أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (زكريا نعساني)
ما أن صدر كتاب رجال القاعدة في إيران الملاذ الآمن والتحالف المشبوه والذي اصدرته صحيفة الشرق الوسط منتصف أكتوبر تشرين الأول 2016 حتى ضجت وسائل الاعام الايرانية وخاصة تلك المقربة من التيار المتشدد وحاولت ان تدحض الوثائق التي اعتمدها مؤلفا الكتاب رغم أنها كانت قطعية وتم اعتماد بعضها في محاكم أطلقت احكاما تدين ايران مباشرة بتورطها مع التنظيم المتشدد وتحديدا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
نحن في أخبار الآن بدأنا سلسة تفصل ما جاء في هذا الكتاب بداية من تحليل يطرح تساؤولات لماذا ضجت ايران بعد صدور هذا الكتاب ثم فندنا بالتفصيل ما جاء به من وثائق تثبت هذه العلاقة ، واليوم حصلنا على النسخة المطبوعة من كتاب رجال القاعدة في ايران لنستعيد بالدلائل ابرز تلك الوثائق.
البداية من العلاقة التي يعرفها الكتاب، إنها التقارب النظري والمرجعي المتجاوز للاختلاف الذي مهد للتقارب والدعم العملي من أجل التوظيف المتابدلوتحقيق الأهداف المشتركة وارهاق العدو المشترك.
ثم ينتقل الكتاب إلى توضيح تاريخ تلك العلاقة فيقول المؤلفان مرت علاقة ايران بالقاعدة بمراحل متعددة انتقلت فيها من السرية الى العلن حتى صارت حقيقة يصعب إنكارها، لكن الحقيقة التي اعتمدها الكتاب في ما يدليه من معلومات تكمن في الوثائق التي تدين بدون ادنى شك مشبوهية العلاقة بين الطرفين.
إقرأ: غارة أمريكية تستهدف القاعدة باليمن
إذ بدا الكتاب بوثائق أبوت أباد وعلاقة ايران بين لادن والتي تم تفنيدها الى ثلاث دفعات بحسب طريقة الافراج عنها من قبل ادارة الاستخبارات الامريكية اذ ان اهميتها تنبعث من كونها اعترافات التنظيم عبر مؤسسه وقيادته المركزية بهذه العلاقة كما انها أظهرت الاهتمام بايران تحديدا وكان في بعضها أكبر من الاهتمام بباكستان وافغانستان حيث مركز القاعدة في العالم.
ولكن أبرز ما جاء في تلك الوثائق هو رفض بن لادن تهديد ايران وهو ما اتى في رسالة كارم التي توثق حقيقة تصور بن لادن للعلاقة بطهران وتحالفه معه حين رد على مرسل الرسالة رافضا مقترحه.
رغم تلك الوثائق التي تؤكد تلك العلاقة الا ان وثائق احداث 11 سبتمبر لا توثق العلاقة النظرية بين الطرفين بل تفضح التخطيط المشترك والاجتماعات السرية بين الطرفين مثلما حصل في الاجتماع الذي ضم بن لادن والظواهري مع قادة في الحرس الثورة وعماد مغنية الذي فضح عمليات التخطيط والتدريب التي تديرها طهران لشن هجمات ارهابية.
النقطة الثالثة التي اعتمدها الكتاب هي شخصية الزرقاوي الجدلية وما تم كشفه من وثائق بعد مقتله اذ يكشف الكتاب مكوث الزرقاوي في ايران مدة سنتين قبل مغادرته الى العراق التي كانت عمليا معلومة تماما لقاسم سليماني الذي تحدث في جلسة سرية امام مركز للدراسات عن تسهيلات قدمتها ايران للجماعة المتطرفة مبررا بذلك ان أهدف الزرقاوي في العراق تخدم المصالح العليا لايران.
كل ذلك كان في الفصل الأول من الكتاب اما الفصل الثاني فهو أغنى بالاسماء التي مكثت في ايران مثل ابو حفص الموريتاني الذي يعد أول من كشف تلك العلاقة في لقاء خاص أجراه مع تلفزيون الآن في وقت سابق.
وفي الحقيقة وانه بحسب الكتاب وفي الاشارة الى الاسماء الكبيرة يقول الؤلفان انه بينما كان بعض هؤلاء ورقة ضغط على تنظيم القاعدة كان بعض الاخر ورقة ضغط على المنطقة والعالم أجمع الذي كان مرغما على الرضوخ لمطالب ايران وحل مشاكلها العالقة مع الغرب على سبيل المثال.
في الختام ظلت علاقة ايران بالقاعدة ظنا حتى أصبحت موثقة لا ريب فيها ومازالت ايران تراوغ العالم وتوظف متطرفيه لصالح تطرفها على حد ما جاء في ختام هذا الكتاب.
إقرأ أيضاً: