أخبار الآن | ولاية بدخشان – أفغانستان (خاص)
تستغلّ الجماعات المتطرّفة المسلّحة كلّ ما هو محظور لتمويل نفسها من أجل الاستمرار في عملياتها، ومن هذه الجماعات طالبان التي أكد مسؤولون أفغان لأخبار الآن أنها تعتمد على تهريب المخدرات أو تسهيله من أجل كسب المال وتمويل الذات.
يُمثل تهريبُ المخدرات مصدرًا رئيسًا لتمويل طالبان، فهذه الجماعةُ المسلحةُ تسمحُ للفلاحين في المناطق الخاضعة لها، بل تجبرُهم على زراعة الحشيش، كما تسهلُ تهريبَه إلى مناطقَ مختلفةٍ من العالم عبر المناطقِ الحدوديةِ الأفْغانية.
وهناك شركاتٌ كبيرةٌ لإنتاج أنواعِ المخدراتِ من الحشيس، تعملُ في المناطقِ الخاضعةِ لطالبان.وقادةُ طالبان لديهم أنشطةٌ تهريبيةٌ، ولهم علاقاتٌ أيضًا بالمهربين في أفْغانستان وكذلك الذين يعملون على نطاق دَولي.
طالبانُ تستغلُ تهريبَ المخدراتِ والمناجمَ في مناطقَ مختلفةٍ منها مديرياتُ جُرم، وأركو، وخاش، ودرايم، وتأخذُ إتاوةً ماليةً على جميع الأنشطةِ التهريبية التي يقومُ بها الآخرون.
إقرأ: داعش يحاول التمدد وطالبان تستشرس
ناجي نظري، رئيس المجلس المحلي في ولاية بدخشان: أفْغانستانُ تُنتجُ جزءًا كبيرًا من المخدرات على المستوى العالمي، وهذا الانتاجُ يذهبُ إلى الدول الأجنبية، وهو أمرٌ وفرَ سوقًا واسعةً للتهريب.
من هنا، تستغلُ الجماعاتُ المسلحةُ المخالفة للحكومة تأثيرَها ونفوذَها للحصول على منفعة اقتصاديةٍ من محاصيلِ المخدرات، فهناك ضرائبُ وهناك شركاتُ إنتاجٍ خاضعةٌ لهذه الجماعات.
يتمركزُ هذا النشاطُ في المناطق التابعةِ لطالبان، وفي المناطق الحدوديةِ معَ طاجيكستان، تمهيدًا للتهريب إلى روسيا وأوروبا، تحصُلُ طالبانُ على مبالغَ ماليةٍ من النشاط التهريبي، كما أن هناك نشاطًا تهريبيًا برعاية طالبان إلى مِنطقة شترال في باكستان، عامةً يُشكلُ الانفلاتُ الأمنيُّ في بعض المناطقِ، ووجودُ الإرهابيين فرصةً لتنامي التهريب، واستقواءِ مافيا المخدرات.
قايد أفندي، رئيس قسم مكافحة المخدرات في ولاية بدخشان: هناك زيادةٌ في زراعة الحشيس هذه السنةَ، والسببُ يرجعُ إلى تدهور الأمن ونشاطِ المهربين، خاصةً أنهم يُعطون أحيانًا قروضًا للفلاحين مقابلَ محاصيلِ المخدرات.
ثم إن الاضطراباتِ الأمنيةَ في أيِّ مِنطقة، تُلقي بظلال قاتمةٍ وواسعةٍ على المناطقِ الأخرى أيضًا، وتشجعُ تهريبَ المخدراتِ ويوفرُ أرضًا له، تمكنا في السنوات الأخيرة من محاربة المخدرات كثيرا، لكنَّ سيطرةَ المخالفين المسلحين على بعض المناطق، فتحتِ البابَ على تنامي هذا الأمرِ من جديد.
إقرأ أيضا: مسلحون يقتلون خمس نساء يعملن في مطار في أفغانستان
طالبان تستغلُ تهريبَ المخدرات، إما بطريقة قيامِ أعضاء تابعين لها بالتهريب، أو عن طريق دعمِ المهربين وأخذِ الإتاوة منهم، وهناك أيضًا محاولةٌ مستمرةٌ لإنشاء شركاتٍ لإنتاج المخدرات، لكننا نحاربُ هذه الظاهرةَ بقوة، وهم يقومون بنقل هذا النشاطِ الإنتاجي من مكانٍ إلى مكان، ويتركزُ عملُهم في المناطق الخاضعةِ لطالبان.
بيمان، خبير في شؤون تهريب المخدرات: طالبان توفرُ حمايةً لزراعة الحشيس وإنتاجِ المخدرات، لأنهم في حاجة إلى مصدر دعمٍ محلي، لكنَّ تهريبَ المخدرات يَشْمَلُ سلسلةَ أعمالٍ معقدةً ومنتشرةً، ونظرًا إلى المنفعة الاقتصاديةِ الكبيرة ينتشرُ هذا الأمرُ بَدأً من مناطقِ الزراعة في أفْغانستانَ إلى الأسواق الأوروبية.
وترى طالبانُ في الأمر مصلحةً اقتصاديةً، ولذلك توفرُ حمايةً وتأييدًا لمن يقومون بالتهريب في مناطقِ حكمِهم،مقابلَ ضرائبَ وأموالٍ يحصُلونَ عليها، التهريبُ لا يقتصرُ على أرض أفْغانستان بل يمرُّ في طرقٍ من طاجيكستانَ إلى روسيا، وعبر إيرانَ إلى تركية ثم إلى أوروبا.
المزيد من الأخبار: