أخبار الآن | اربيل – كردستان – العراق (لؤي أمين)
لكل نازح من أهالي الموصل، أو غيرها من المناطق التي احتلها داعش، وهجر أهلها منها، لكل منهم قصة تروى، عن ذكرياته في بلده، وعن تهجيره، أو هروبه منها، وتبقى كل القصص وإن تشابهت بأساها، مختلفة بالإنسان الذي فيها، صدام إبراهيم، أحد أهالي الموصل التقته كاميرا أخبار في مخيم للنازحين بأربيل، قصته في تقرير مراسلنا لؤي أمين.
بعضُ الصورِ المعبقةِ بذكرياتِ الموصل، هي كلُ ما تبقى لصدام، الذي هُجِّرَ منها بعدَمَا احتلها تنظيمُ داعش، كغيرهِ مِنَ النازحينَ وأهالي الموصل، يترقبُ صدام أخبارَ العملياتِ العسكريةِ لتحريرِ مدينتهم، إذ لا يُـهَوِّنُ مرارةَ العيشِ عليهم سوى أملُ العودة، ويبقى حلمُ الرجوعِ إلى مدينهمْ أولُ آمالِهم وأمنياتِهم.
عن ذكرياته في مسقط رأسه يقول صدام: "كنت عسكري سابقا واذهب الى دوامي وكنت مرتاحا ولدي راتب جاء داعش وقتل ابني وقتل اخي وفجر منزلي ونهب اغراضي كنت اعيش في الجنة سابقا ولدي راتب ولا اريد سوى رضى رب العالمين واعيش في ترف ونعيم لا ادع مكانا الا واذهب اليه الغابات المناطق السياحية دهوك جبل ماندان كلها اذهب اليها".
الحنينُ إلى المنزلِ، واجتماعِ الأهلِ والاصدقاء، أكثرُ ما يتوقُ إليهِ أهلُ الموصلِ المحتلةِ، ذلك فضلا عن زيارةِ معالمِ المدينة ِ التاريخيةِ، ومزاراتِها الدينية الشهيرة، التي يـَنوي أهلـُها إعادةَ الحياةِ إليها بعدما سلبها وخربها داعش.
وعن آماله حين عودته إلى الموصل يحكي بحنين صدام قائلا: "عندي امل كبير عندي امل قوي نرجع ونعيد نبني البناية مال النبي يوينس اللي فجروها هؤلاء الكفار الذين دمرو الحضارة الاسلامية ودمرو مدينة الموصل اللي كسرو ابسط شي الاثار وسرقو قسم منها اثار الموصل هم نرجع وان شاء الله نبقى ونصمد"
ويستطرد صدام: "عندما نرجع اول ما نفعله هو تعمير النبي يونس ونرجع نصلي فيه صلاة الجمعة وبعد الصلاة نجتمع باهلنا وبعدها نرجع نتنزه على نهر الموصل مع اصدقائي واحبائي ونخرج للتنزه وان شاءالله الحياة تنعاد من جديد"
يبقى كلُ الدمارِ والتخريبِ الذي حل بالموصل، والتشريدِ الذي طالَ أهلـَهَا، غيرَ قادرٍ على كسرِ عزيمتـِهم، فأهلُ الموصلِ باتوا اليومَ أكثرَ إصراراً على العودةِ إلى مدنيتهمْ وإعادةِ إعمارها.
ويؤكد صدام عن أهميلة الوحدة بين الموصلين قائلا: اذا رجعنا وبنينا وعمرنا من جديد داعش لن يبقى له اي سلطة وداعش حاليا منكسر ونهايته قريبة مازلنا متكاتفين حاليا ووضعنا يدنا بيد الاخر داعش لايستطيع فعل اي شيء.
حلمُ العودةْ.. اقتربَ مناُلهُ، يقولُ صدامْ والمُوصليونَ الذينَ باتوا أكثرَ تفاؤلاً بعودةِ الحياةِ إلى مدينتِهِم، خاصةً مع تصاعدِ وتيرةِ العملياتِ العسكريةْ لإنهاءِ أيامٍ ٍ سـُوْدْ.. مرت على المدينةِ وأهلِها.