أخبار الآن | أنقرة – تركيا (رويترز)
ناشد الناجون من الزلزال الذي ضرب غرب إيران في مطلع الأسبوع السلطات للحصول على الغذاء والمأوى يوم الثلاثاء وقالوا إن المساعدات تصلهم ببطء.
وواجه الناجون المنهكون والذين يواجهون طقسا شديد البرودة يوما قاتما آخر في ظل حاجتهم للطعام والمياه، بعدما شردهم الزلزال الذي بلغت شدته 7.3 درجة وضرب قرى وبلدات في إقليم كرمانشاه الواقع في منطقة جبلية متاخمة للعراق.
وأنهى مسؤولون إيرانيون عمليات الإنقاذ يوم الثلاثاء في ظل تضاؤل فرص العثور على مزيد من الناجين من الزلزال الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 530 شخصا وإصابة الآلاف. وهذا أعنف زلزال يضرب إيران خلال أكثر من عقد.
ورفضت إيران حتى الآن عروض المساعدة الأجنبية للإغاثة من الكارثة التي قال مسؤولون إنها تسببت في تهدم 30 ألف منزل وتدمير قريتين بالكامل.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الحكومة الأمريكية قدمت تعازيها للشعب الإيراني برغم سياسة الرئيس دونالد ترامب "العدائية" تجاه الجمهورية الإسلامية.
وقالت مريم أهانج، التي فقدت عشرة من أسرتها في بلدة سرب الذهب الأكثر تضررا، لرويترز عبر الهاتف وهي تبكي "نحن جائعون ونعاني من البرد ومشردون. نحن وحدنا في هذا العالم".
وأضافت "منزلي الآن كومة من الطين والأحجار المحطمة. نمت في الحديقة الليلة الماضية. الجو بارد وأنا خائفة".
وحث الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الوكالات الحكومية يوم الثلاثاء على تسريع جهود الإغاثة وزار الرئيس حسن روحاني المنطقة المتضررة وتعهد بحل "المشكلات في أقل وقت ممكن".
واحتشد الآلاف في مخيمات مؤقتة بينما فضل الكثيرون قضاء ليلة باردة أخرى في العراء خشية حدوث مزيد من الهزات الارتدادية بعد وقوع نحو 230 هزة .
وعلى الجانب العراقي من الحدود قتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 550 جميعهم في محافظات كردية في الشمال.
نقص الماء والكهرباء وإغلاق الطرق
وعرض التلفزيون لقطات لعمال إنقاذ يبحثون وسط الركام عقب الزلزال مباشرة. لكن بحلول صباح الثلاثاء قال مسؤولون إنه لم يعد هناك أي احتمال للعثور على ناجين وأوقفوا أعمال البحث.
ونقل مئات المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفيات في طهران. وقال الهلال الأحمر الإيراني إنه تم توفير مركز طوارئ لآلاف المشردين ولكن نقص المياه والكهرباء وكذلك انسداد الطرق في بعض المناطق عطل جهود وصول إمدادات الإغاثة.
وقالت السلطات المحلية إن فوضى المرور على الطرق بعدما هرع سكان أقاليم قريبة لتقديم المساعدة زادت من صعوبة نقل المساعدات للمناطق المتضررة بالزلزال.
وقال فارامرز أكبري حاكم إقليم قصر شيرين للتلفزيون "ما زال الناس في بعض القرى بحاجة ماسة للطعام والماء والمأوى".
وذكر نزار باراني رئيس بلدية أزغله التابعة لكرمانشاه أن 80 في المئة من مباني المدينة انهارت وأن الناجين بحاجة ماسة للخيام فيما ينام العجائز والأطفال الرضع في البرد القارس.
وقال أحد السكان المحليين لوكالة أنباء الطلبة "الناس جوعى وعطشى. لا توجد كهرباء. في الليلة الماضية بكيت عندما رأيت الأطفال من دون طعام أو مأوى".
ويشعر بعض الناس بالغضب لأن من بين المباني المنهارة مساكن بدأت الحكومة بناءها في عام 2011 في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ضمن برنامج لتوفير مساكن بأسعار في متناول اليد.
وقال الرئيس روحاني للتلفزيون الرسمي من كرمانشاه "يجب أن يبني الناس مساكنهم بأنفسهم. إنهم يبنون منازل أفضل من تلك المبنية ضمن مشروعات وبرامج. أعدكم بمعاقبة المسؤولين عن ذلك".
وتقع إيران على خطوط صدع رئيسية وهي عرضة للزلازل بشكل متكرر. وأدى زلزال بلغت قوته 6.6 درجة في عام 2003 إلى تدمير مدينة بم التاريخية الواقعة على بعد ألف كيلومتر جنوب شرقي طهران وقتل حوالي 31 ألف شخص.
اقرأ أيضا:
نحو 328 قتيلا واكثر من 2500 جريح في زلزال إيران