أخبار الآن | ألمانيا – متابعات (بسام سعد)
ينطلق مهرجان برلين السينمائي "البرليناله" في دورته السادسة والستين اليوم الخميس ويستمر حتى الحادي والعشرين من هذا الشهر فبراير/ شباط، تحت عنوان "البحث عن السعادة في عالم مضطرب"، مسلطاً الضوء على قضايا اللاجئين ومعاناتهم .
إشراك اللاجئين في المهرجان .. ثقافة الترحيب
تهتم إدارة المهرجان لهذا العام بأزمة اللاجئين وخاصةً أن ألمانيا استضافت العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، وفي ضوء ذلك يعتزم القائمون على المهرجان إشراك مجموعة من اللاجئين في حضور فعاليات المهرجان .
وقد أعلن رئيس المهرجان "ديتر كوسليك" أنه سيوفر نسبة من التذاكر المجانية والمخفضة للاجئين، إضافة لعدة مبادرات وفعاليات مع الطلاب بهدف التبادل الثقافي .
"مخلص عبد الكريم" 22 عاماً، القادم من مدينة حمص والمقيم في برلين منذ عام ونصف، يرى بأنه قد يحقق حلمه من خلال مشاركته ضمن فعاليات المهرجان وإن كانت هذه المشاركة هامشية، كما يقول. مخلص ينوي دراسة الإخراج السينمائي، وهو يشعر بأن الفرصة متاحة، فألمانيا توفر بيئة ملائمة حسب تعبيره .
مبادرات وعروض تسلط الضوء على اللاجئين
ينظم المهرجان مبادرات لصالح اللاجئين من حملات لجمع التبرعات ودعوات لحضور العروض وللمشاركة في دورة تدريبية إلى جانب المنظمين .
وكان "كوسليك" مدير المهرجان قد أفاد بأن المهرجان يقوم بتعزيز مبادرات السلام بين الشعوب، وعليه يجب مواجهة الواقع حولنا، مشيراً بذلك لقضية اللاجئين. ولأن المهرجان يشكل فرصة للجمهور الألماني للتعرف على الظروف التي اضطرت اللاجئين للهجرة، فقد عمدت إدارة المهرجان عرض سلسلة من الأفلام تلقي الأضواء على أزمة اللاجئين في العالم، ومن هذا المنطلق يعرض المهرجان فيلماً وثائقياً عن جزيرة "لامبيدوسا" الإيطالية التي غالباً ما تكون أول موطئ قدم للاجئين القادمين إلى أوروبا خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر. بالإضافة لذلك تتناول أكثر من عشرة أفلام تعرض على هامش المهرجان مواضيع عن الحرب والطغيان والبؤس .
السوريون في المهرجان
الفيلم الوثائقي السوري حاضر في المهرجان في عروض تحاكي واقع الهجرة والحصار والدمار. فيشارك "أيمن نحلة" في فيلم وثائقي قصير تحت عنوان "نهاية الموسم"، ويعرض لمخرج الإيراني الكردي "بهمن قبادي" تجربة مثيرة في فيلمه "الحياة على الحدود"، حيث أعطى كاميرات لأطفال من مدينة عين العرب السورية ليصوروا الأحداث التي مروا بها خلال نزوحهم .والفيلم مدعوم من النجمة السينمائية "أنجلينا جولي" سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا للاجئين .
وعن الفيلم الوثائقي الطويل، يقدم المخرج "آفو كابرئليان" من حلب فيلمه "منازل بلا أبواب" الذي صور على مدى أربع سنوات خلال الحرب في حلب، حيث رصد تحولات الشارع مع مرور الزمن "الفيلم ينقل حياة ومشاهد حقيقية من خلال معايشته لأحداث في الحي"، وآفو الذي يقدم أسلوب وشكل جديد، يتعمد بأن يكون ثورياً في تقديم رؤيته .
المهرجان يتطلع إلى قضية اللاجئين ومعاناتهم بصورة إنسانية. وقد جعل هذه الصورة عنواناً له مكافحاً بها أولئك المناهضين للاجئين .
يقول الناقد السينمائي الشهير "شولتز": إن هذه الدورة من المهرجان تأتي في الوقت المناسب، فهي تتيح لنا التطرق إلى الإشكالية من جانب مختلف، وتساعد السينما على مكافحة الصور النمطية السلبية .