أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عمر السامرائي)
من جديد، ترنوا أعين السوريين المثقلة بمشاهد الدم والدمار إلى سوتشي.. هناك في روسيا حيث محادثات سياسية قابلة للتنفيذ، بتعبير موسكو الدبلوماسي..
ضجيج السياسية يبدو طاغيا على هدوء سوتشي ، المدينة التي دعا إليها زعيم موسكو "بوتين" نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني لإعادة ترتيب أوراق الأزمة السورية المبعثرة.
مع أن ملامح الحل السوري تخيم عليه ضابية المواقف وتباين الآراء الدولية، بيد أن موسكو لم تدخر جهدها لإنجاح مسعاها الرامي لوضع مسؤولي الدول المعنية بالملف في صورة رؤيتها للحل الذي رسمته في سوريا، بالحديث عن إصلاحات دستورية وانتخابات حرة، و تعبيد الطريق لعودة اللاجئين السوريين من حيث منفاهم.
مفردات عامة تحتاج إلى تفصيل لا تستوعبه كثرة المؤتمرات والحديث عن السلام الغائب منذ سبع سنين.. سلامٌ مؤكد أنه لن يبصر النور إلا بتوافق يبدو صعب المنال في ظل غياب قوى غربية ومنصات معارضة، واستقالة أعضاء في الهيئة العليا للتفاوض التي استبقت بدء مؤتمر سوتشي بالإعلان عن مقاطعته، واعتباره أقرب إلى المونولوج "حوار بين نظام الاسد ونفسه"، باستثناء الأمم المتحدة التي أكدت حضورها.
كل هذه المعطيات ليس من شأنها أن تترك مجالا للتفاؤل، على الأقل في الوقت الراهن، إلا إذا كان لكل طرف معني تفاؤله بغض النظر عن كيف، ولمصحلة من، وعلى حساب أي طرف.
ثمة تسربيات استبقت مؤتمر سوتشي، قيل إنها مسودة البيان الختامي لمؤتمر الحوار السوري.. رؤوس أقلام ارتكزت على نقاط عدة، منها
دعوة الشعب السوري لتقرير مصيره عبر تصويت شعبي
تاكيد الالتزام بسوريا ووحدتها
الدعوة لعدم قبول اي تدخل خارجي
ضرورة أن يختار السوريون نظامهم السياسي والإقتصادي
تأكيد أن تكون سوريا غير طائفية قائمة على المواطنة وسيادة القانون
ضرورة استمرار مؤسسات الدولة وتحسين أدائها عند الضرورة
مهمة الجيش حماية الشعب والدولة من التهديدات الخارجية والارهاب
تشكيل لجنة دستورية بمشاركة النظام ووفد من المعارضة لتعديل الدستور
ما زال مبهما، كيف سيكون شكل العملية التفاوضية في سوتشي بين الأطراف المشاركة، لكن اذا ما أخذت منحى الماراثون السياسي من جديد، يظل السؤال الأكثر إلحاحا، هل ستبحث هذه المفاوضات سُدة حكم الأسد؟ وهذه هي نقطة الخلاف الرئيسة في محادثات جنيف، التي يسود الخوف من ان تكون موسكو تسعى لتوظيف رؤيتها من خلال منصات معارضة لا يرى بعضها مشكلة في بقاء الاسد، وأخرى تتماهى معه وفق وصف مطالبين باسقاط النظام، وفي كل ذلك تبقى واشنطن تتقمص دور المراقب الصام .. ولكن إلى متى؟
معنا من الريـــاض عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري د.هشام مروة
اقرأ أيضا:
الأمم المتحدة ستشارك في مؤتمر سوتشي حول سوريا