أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

تترقب بريطانيا‏ ودول الاتحاد الأوروبي الخميس قرار الصندوق في واحدة من أهم الانتخابات التشريعية في تاريخ البلاد الحديث‏.‏

ويتصدر المنافسة حزبا المحافظين الحاكم بزعامة تريزا ماي, والعمال, أكبر أحزاب المعارضة, بزعامة جيرمي كوربين علي تحديد مسار بريطانيا خلال السنوات المقبلة.

من هي تيريزا ماي؟

أصبحت تيريزا ماي ثاني امرأة تتولى رئاسة الحكومة البريطانية (بعد مارغريت تاتشر) في تموز / يوليو الماضي، ولكن – وعكس تاتشر – وصلت ماي الى الحكم دون أن تفوز بأي انتخابات.

تنوي زعيمة المحافظين تصحيح هذا الوضع في الثامن من حزيران / يونيو عن طريق اقناع الناخبين بأنها الزعيمة القوية  التي تحتاجها البلاد في هذه الأوقات الصعبة.

كان أحد رفاق ماي في حزب المحافظين قد وصفها مرة بأنها "امرأة صعبة المراس للغاية" عندما كان يظن ان كلامه لن يسمعه أحد، ولكن ماي اتخذت هذا التعليق شعارا تفخر به. ويصفها آخرون بأنها "عنيدة" و"تفتقر للمرونة."

ولكن ماي كانت – قبل ان تخلف ديفيد كاميرون في رئاسة الحكومة في عام 2016 – شخصية غامضة حتى بالنسبة لرفاقها في حزب المحافظين.

فماي سياسية انطوائية جدا بالمعايير المعاصرة، ولم تفصح يوما عن مشاعرها أو معتقداتها الشخصية.

ومثل رئيس الوزراء السابق كاميرون، كانت ماي من معارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، ولكنها تمكنت بدهاء من ابقاء مناوئي الاتحاد الأوروبي في حزبها الى جانبها في الحملة التي سبقت استفتاء حزيران / يونيو الماضي حول عضوية الاتحاد الأوروبي عن طريق تجنب لفت الأنظار اليها.

ونالت جائزتها عندما اصبحت خليفة كاميرون غير المنازعة، وذلك عقب خروج كل منافسيها واحدا تلو الآخر. وصورت ماي نفسها بأنها سياسية مؤتمنة ستنفذ ارادة الشعب البريطاني باخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي بأفضل الشروط الممكنة.

ولكن البعض شككوا في هذه الصورة عندما دعت ماي الى انتخابات مبكرة، خصوصا وانها كانت تصر على انها لن تفعل ذلك بل ستنتظر الى موعد الانتخابات الاعتيادية التي كان مقررا اجراؤها في عام 2020 من أجل تجنيب البلاد حالة انعدام استقرار غير ضرورية في الوقت الراهن.

وهاجم منتقدو ماي من اليسار السبب الذي اعلنته لاجراء انتخابات مبكرة – وهو انها تريد ان تعزز موقفها في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي – قائلين إنه تصرف تقسيمي يهدف الى وأد الانتقادات الشرعية لسياساتها وتصوير كل من لا يوافق على موقفها من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بأنه "يحاول تقويض بريكسيت".

من هو جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال؟

كان انتخاب جيريمي كوربين زعيما لحزب العمال في أيلول / سبتمبر 2015 عندما كان يبلغ من العمر 66 عاما من أكبر المفاجأت في تاريخ بريطانيا السياسي.

وأقنع كوربين، السياسي اليساري المحنك الذي قضى 30 عاما في المقاعد الخلفية في مجلس العموم مناصرا لقضايا خلافية ومثيرة للغط ومصوتا حسب ضميره دون الرضوخ لضغوط حزبه، بالترشح لزعامة الحزب فقط لأن احدا من زملائه اليساريين لم يرد الترشح.

ولكن كوربين، النائب الملتحي عن دائرة ايزلنغتون في لندن، تمكن من خلال شخصيته وتاريخه كسب تأييد قاعدة حزب العمال بشكل لم يفلح فيه منافسوه الثلاثة الاصغر عمرا والاكثر طموحا.

ويبدو ان كوربين تمكن من الهام اولئك الذين فقدوا ثقتهم بحزب العمال في السنوات التي قاده فيها توني بلير وغوردون براون، وتمكن ايضا من اعادة الأمل للناشطين الشباب الذين أجج حماسهم خطابه المعادي للتقشف.

وشجع ترشحه الآلاف من اليسار على الانضمام الى الحزب او التسجيل كمؤيدين.

وبشر انتخابه زعيما بأغلبية كبيرة بولادة جديدة للسياسات العمالية اليسارية التي بدا سابقا انها رميت في مزبلة التاريخ من قبل توني بلير.

كما أدى انتخابه الى اندلاع معركة في سبيل روح الحزب بين اعضائه العاديين الذين يعشقون كوربين والكثير من نواب الحزب الذين ينظرون اليه على انه يقوض حظوظ العمال الانتخابية وانه غير كفء لقيادة معارضة فعالة.

ولكن كوربين تمكن من الصمود بوجه انتقادات لاذعة من جانب كبار قيادات الحزب كما تمكن من النجاة من محاولة للاطاحة به من خلال انتخابات رئاسية ثانية.

ولكنه رفض الانحناء للضغوط، ولديه الفرصة الآن لخوض انتخابات عامة بشروطه هو، داعيا الى تغيير شكل الحكم بموجب المبادئ التي يؤمن بها – دون ان تتغير – منذ ولوجه عالم السياسة قبل 40 عاما.

ويعتقد قادة بارزون في حزب العمال أن السياسات التي ينادي بها كوربين، ومنها تأميم خطوط سكك الحديد ووضع حد لعقود العمل غير المحدودة، تتمتع بشعبية في صفوف الناخبين، كما يعتقدون بأن الناخبين سينظرون الى الزعيم العمالي على انه انسان مبدئي وخلوق خصوصا اذا قورن بمنافسيه المحافظين

أقرأ ايضا :

أريانا غراندي تتحول إلى بطلة في بريطانيا بعد حفل مانشستر

الشرطة البريطانية تكشف هوية منفذي هجوم لندن