أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة – (وكالات)

يستضيف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم  وغداً، في واشنطن، القمة الدولية الرابعة حول الأمن النووي التي تهدف إلى منع وصول إرهابيين إلى موادَ أو منشآت نووية.

وسيطغى السيناريو المخيف المتمثل بامتلاك تنظيم داعش قنبلة قذرة على أعمال القمة، بعد تحذير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو من أن الإرهاب ينتشر، ولا يمكن استبعاد إمكانية استخدام مواد نووية.

وتعقد القمة الرابعة بعد 9 أيام من اعتداءات بروكسل التي تبناها تنظيم داعش وأوقعت 32 قتيلاً و340 جريحاً، وفي أعقاب معلومات يجري تداولها عن فرضية اعتداء إرهابي نووي.

 وذكرت وسائل إعلام بلجيكية ودولية أن الخلية الإرهابية التي نفذت اعتداءات بروكسل فكرت في صنع «قنبلة قذرة» مشعة، بعد مشاهدة خبير نووي بلجيكي في شريط فيديو حصل عليه الانتحاريان خالد وإبراهيم البكراوي.

وبعد يومين من مجزرة بروكسل، حذر مدير الوكالة الدولة للطاقة الذرية يوكيا أمانو من أن الإرهاب ينتشر ولا يمكن استبعاد إمكانية استخدام مواد نووية، كما حذر منسق الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب جيل كرشوف من قرصنة محتملة أو سيطرة حركات متطرفة عبر الإنترنت على مركز إدارة محطة نووية.

وللدلالة على قلق واشنطن، عرض البيت الأبيض المساعدة «لحماية المنشآت النووية» على بلجيكا التي نشرت عسكريين حولها. وبرغم أن القمة حول الأمن النووي لن تخصص للخطر الإرهابي فقط، ستعقد الدول المشاركة في التحالف العسكري لمحاربة التطرف اجتماعاً على هامش اللقاء الموسع.

وإن كان عدد قليل من الخبراء يعتقدون بأن تنظيم داعش سيتمكن يوماً من حيازة السلاح النووي، فإن كثيرين يخشون من حصوله على اليورانيوم أو البلوتونيوم لصنع «قنبلة قذرة»، وهي قنبلة لا تحدث انفجاراً نووياً، وإنما تنشر الإشعاع النووي، وبالتالي فإنها تخلّف آثاراً رهيبة على صحة الناس جسدياً ونفسياً وعلى الاقتصاد.

وأفادت دراسة لفريق دولي حول المواد الانشطارية في 2015 أن في العالم كمية كافية من البلوتونيوم واليورانيوم المخصب لصنع ما يوازي مئتي ألف قنبلة نووية مثل قنبلة هيروشيما.

ومنذ قمتهم الأولى في 2010، تخلصت أربع عشرة دولة من مخزوناتها من المواد الانشطارية، فيما سرعت أخرى جهودها للتخلص منها. وأرسلت اليابان على سبيل المثال هذا الشهر إلى الولايات المتحدة كمية من البلوتونيوم تسمح بصنع نحو خمسين قنبلة. لكن خبراء مبادرة مكافحة الخطر النووي يعتبرون أن جهود الحكومات تسجل تباطؤاً، وأن ثمة ثغرات لا تزال قائمة بالنسبة إلى أمن عدد من المنشآت النووية في العالم.

وعبّرت شارون سكواسوني، الاختصاصية في منع الانتشار النووي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، عن أملها بانضمام بلدان ما زالت متحفظة حتى الآن بشكل نشيط إلى العملية.

وفي عام 2014 قطعت تعهدات، لكن دولاً كبيرة مثل الصين والهند وباكستان لم تشارك في تلك الجهود. واعتبرت «أن مشاركة هذه الدول ستكون مهمة فعلاً».

وأبدى عدد من الخبراء أسفهم لكون الدول لم تدرج الأسلحة النووية في مناقشاتها. وقال بروس بلير، المشارك في تأسيس منظمة غلوبال زيرو لمكافحة الأسلحة النووية: «علينا وضع أجندة (…) تشمل كل المواد الانشطارية النووية، المدنية والعسكرية».