أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية – (واشنطن بوست)
بالرغم من تصعيد هجماته الإرهابية في جميع أنحاء العالم.. بدأ تنظيم داعش يهيئ أتباعه في نهاية المطاف لفكرة خسارة خلافته المزعومة ..
ففي رسائل علنية وخلال معاركه الأخيرة في سوريا، اعترف قادة التنظيم بتراجعهم في ساحات القتال ، وبات يستعد لخسارة ما تبقى من الأراضي التي يحتلها ..
وبحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن خبراء أمريكيين في مكافحة الإرهاب فإن الهجمات الأخيرة التي شنها داعش في بغداد واسطنبول جاءت انتقاما للخسائر العسكرية التي مُني بها في العراق وسوريا ، ورَجح الخبراء أن تزداد حدة الهجمات الإرهابية لداعش خلال المدة المقبلة ..
ووفقا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وخبراء في الإرهاب فإن زعزعة هيكلة التنظيم من شأنها أن تشكل ضربة قوية له ..
ولكن بحسب خبراء و مسؤولين حاليين امريكان فان التظيم سيبقى خطيرا لبعض الوقت.
المسؤولين في داعش ومن خلال تصريحات علنية ومقابلات يصرون على ان مشروع الخلافة لا يزال قائما على الرغم من النكسات العسكرية التي اجبرت التنظيم على تغيير استراتيجيته، لكن علامات اليأس تتزايد أسبوعيا داخل الخلافة، التي تقلصت بنسبة 12 في المئة في الأشهر الستة الأولى من عام 2016، وفقا لتقرير صدر الاسبوع الماضي من قبل شركة IHS Inc، وهي شركة تحليل واستشارات.
ما هي أبرز الخسائر التي منى بها داعش؟
قام تنظيم داعش مؤخرا باصدار بعض القرارات في مناطق نفوذه في سوريا، حيث امر باغلاق مقاهي الانترنت و تحطيم اجهزة التلفاز واجهزة الاستقبال في البيوت.
هناك المزيد من الدلائل على السقوط المحتمل للتنظيم بدت واضحة من خلال تصريحات بعض المسؤولين فيه خلال الاسابيع الماضية حيث انسحبت مجموعاته القتالية من العديد من الجبهات في الفلوجة وسط العراق الى الحدود التركية السورية.
في مقال افتتاحي ورد في "النبأ" وهي الرسالة الاخبارية الاسبوعية للتنظيم.. قدم تقييما متشائما حول امكانية قيام دولة الخلافة مع الاعتراف بفقدان كل الامكانيات الاقليمية ينهاية المطاف.
ففي افتتاحية عنوانها "اوهام الصليبيين في زمن الخلافة" سعى التنظيم الى حشد مجموعات من المؤيدين الذين يؤمنون بمشروع الدولة حتى لو سقطت جميع مناطق نفوذها بسبب تعاضد قوى الغرب و روسيا ضدها.
وورد في الافتتاحية بان الصليبين وعملاؤهم يعيشون تحت وهم بانهم قادرين على تدمير جميع مدن دولة الخلافة ومحوها عن بكرة ابيها، و في الواقع هم لن يستطيعوا القضاء على التنظيم من خلا تدمير مدينة او حصارها او من خلال قتل بعض عناصرها.
وتكررت تلك الموضوعات في خطاب الناطق الرسمي لتنظيم داعش ابو محمد العدناني ايذانا ببدء الاحتفالات بشهر رمضان، حيث دعا فيها الى حملة ارهابية عالمية خلال الشهر الفضيل ولكنه في الوقت نفسه بدأ واضحا عليه بانه يحضر اتباعة لمزيد من الخسائر المتوقعة.
ووفقا لمحللين فان قادة التنظيم يحاولون الحد من الضرر الذي سليحق بدولتهم المزعومة وان تلك الاضرار لا مفر منها و لا يمكن ايقافها.
وقال ويل وهو باحث ومؤلف في معهد بروكينغز، ان الهجمات القاتلة ضد مطار اتاتورك باسطنبول ومنطقة التسوق بالكرادة في بغداد كانت أيضا جزء من نفس الجهد الذي يبذله قادة التنظيم لطمأنة أتباعه حول قدرة الدولة الإسلامية على الاستمرار.