أخبار الآن | طهران – إيران – (حصري)
نبقى في إيران وضمن المساعي الدائمة لتحقيق مكانة المرأة الإجتماعية والعملية إلى جانب الرجل، تعمل كلرخ بحري وهي سيدة أعمال إيرانية إلى جانب الرجال، من أجل تحقيق طموحها في مساعدة أكبر شريحة من النساء اللواتي يحتجن للمساعدة, وتطالب الحكومة الايرانية بزيادة دور المرأة في العمل السياسي والاجتماعي.
تقول كلرخ بحري لكاميرا أخبار الان: "بدأت العمل في جمعية مهربانه منذ قرابة سنتين ونصفِ السنة في مجال تأمين رأس المال، ونركزُ أساسًا في أكثرِ أعمالنا على الدفاع عن حقوق المرأة، خاصةً النساءَ المعيلاتِ والأطفالَ والنساءَ المريضاتِ والعاجزاتِ عن العمل و النساءَ اللواتي لا يقدِرْنَ على تأمين تكاليفِ المعيشة لأيِّ سببٍ كان.
المشاكلُ كثيرةٌ جدًا في مجال المرأةِ، خاصةً أن القضيةَ الأولى التي تلفِتُ الانتباهَ هي عدمُ ثقةِ المجتمعِ بالمرأة وقدراتِها وإمكاناتِها في بيئة العملِ وهذا هو أولُ شيءٍ يحتاجُ إلى نشر الثقافِة والتوعيةِ في مجاله، وهو شيءٌ يمكُن للحكومة أن تُسهِمَ فيه، وترعاهُ، فهذا العملُ الذي ينبغي للحكومة أن تتبناه، لا يمكنُ للأشخاص العاديين ممارستُه مهما أرادوا أن يسهموا او يعملوا في هذا المجال، ولكنني أعتقدُ أن الشيءَ الأولَ الذي يجبُ أن يحدثَ هو منحُ المرأةِ الفرصةَ لتولي مناصبَ مُهمةٍ في الحكومة.
فعلى سبيل المثال ربما تكون هذه الأيامُ هي الأولى من نوعها التي يكونُ فيها عددُ النساءِ أكثرَ في المجلس، لكنني أعتقدُ أن الإمكاناتِ تسمحُ بوجودِ أكثرَ أكثرَ للنساء والاستفادةِ من إمكاناتِهن لكي يَتَمَكَّنَّ من توظيف الخِبْرات التي اكتسبنَها في تقدم البلد، خاصةً على الصعيد الاقتصادي. وكما تعلمون، الوضعُ الراهنُ في إيران على الصعيد المِهني، تعملُ النساءُ إلى جانب الرجال، وبعضهُنَّ يحققن دخلًا أكثرَ من دخل الرجال لكنَّ المشكلةَ الرئيسةَ هنا هي انعدامُ الأمنِ المِهني للمرأة ما يمنعُها من ممارسة الأعمال على أفضلِ إلى جانبِ الرجل، ففي كثيرٍ من الأماكنِ، خاصةً تلك التي تتعلقُ بالحكومة، يمكنُ للنساء العملُ في مناصبَ عليا لأنهن يتمتعنَ بدرجاتٍ علميةٍ، أكثرَ من الرجالِ، ولكن للأسف فإن الأولويةَ في هذه المجالات للرجال في تلك المناصبِ ثم للنساء وأعتقدُ أن هذا الأمرَ يقللُ الثقةَ بالنفس لدى النساء، إذ يحاولنَ دائمًا بلوغَ ذلك المستوى وقد أدت سمةُ الكفاح هذه لدى النساء إلى الابتعاد عن الأنوثة قليلا في علاقاتِهن الشخصية وأعتقد أن هذا هو الهاجسُ الأكبرُ في المجتمع الإيراني.
رفع العقوبات عن إيران جعل الطلاب الإيرانيين أكثر تفاؤلا
المرأةُ نشيطةٌ وفاعلةٌ جدًا في المجتمع الإيراني، وهذا النشاطُ يشيرُ إلى وجود كثيرٍ من المشاكل التي تواجهُها على صعيد الأمنِ المِهْني والقضايا القانونيةِ والمساواةِ معَ الرجل وحتى على صعيد القضايا الأسرية فالمرأةُ عندما تُطلَّقُ لا تتمتعُ بحقوق مساويةٍ للرجل وإذا أردنَ بَدءَ عملٍ أو نشاطٍ ما فسوف يكونُ من الصعب عليهن فعلُ ذلك والدخولُ إلى مجال ريادةِ الأعمال.
تتمثلُ أعمالُنا في جمعية مهربانه في توفير هذا الجوِّ للمرأة ، خاصةً التي تعاني مشاكلَ وصعوباتٍ في المجتمع أو تقطنُ في أماكنَ بعيدةٍ ونائيةٍ حتى تتمكنَ من ممارسة هذه الأعمالِ عن بعد وتتمتعَ بالدعم المالي. أعتقدُ أن الأهمَ من كلِّ شيءٍ هو حضورُ المرأةِ ومساهمتُها في المجتمع. فعلى سبيل المثال لا يتسنى لبعض النساءِ أن يذهبنَ حتى لممارسة الرياضة وفي كثيرٍ من المناطق لا يمكنُ للنساء الذهابُ إلى العمل ولا يسمحُ لهن بذلك ، وأعتقد أننا نضيعُ بذلك فرصةً كبيرةً حيث يمكنُنا أن نستَفيدَ من المرأة في كثيرٍ من المِهنِ لكي نحققَ التنميةَ والتقدمَ الثقافيَّ والاقتصاديَّ في المجتمع ونحن الآن نفقدُ هذه الفرصة. أمنيتي كامرأة، امرأةٍ إيرانية هي أن أتمكنَ من رؤية النساء في بلدي يُعلِنَّ عن وجهات نظرهن وهن واثقاتٌ بأنفسهن من دون أن يخشينَ أن يتسببَ لهن أحدٌ بسوء ومن دون أن يخشينَ الأذى ومن دون أن يعتريَهُنَّ هذا الخوفُ لكي يقدرنَ على التكلم بحرية ولا يشعرنَ بأنهن على خطأٍ أو أنهن يرتكبنَ ذنبًا. أتمنى أن أرى إيرانَ خاليةً من أيِّ تمييزٍ جنسي، خاليةً من التمييز بين الرجلِ والمرأة، فكلنا بشرٌ ويجبُ أن ننظرَ إلى بعضِنا بعضًا كبشر من دون أن نتوقعَ من بعضِنا بعضًا أن يقولَ أحدُهم، على سبيل المثال أنا أفضلُ منكِ أو أنكِ أقلُ مني مستوىً، أتمنى أن ننظرَ إلى بعضِنا بعضا بعين المساواة أن ننشرَ هذه الثقافةَ وأن نكونَ مستعدين للعمل نت أجل بعضِنا بعضًا لكي نتقدم.
ابتكار: المصالح الإيرانية والعربية مشتركة في تطوير اقتصاد البلدين
أعتقدُ أن إيرانَ لم تتمكنْ حتى الآن من توطيد علاقاتِها جيدًا مع الدول العربية وهي الآن بذلك تفقدُ فرصةً جيدةً لكي تنمي نفسَها، والدولَ المجاورة، أعتقد أنه إذا حدث ذلك وتمكنا من توطيد علاقاتِنا بهذه الدول العربية ليس من أجل أننا على دين مشترك بل بسبب الثقافةِ المشتركةِ بيننا والإدراكِ المتبادل. أعتقد أننا إذا تمكَّنا من توطيد هذه العلاقاتِ وبلغنا مستوىً متعادلاً من المطالب فسوفَ يكون ذلك نافعًا للتنمية المتبادلة. أعتقد أن هناك قضيةً جِديةً ليس فقط في إيران بل في كل الدولِ وكلِّ الشعوبِ التي تعتقدُ أنها مميزةٌ وأفضلُ من غيرها، وأن لا أحدَ يفكرُ مثلُها، فالشيءُ الأهمُ الذي سيحدث هو أنها ستبقى وحيدةً في المِنطقة ولن يتعاملَ معَها أحدٌ ولن يكونَ أيُّ بلدٍ آخرَ مستعدًا لتبادل علاقاتِ المودةِ معَها ومساعدتِها وسوف تصبحُ وحيدة.
ليس من المهم حجمُ المناجمِ والذهبِ والنفط وغيرِها فهي ستنتهي في يوم من الأيام، لكنَّ العلاقاتِ الوديةَ والصداقةَ بين الدول، فضلا عن تبادلِ البشر بين الدولِ هي التي ستؤدي إلى تغيير هذه الثقافة وتنميةِ البلدان. إننا نفقدُ هذه الفرصةَ في المِنطقة، ولا أقصدُ إيرانَ وحدَها، وأعتقد أن الدولَ العربيةَ تفقدُ هذه الفرصةَ كذلك ، فكثيرٌ من الإيرانيين يستطيعون إيجادَ هذه الفرصِ في تلك الدول، ولكنْ بسبب بعضِ القوانين في تلك الدول، فالإيرانيون غيرُ قادرين على الاستثمار فيها أو إطلاقِ فرصِ عملٍ وتجارةٍ جديدة.