أخبار الآن | إيسن – ألمانيا ( يمان شواف )
أزمة اللجوء التي وضعت المستشارة الألمانية في مرمى إنتقادات كثيرة داخل حزبها وخارجه دفعت المستشارة الألمانية إلى اتخاذ موقف مغاير تماماً لما انتهجته عن سياسة الباب المفتوح، فقد أكدت المستشارة الألمانية خلال كلمتها في مؤتمر حزبها المسيحي الديمقراطي أكدت أن ما حدث عام ٢٠١٥ لا يجب أن يتكرر مرة أخرى، وكان تتحدث ميركل عن سياسة اللجوء التي انتهجتها عام ٢٠١٥ حيث توافد الألاف إلى ألمانيا.
وأضاف ميركل أمام حزبها : " ليس كل من قدم إلى ألمانيا بإمكانه البقاء فيه، وأنه سيتم التعامل بشكل فردي " وتقصد المستشارة الألمانية أن الإجراءات التي سيتم التعامل معها هي كما كانت تماماً قبل عام ٢٠١١ حيث لم يكن يوجد حالات لجوء جماعي كما حدث بسبب أعمال العنف في سوريا أو العراق وإستغلال الكثير لفرصة سياسة الباب المفتوح من جنسيات أخرى غير سوريا والعراق.
ميركل وفي كلمتها في إيسن غرب قالت : " إن 890 ألف شخصا ممن فروا من الحرب أو بسبب انعدام الآفاق في بلدانهم وجاؤوا إلى ألمانيا، لا يمكنهم البقاء كلهم في البلاد، وإنما ستعمل ألمانيا على دراسة كل طلب لجوء بشكل فردي ولن يتم التعامل مع الملفات كنتيجة لهروب جماعي، وفي الوقت ذاته شددت على أن ما حدث في عام 2015 "لا يجب أن يتكرر مرة أخرى".
وتوجهت ميركل بالشكر لكل من ساهم في العمل على احتواء أزمة اللجوء وعلى تسهيل عملية استقبال آلاف اللاجئين، وذكرت أن هذا "العمل الجبار" سيبقى فخرا في السجل التاريخي للبلاد.
وشددت ميركل بقوة على ضرورة أن القانون الألماني سبقى الركيزة الأساسية المعتمدة بالبلاد ولا يمكن احترام أي آليات أخرى بما في ذلك مقتضيات الشريعة، وقالت ميركل : " إن هذا اللباس يجب تحريمه ولا مكان له في ألمانيا".
وبشأن التطورات في سوريا وفي مدينة حلب تحديداً وتردي الأوضاع الإنسانية مع سقوط عشرات القتلى من المدنيين والأبرياء بسبب الغارات الجوية التي تشنها القوات التابعة لنظام الأسد والغارات الروسية على مدينة حلب قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل : " ستبقى حلب وصمة عار على جبين العالم وعلى جبيننا أيضا لفشل الأسرة الدولية حتى على فتح ممرات إنسانية تسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين ".
ويأتي تصريح ميركل بعد فشل جلسة الأمن الدولي في التصويت على قرار لوقف إطلاق النار في مدينة حلب وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة حيث عارضت كلاً من روسيا والصين القرار وإستخدمتا حق الفيتو وفضاً للقرار بإيقاف إطلاق النار في حلب وإيصال مساعدات طارئة.
ووجهت ميركل كلمتها إلى أعضاء حزبها بالقول: "بأنه وفي هذه الأزمنة علينا حماية قيمنا"، التي تمثل الوسط داخل المجتمع الألماني.
ويجتمع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الالماني الثلاثاء (السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2016) لانتخاب ميركل للمرة التاسعة على رأس المحافظين، ولإطلاق حملة انتخابات 2017 التشريعية في مواجهة تنامي الشعبوية.ويشارك نحو ألف مندوب في مؤتمر الحزب الذي سينتخب ميركل بعد أسبوعين من إعلان ترشحها لولاية رابعة على رأس الحكومة خلال الانتخابات المنتظرة في أيلول/سبتمبر.
وبعد 11 عاما في الحكم، حطمت ميركل الرقم السياسي للبقاء في السلطة بين قادة الغرب، وباتت تستهدف تحطيم أرقام قياسية وطنية سجلها كونراد ادناور وهلموت كول اللذان توليا الحكم لمدة 14 و16 عاما على التوالي.
وتطمح ميركل ظهر اليوم الثلاثاء إلى الحصول على نسبة لا تنزل عن معدل 90 بالمائة من الأصوات، وتعود أعلى نسبة أصوات حصلت عليها تعود إلى عام 2014 حين بلغت نتيجة التصويت 96,7 بالمائة، غير أن سياسة ميركل الأخيرة أدت إلى تراجع شعبيتها داخل الحزب، ولكن ميركل تواجه انتقادات حادة داخل حزبها برزت خلال اللقاءات التحضيرية للمؤتمر.
اقرأ ايضا:
لاجئ سوري يتدرب بالبرلمان الألماني بعد عام من وصوله لالمانيا