أخبار الآن – خاص | اسطنبول – تركيا – (عماد كركص )
بدعوة وإشراف من الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عُرض للمرة الأولى في مدينة اسطنبول التركية الفيلم الوثائقي ( غاندي الصغير ) الذي يروي قصة الناشط السوري غياث مطر الذي قضى تحت التعذيب على أيدي قوات النظام، كما يسلط الفلم الضوء على بداية الحراك السلمي للثورة في مدينة داريا بريف دمشق، مسقط رأس غياث مطر .
مراسل أخبار الآن عماد كركص حضر الفلم وأعد التقرير التالي :
المظاهرات الأولى، وشعارات البداية في مدنية داريا، وعسكرة الثورة رداً على همجية النظام، مفاصل أراد معدو فلم (غاندي الصغير) استحضارها بعد خمس سنوات، في سردٍ لسيرة الناشط غياث مطر أحد أهم رموز الثورة السورية بالريف الدمشقي، والذي قضى تحت التعذيب على أيد قوات النظام بعد عدة أشهر من اندلاع الثورة .
يحيى مكتبي عضو الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قال لأخبار الآن : "الإشراف من قبل الائتلاف على هذا الفلم كان إشراف اعتباري، ونحن نشكر كل القائمين عليه الذين حضروا إلى هنا من أماكن بعيدة وعلى نفقتهم الخاصة لحضور العرض الأول للفلم الذي سيكون له صدى كبير في جميع الأوساط ".
صحيفة الواشنطن بوست الأميركية، هي من أطلقت على غياث مطر لقب (غاندي الصغير)، وذلك قبل اعتقاله وتصفيته.. ومن هنا أتت تسمية الفلم، الذي رصد مخرجه المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، الحراك السلمي في داريا بداية عام 2011 ، وكيف انتهى المطاف بالعديد من نشطاء الحراك، إما بالزنازين والمعتقلات، وأما في مقابر الشهداء.
سام القاضي، مخرج الفلم قال لأخبار الآن : "غياث مطر تأثر جدا بـ ( المهاتما غاندي ) المناضل المعروف، ولكن اذا ما أتينا للمقارنة بين غياث رحمه الله و مهاتما غاندي نجد أن المقارنة ربما تكون ظالمة، فالاحتلال البريطاني الذي ناضل ضده غاندي الكبير، ليس بوحشية وهمجية النظام الذي ناضل ضده غاندي الكبير وهذا ما أشرنا إليه بالفلم" .
شهادة الناشطين الأوائل في داريا كانت حاضرة في الفلم، كما حضرت العرض شقيقة غياث، و قدمت شهادتها أيضاً عن الحراك السلمي في مدينتها، التي أصبحت معظم أحيائها ركاماً بفعل الهجمات المتكررة عليها، من قبل قوات النظام.
سوزان مطر، شقيقة الناشط غياث مطر قالت : "نتمنى أن يوصل الفلم الرسالة التي كان يريد إصالها غياث، وهي أن تنال الناس الحرية والكرامة التي تمناها للسوريين" .
غياث مطر الذي كان صاحب مبادرة تقديم المياه والورود لعناصر الجيش، كدليل على سلمية الثورة في بدايتها، لم تشفع له مبادرته من أن تزهق روحه على أيديهم، وليبقى هذا الفلم، الذي رشح للمشاركة في مهرجانات سينمايئة دولية، شاهداً على سيرته، ووحشية النظام، أمام العالم.