أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (أبو محمد اليبرودي)
لم يعد سلاح التجويع هو الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها النظام للتضييق على أهالي "مضايا وبقين" المحاصرين منذ اثني عشر شهرا، بل تطور الأمر لاستخدام سلاح قطع المياه عن المحاصرين من أخطر السياسات التي يتبعها النظام السوري وحزب الله في خنق المحاصرين في البلدتين.
إذ بات استهداف منابع المياه والمحاولة للسيطرة عليها وسيلة جديدة للنظام لحرمان أهالي البلدتين من المياه ومن ثم جعلهم يرضخون لشروطه ومطالبه وخاصة في المفاوضات الجارية في الجهة المقابلة من أجل كفريا والفوعة، ليصبح تحصيل الماء الضروري لهم بالنسبة للأهالي من أقسى المصاعب التي يعانونها في حياتهم اليومية.
أزمة إنسانية وشيكة في حلب وحالات وفاة جوعا بمضايا
معاناة يومية
يقول "سمير العلي" عضو مجلس مضايا المحلي لأخبار الآن أن أزمة المياه باتت تشكل أرقا للأهالي الذين يعيشون معاناتها يوميا، ففي ظل شح مصادر المياه وانعدام الوقود اللازم لضخ المياه إلى المنازل بات الأهالي مضطرين للسير على الأقدام لمسافة قد تصل إلى أكثر ثلاثة كيلومترات لملئ بعض الأواني و"الغالونات" بما يستطيعون حمله من مياه بالكاد تكفي استخدامهم اليومي بالإضافة لعودة البعض لاستخدام الوسائل البدائية كالدواب والعربات البسيطة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقط، إذ يقول العلي أن خطورة انقطاع المياه تكمن أيضا في تهديد المحصول الزراعي في المنطقة والذي لجأ إليه الأهالي في العام الفائت لتأمين مصدر للغذاء بشكل ذاتي يضمن لهم قوتهم اليومي بالرغم من الحصار الذي يفرضه النظام، وفي حال شح مصادر المياه بشكل أكبر من ذلك واستمرار انقطاعها سيؤدي الأمر لتلف محصول هذا العام بالكامل.
ويشير العلي أن النقص في موارد المياه يعود إلى تعمّد النظام استهداف منابع المياه الرئيسية في المنطقة مرارا وتدمير أجزاء كبيرة منها بهدف إخراجها عن الخدمة ودفع الناس للرضوخ لمطالبه في المفاوضات مقابل المياه إضافة لمنع دخول أية محروقات إلى المنطقة لمنع تشغيل الآبار اللازمة لضخ المياه إلى منازل المحاصرين.
لائحة عقوبات امريكية جديدة بحق مرتبطين بحزب الله قريبا
استهداف منابع المياه
من جهة أخرى، يقول "حسام" إعلامي الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا: أن النظام لم يكتف بالحصار كوسيلة لحرمان المحاصرين من المياه، بل تعدى الأمر لاستخدام النظام وحزب الله القوة العسكرية للوصول إلى منابع المياه لقطعها بشكل مباشر عن المحاصرين، وتعتبر محاولة النظام الأخيرة للوصول إلى "نبع بقين" شاهدا على ذلك حيث حاولت قوات النظام مدعومة بالقصف الكثيف التقدم باتجاه نبع بقين والسيطرة عليه بشكل كامل والتحكم بمصير المحاصرين من خلاله، إلا أن تصدي ثوار من المنطقة لهم بالإضافة لرد "جيش الفتح" في الشمال بقصف الفوعة كضغط على النظام لإيقاف التحرك أدى إلى إيقاف تقدم النظام باتجاه النبع وتمركزه في نقاط تبعد حوالي 50 مترا فقط عنه مما يجعله تحت مرمى نيرانهم في كل الأوقات.
وبالحديث عن المساعي المحلية لتجاوز أزمة المياه، يقول حسام أن الهيئة سعت جاهدة لتفادي أزمة المياه قبل وقوعها وذلك من خلال القيام بمشاريع تدعم تشغيل الآبار الارتوازية الموجودة في المنطقة وتقديم تمديدات جديدة لتصل لمعظم الأحياء والشوارع، إلا أن ارتفاع سعر المحروقات مؤخرا ومن ثم انقطاعه أدى إلى توقف هذه المشاريع عن العمل ولجوء الأهالي لنقل المياه لداخل البلدة بالوسائل البداية التي لا تتطلب وقودا.