على الرغم من أن مستخدمي «غوغل» لا يمثّلون بالطبع كلّ سكّان أوروبا، كما أن "غوغل ترندز" ليست أداة إحصائية رسميّة.