أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (أحمد أمين)

 

بين ألم النزوح، وآلام العجز وعدم القدرة على الحركة، تتحسر أم غسان على وضعها المأساوي، بعدما هربت من منزلها الذي أحرقته قوات الأسد في ريف جسر الشغور، لتمسي وحيدة، مقعدة، تصارع أمراضا متعددة، أم غسان تجمعها وآلاف السوريين النازحين قَصصُ الشقاء المختلفة في تفاصيلها، وقَصصُ الحنين والعودة إلى منازلهم في مدنهم وقراهم التي هجروا منها. 

في هذه الخيمة على الحدود السورية التركية, تقطن أم غسان, مع رفيقين لا يكادا يفارقاها, الحزن و البكاء.

فهي المقعدة, القابعة هنا, منذ ثلاث سنوات, تتجرع أشكال العذاب و المعاناة, دون معيل أو معين, يكفكف دموعها, أو يقضي لها حاجاتها.

تقول ام غسان وهي نازحة من مناطق في ريف جسر الشغور: "حرقوا لي كل ما في بيتي من اثاث ومتاع  وثياب كل شيء ولم يبق لدي شيء خرجت بثيابي هذه التي البسها، منزلي يتكون من  ثلاث غرف اشعلوا بهالنار". 

تقاطع بكاء أم غسان لحظات عابرة, تُرجِعُها إلى منزلها, الذي حرقت قوات الأسد أشجاره و جدرانه, و ما عساها تفعل غير ذلك, سوى أن تشرد بخيالها و أمنيتها البسيطة, المتمثلة بقدرتها على المشي.

تقول ام غسان: انا لا أستطيع الحركة ولا المشي أيضا وإن حاولت ذللك  أقع على الأرض ولا استطيع القيام حتى يساعدني الناس من حولي لا  اتمنى الا ان امشي فقط. 

أم غسان و غيرها كثيرات  من كبار السن خاصة , يعانون  ظروف إنسانية صعبة, هنا في مخيم صلاح الدين, فأينما وجهت ناظريك ستجد سوريين, لن تتمكن عدسة الكاميرا من نقل أوجه معاناتهم, منهم من ترك أفراد أسرته تحت الركام, و منهم نجى بملابسه, ووجد نفسه بين ليلة وضحاها هنا.

يقول محمد طبنحة وهو نازح سوري من جبل الأكراد في ريف اللاذقية :
ماكنت أنوي الخروج من المنزل أبدا وكنت مصمما على ذلك، لكن توقعات اقاربي لقصف المنطقة وخوفي من الطائرات الحربية هو من اخرجني من منزلي. الله حمانا، داخل هذه الخيام قصص كثيرة, تتعدد و تختلف و تتقاطع معاناتها في بعض الأحيان, لكن العامل المشترك في تفاقم معاناة هؤلاء, إستمرارية الحرب الدائرة في مواطنهم الأصلية.