أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
ضمن تقرير مسح الصراعات المسلحة لعام 2017 تحذيرات من تحولات طبيعة المواجهات العسكرية، إذ أشار التقرير إلى أن الصراعات الكامنة والمجمدة قد باتت أكثر عرضة للتصعيد بسبب عدم معالجة الجذور العميقة لهذه الصراعات.
وحذر التقرير من التصعيد في بعض الصراعات متوسطة ومنخفضة الكثافة، مثل: الصراعات في أوكرانيا ومالي وشمال الهند وكولومبيا والفلبين.
إذ أضحت المدن والمراكز الحضرية ساحات للصراعات المسلحة في العالم بعدما كانت الصراعات تتركز في المناطق الطرفية البعيدة عن المركز. وفي هذا الإطار رصد تقرير "مسح الصراعات المسلحة" لعام 2017 أن 50% من الصراعات المسلحة الأكثر حدة في العالم البالغ عددها 36 بؤرة صراعية امتدت للمدن والمناطق الحضرية ، وينطبق الأمر على أفغانستان التي شهدت أكثر هجمات طالبان الانتحارية حدة في كابول في إبريل 2016، والتي أسفرت عن مقتل 64 شخصاً، وهو ما تكرر في باكستان مع تكرار التفجيرات ذات الطابع الطائفي في المدن.
كما يُعد الصراع السوري نموذجاً على تصاعد استهداف المدن، وتزايد تدفقات اللاجئين نحو المناطق الحضرية؛ حيث استقر 90% من اللاجئين السوريين في المدن بالدول المجاورة لسوريا بعد عدم قدرة معسكرات اللجوء على استيعاب الأعداد الضخمة من اللاجئين.
ولم ينعكس التراجع الطفيف في عدد ضحايا الصراعات على أعداد اللاجئين والنازحين التي شهدت تزايداً ملحوظاً خلال عام 2016، حيث شهدت الفترة من يناير حتى أغسطس 2016 نزوحاً داخلياً لما لا يقل عن 900 ألف مدني في سوريا، وتزايدت أعداد المشردين داخلياً في العراق إلى 234 ألف شخص، وفي أفغانستان إلى 260 ألف شخص، وفي اليمن حوالي 500 ألف شخص، و192 ألف شخص في السودان، بينما تصل هذه المعدلات إلى ما يقارب 3 ملايين نازح داخلي في نيجيريا.
وتراجعت كفاءة قوات حفظ السلام الدولية في مواجهة الصراعات، حيث تصاعد استهداف أطراف الصراعات لقوات حفظ السلام، وهو ما تجلى في استهداف مهمة حفظ السلام في مالي بعملية عسكرية في عام 2016، مما أسفر عن سقوط 35 قتيلاً، وهو ما زاد حصيلة قتلى هذه المهمة إلى 87 قتيلاً منذ بدايتها في عام 2014. وفي دارفور تسببت عمليات استهداف قوات حفظ السلام في سقوط 27 قتيلاً منذ عام 2014، وفي وسط إفريقيا أصبحت مواقف المواطنين عدائية تجاه قوات حفظ السلام.
وعلى الرغم من مشاركة حوالي 125 دولة في العالم في عمليات حفظ السلام في مناطق الصراعات، وقيام حوالي 117 ألف فرد بتنفيذ مهام حفظ السلام الدولية في 16 مهمة لحفظ السلام حول العالم، بميزانية سنوية تصل إلى 8 مليارات دولار؛ إلا أن هذه العمليات تواجه ضغوطاً متزايدة مع تقليص الدول الكبرى لتمويلها لهذه العمليات، وتراجع التزامات الدول بعد فقدان الأمل في تسوية هذه الصراعات في الأمد القريب.
إقرأ أيضا:
سوريا تحتل المرتبة الأولى عالميا بعدد قتلى "الصراعات المسلحة"