أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ديما نجم)
مع تراجع أعداد المهاجرين إلى أوروبا بنسبة ملحوظة، أجرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقا ذكرت فيه ان ذلك لم يحدث بشكل عشوائي، اذ يسعى القادة الأوروبيون بكل الطرق إلى منع مجيء مزيد من المهاجرين.
في تحقيق موسع عن أزمة الهجرة والمسارات التي تؤدي لها، وتحت عنوان "كيف صدرت أوروبا أزمة اللاجئين إلى شمال إفريقيا؟" قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الهجرة إلى أوروبا تراجعت بشكل كبير، إذ انخفضت أعداد المهاجرين أثناء فصل الصيف وهو وقت الذروة بالنسبة للهجرة عبر البحر المتوسط بنسبة تصل إلى 70%.
وأوضحت الصحيفة، أن هذا لم يحدث عشوائيا، لاسيما بعد وصول أكثر من مليون من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا عام 2015، ليسعى صناع السياسة الأوروبيون إلى التوصل إلى حلول تمنع مجىء المزيد بكل الطرق الممكنة، وتصدير المشكلة إلى المكان الذى اندلعت منه، وهو شمال إفريقيا بشكل رئيسى.
وأضافت الصحيفة، أن الطرق التى استخدمها الأوروبيون تضمنت تعطيل بعثات الإنقاذ الإنسانية فى البحر المتوسط، وتقديم المساعدات إلى بلدان شمال أفريقيا التي تلتزم بوقف تدفق الناس أنفسهم، وتمويل الأمم المتحدة لإعادة المهاجرين العالقين فى ليبيا، وتعزيز قدرات خفر السواحل الليبى.
ورأت "الغارديان" أن عمل ذلك أدى إلى تفاقم أزمة الهجرة فى جزء من العالم أقل قدرة على التعامل معها، واعتبر النقاد أن أوروبا تحاول فقط تصدير المشكلة واحتواءها لأسباب سياسية، لكن نهجها هذا لن ينجح.
وقال أحد كبار المسئولين الأوروبيين الذى فضل عدم ذكر اسمه "اننا نخلق الفوضى فى الفناء الخلفى الخاص بنا، وسوف يكون هناك ثمن باهظ لدفعه اذا لم نصلح الأمر".
وقد تبلور النهج الجديد مع الصندوق الاتئماني بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في نوفمبر 2015، عندما قدم القادة الأوروبيون مبلغا مبدئيا قدره 2 مليار يورو للمساعدة في ترحيل المهاجرين غير المرغوب فيهم ومنع الناس من المغادرة في المقام الأول.
ويقوم الصندوق، الذي يغطي 26 بلدا، بدفع تكاليف التدريب على المهارات ، فضلا عن مساعدة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في شمال أفريقيا على العودة إلى ديارهم على أساس طوعي.