أخبار الآن | أوربا – متابعات (بسام سعد)
وقع صباح الثلاثاء انفجاران هزا العاصمة البلجيكية "بروكسل"، مخلفان 34 قتيلاً وقرابة 200 مصاباً، الانفجار الأول وقع في صالة المغادرة في مطار بروكسل، والثاني في محطة مترو ملبيك قرب مؤسسات الاتحاد الأوروبي .
هذه التفجيرات تركت مخاوف كبيرة لدى اللاجئين خصوصاً المسلمين وذوي الأصول العربية، في ظل تبني داعش لهما، وما تم نقله حول الانتحاري الذي فجر نفسه في المطار أنه تحدث بالعربية قبل التفجير .
تهديد استقرار اللاجئين العرب
بالرغم من أن الإجراءات الرسمية لم تتخذ بحق اللاجئين بسبب التفجيرات، إلا أن مراقبين يتوقعون تصاعد نبرة العداء تجاه اللاجئين، بل ربما تصل إلى تهديدات لكل من هم من أصول عربية خاصة مع تنامي الخطاب العدائي لليمين الأوروبي المتطرف.
ويرى خبراء أن التفجيرات سيكون لها أثر بالغ على السياسات المتبعة تجاه قضايا الشرق الأوسط، مؤكدين أن ما حدث هو جزء من مخططات لعمليات إرهابية كبرى ستظهر خلال الفترة المقبلة، وعليه فإن الأضرار لن تقف عند اللاجئين السوريين وإنما ستمتد لتقيد حركة اللاجئين المسلمين وبالتالي ستكون الممارسات الأمنية أكثر حزماً .
وعلى ما يبدو أن اللاجئين هم أكثر الفئات تأثراً جراء هذه الانفجارات، وبالتالي أي وجه عربي أصبح غير مرحب به في أوروبا .
الإسلاموفوبيا
على الرغم من أن المسلمين دائمًا ما يكونون أول المبادرين بالتنديد بالحوادث الإرهابية، وبالرغم
من التطمينات التي تصدر دائما من القادة الأوربيين للمسلمين عقب كل حادث إرهابي، إلا أن
الاعتداءات سريعا ما تتحدث عن الاحتقان المتزايد من جانب المجتمع الأوروبي تجاه المسلمين، وهو ما يدفع المسلمين في أوروبا إلى الخشية على أنفسهم .
فبعد كل حادث إرهابي تتجه أصابع الاتهام إلى المسلمين، وتتعالى صيحات اليمين المتطرف الأوروربي ضد وجود الإسلام هناك، وهو ما يجعل مسلمو الدول الأوربية يدفعون ثمن تطرف الإرهابيين، من خلال المزيد من التضييق على حرياتهم وحملات الاعتقال التي تستهدفهم لمجرد الاشتباه، كما أنهم يصبحون أكثر عرضة لأعمال انتقامية وهجمات ورقابة مشددة، ناهيك عن ما تقوم به حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والتي تنشط في كل أوروبا والتي تطالب بالحد من وجود الجاليات العربية المسلمة في أوروبا .
تصاعد أحزاب اليمين المتطرف
انتهزت أحزاب اليمين المتطرف التفجيرات المتتالية في أوروبا للترويج ضد العرب والمسلمين، وعلى ما يبدو أنها اكتسبت شعبية واسعة، وبدأت تشكل وجه أوروبا القادم .
ففي ألمانيا برز حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف والذي أصبح يمتلك شعبية غير مسبوقة على حساب الحزب المسيحي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل .وفي فرنسا أصبح حزب "ماري لوبان" اليميني المتطرف ذو قوة بين الأحزاب الفرنسية ويمتلك عشرون نائباً في البرلمان الأوروبي .بينما حصل الحزب المتطرف "الفجر الذهبي" على النسبة الأكبر في البرلمان اليوناني .
مما لا شك فيه بأن أحزاب اليمين المتطرف سوف تكسب أرضية أقوى وزخما كبيرا خلال الفترة المقبلة، وبالتالي هذه الأحزاب أصبحت تشكل تهديدات على اللاجئين وتمثل خطراً على الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا .
ختاماً: منذ اللحظات الأولى للتفجيرات كانت مواقع التواصل الاجتماعي شاهداً على احتدام الجدل حول استقبال اللاجئين، واعتبار ذلك هو السبب الرئيسي في التفجيرات، حتى أن بعض الأوروبيين المتطرفين اعتبر القصاص من اللاجئين أمر واجب .