أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (مسلّم عبد الباسط)

مع استمرار الحملة العسكرية التي تشنها عصابات الأسد على مناطق الغوطة الشرقية المحاصرة والتي بدأها بتاريخ 31 مارس 2016 حيث سيطرت على القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية "زبدين، الحتيتة، بالا، دير العصافير، بزينة، حاروش، الركابية" لتتسع منطقة الاحتلال وتشمل الأراضي الغربية من بلدة "الميدعاني" بتاريخ 13 يونيو 2016 .

نتج عن هذه الصراعات حركة نزوح كبيرة لأهالي جنوب الغوطة وبلدات "القاسمية- حزرما-النشابية- البحارية– الميدعاني"، وقد أفاد "المكتب الإغاثي الموحد" في الغوطة الشرقية أن عدد الأسر المهجرة قد بلغ مؤخرا حوالي 3000 أسرة نزحت إلى داخل الغوطة الشرقية .

"محمد غزال" من قسم العلاقات في المكتب الإغاثي الموحد، يقول لأخبار الآن: "توجد حاجة ملحّة لإيجاد منازل للأهالي صالحة للسكن وخصوصا بعد حركة النزوح الكبيرة، فقد امتلأت البيوت وأصبحت العوائل مشردة على الطرقات وفي أبنية غير صالحة للسكن".

وأشار "غزال" إلى وجود 9000 عائلة مهجرة إلى داخل الغوطة الشرقية من بلدات المرج منذ بدء الحملة العسكرية على المنطقة بتاريخ 17 يناير 2015 .

"أبو نادر" أحد النازحين من منطقة "البياض" والتي تقع جنوب الغوطة الشرقية، قال لأخبار الآن: "هناك صعوبة في تأمين شقق صالحة للسكن مما اضطرني وعائلتي المكونة من ثمانية أفراد للسكن داخل إحدى المحال الصناعية في مدينة سقبا"، لافتا إلى عدم قدرته على استئجار المنزل والتي تصل كلفته شهريا إلى عشرة آلاف ليرة سورية .

وأضاف "أبو نادر" أن صعوبة الحياة المعيشية وعدم قدرته على تأمين الطعام لأسرته "بسبب المرض الذي أنهك جسده" اضطر زوجته وبناته إلى العمل في الزراعة حيث يعملن عشر ساعات متواصلات مقابل 1000 ليرة سورية أي ما يعادل دولارين.

أما "أبو أحمد" فيسرد قصصه بعد نزوحه الخامس داخل الغوطة حيث تنقل بين بلدات مرج السلطان والقطاع الجنوبي للغوطة الشرقية ليستقر مؤخرا في مدينة سقبا .

وليس الحال بمختلف عن "أبو محمد" الذي تجاوز الستين عاما، والذي نزح من بلدة "دير العصافير" جنوب الغوطة الشرقية إلى القطاع الأوسط للغوطة، حيث يسكن هو وعائلته 11 فردا في شقه سكنية غير مؤهلة. ويصف أبو محمد المنزل الذي يسكنه بأنه "على العظم"، أي لا يوجد فيه أبواب ولا نوافذ أو أي شيء يصلح للسكن حتى بادرت إحدى المؤسسات الإغاثية بمساعدته على ترميم المنزل .

أبو محمد مريض بالديسك، تنقّل هو وأسرته سبع مرات داخل الغوطة الشرقية بحثا عن مكان آمن، يعمل طيلة النهار على تأمين مياه للمنزل عبر "كباس ماء" يدوي يبعد 2 كم عن البيت الذي يسكنه.

ويختم "أبو محمد" حديثه عن وجود عائلات كثيرة لديها أطفال تسكن في أراض زارعية مفترشين الطرقات وفي محال تجارية غير صالحة للسكن وتحتاج إلى صيانة كاملة من أبواب وشبابيك و"جلاتين" ولا يوجد قدرة لشراء حاجيات الترميم والمحروقات الديزل أو الحطب ببب الفقر الشديد.

وقد ناشد "أبو محمد" المجتمع الدولي بتقديم المساعدات للمؤسسات الإغاثية التي تقوم بترميم الشقق السكنية لتكون صالحة للسكن للنازحين في الغوطة وخصوصا أن فصل الشتاء بات قريبا ولا يوجد لدى النازحين أية مقومات من الديزل أو الحطب لتفادي البرد .

النازحون داخل الغوطة الشرقية.. السكن في بيوت بلا شبابيك ولا أبوابالنازحون داخل الغوطة الشرقية.. السكن في بيوت بلا شبابيك ولا أبواب

النازحون داخل الغوطة الشرقية.. السكن في بيوت بلا شبابيك ولا أبوابالنازحون داخل الغوطة الشرقية.. السكن في بيوت بلا شبابيك ولا أبوابالنازحون داخل الغوطة الشرقية.. السكن في بيوت بلا شبابيك ولا أبواب