أبوظبي – الإمارات العربية المتحدة (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
اختتمت المفوضية مؤخراً زيارة ميدانية إلى بنغلاديش في إطار حملة لحشد الدعم للاجئين الروهينغا على منصات التواصل الإجتماعي، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الشباب المؤثرين في المنطقة العربية، ضمت كلاً من أضوى الدخيل وجيسيكا قهواتي وشاكر خزعل وهيفا بسيسو.
وقد زارت المجموعة، برفقة المفوضية، مخيم كوتوبالونغ لتسليط الضوء على أوضاع واحتياجات اللاجئين الروهينغا الأكثر ضعفاً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، في وقت بلغ فيه عدد من لجأ إلى بنغلاديش منذ 25 أغسطس الماضي أكثر من 650,000 شخص، لتصنف هذه الأزمة على أنها أزمة اللجوء الأسرع نمواً في العالم.
وأكدت هيفاء بسيسو أن دعمها للحملة ينبع من رغبتها بتسخير صوتها لتسليط الضوء على هذه القضية، قائلة: "أرى أن مستوى الوعي بحجم الأزمة غير كاف. فمنذ أن بدأت بمشاركة قصص وأحوال هؤلاء اللاجئين على منصات التواصل الإجتماعي، بادر الكثير من الأشخاص بالتفاعل مع القضية والتعبير عن اهتمامهم بمعرفة المزيد عن أوضاع اللاجئين."
وقام النشطاء بزيارة حالات عدة من العائلات التي ترأسها النساء، واللاتي يمثلن حوالي 19% من إجمالي أسر اللاجئين في مخيم كوتوبالونغ. بالإضافة إلى ذلك، قامت المجموعة بزيارة بعض الأطفال ممن فقدوا أبويهم وأصبحوا المعيلين الوحيدين لأسرهم. وبحسب التعداد الأسري الأخير الذي قامت به المفوضية، هناك حوالي 5,600 أسرة يعيلها أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثمانية عشر، والذين فقدوا والديهم ويحملون على عاتقهم مسؤولية الاهتمام بأشقائهم الأصغر منهم.
وقال شاكر خزعل: "ما رأيته في مخيم كوتوبالونغ للاجئين الروهينغا هي حالة إنسانية طارئة، مأساة تفوق الوصف يشهدها جيلنا. هناك حاجة ماسة لعملنا ودعمنا الجماعي الآن إذا كنا نؤمن حقاً بمفاهيم الإنسانية."
كما التقى المؤثرون بلاجئ يبلغ من العمر حوالي 90 عاماً، أجبر خلال حياته على اللجوء إلى بنغلاديش أربع مرات، أولها في عام 1942. وفي المرة الأخيرة، فر مع أبنائه وأحفاده وعبروا 11 تلة وأجبروا على الاختباء في الغابات لمدة 12 يوماً إلى أن وصلوا إلى بنغلاديش.
وقالت أضوى الدخيل معلقة على زيارتها للاجئين في مخيم كوتوبالونغ: "أعينهم كانت تفيض بالأمل. لقد تعلمت عن الحياة من مثابرتهم وصمودهم أكثر مما تعلمت خلال مسيرتي التعليمية في 18 عاماً مجتمعين."
وبالمثل، حثت جيسيكا قهواتي الجميع على دعم اللاجئين، قائلة: "هنالك حاجة للدعم لإعالة اللاجئين في المخيمات وتوفير الرعاية الطبية والنفسية اللازمة، فضلاً عن الغذاء الكافي والتعليم والمرافق الصحية."
أثناء زيارتهم لمخيم كوتوبالونغ، أطلقت مجموعة المؤثرين حملة لجمع التبرعات لدعم عمليات المفوضية للاستجابة لاحتياجات اللاجئين الروهينغا. وخلال الأيام السابقة، شهدت الحملة نجاحاً لافتاً، حيث ازداد حجم التبرعات للاجئين الروهينغا بنسبة 30% ، بفضل حث المؤثرين الجميع على توفير الدعم من خلال صفحة التبرعات: giving.unhcr.org/with-rohingya
ومن جانبه، شدد المسؤول الإعلامي الإقليمي للمفوضية ، محمد أبو عساكر، على أهمية التفاعل مع مؤثري وسائل التواصل الإجتماعي، قائلاً: "إن التفاعل الذي نشهده من الجماهير إيجابي بشكل كبير، إذ لدى مؤثري وسائل التواصل الإجتماعي دور أساسي في إيصال أصوات اللاجئين. تتطلع المفوضية للاستمرار بالتعاون مع الشباب وأفراد المجتمع الملتزمين بإحداث فارق إيجابي في حياة اللاجئين."
مع دخول الأزمة شهرها الرابع، بدأت وتيرة تدفق اللاجئين بالانخفاض. ومع ذلك، لا يزال مئات اللاجئين يتوافدون يومياً إلى بنغلاديش بحثاً عن ملاذ آمن وسط احتياجات هائلة لتوفير الدعم لهم. ومنذ اندلاع الأزمة في أغسطس الماضي، تعمل المفوضية بلا كلل مع شركائها على الأرض لتوفير مواد الإغاثة المنقذة للحياة، وخدمات الحماية للاجئين.
اقرأ ايضا: