أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات – خاص)
لتعنيف المرأة أشكال متعددة، ويعد"ختان الإناث" من أشد أنواع العنف ضد المرأة سوءاً من الناحية الصحية في المقام الأول، وعلى الصعيد النفسي وبعض النواحي الأخرى في المقام الثاني.
لا تنحصر مشكلة ختان الإناث أو "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" عند بعض المجتمعات العربية فقط، فهذه الممارسات منتشرة كثيراً في العديد من البلدان المتخلفة، وتعتبر مشكلة تسعى الجمعيات الصحية والنسوية ومنظمة الصحة العالمية لإيجاد حل جذري لها وإنهائها.
القضاء منع طفلة مصرية من مغادرة إنكلترا 15 عاما تجنبا للختان
وفي هذا الاطار، أصدرت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في ديسمبر من عام 2012 القرار رقم 146/67 باعتبار يوم السادس من فبراير/شباط من كل عام هو يوم لمكافحة ختان الإناث، والذي دعت فيه جميع الدول و منظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاحتفال بهذا اليوم بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، و استغلال هذا اليوم في إطلاق حملات التوعية بمخاطر هذه الممارسة من الناحيتين الجسدية والنفسية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة .
يمارس ختان الإناث في كثير من المجتمعات باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في حوالي 27 دولة في أفريقيا، ويوجد بأعداد أقل في آسيا وبقية دول الشرق الأوسط ، و تقدر منظمة اليونيسف أعداد الإناث المختونات في سنة 2016 بحوالي 200 مليون في تلك الدول، تسجل أكبر معدلات لهذه الممارسة في 30 بلدا، تعرضت غالبية الفتيات للختان قبل سن 5 سنوات، أما في أفريقيا والشرق الأوسط، فتعرضت أكثر من 130 مليون امرأة في 29 دولة للختان.
بتطبيق إلكتروني.. فتيات كينيات يحاربن ظاهرة الختان
دراسة حديثة مثيرة للجدل قامت بها صحيفة "نايتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن" العلمية اكدت أن "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" يسير وفقا لمنطق تطوري لابد من مقاومته بوسائل ثقافية أساسا وليست بيولوجية.
وأوضح الباحثون الذين أشرفوا على هذه الدراسة أن فهم الدوافع الثقافية لعملية ختان الإناث قد يساعد في تحقيق هدف الأمم المتحدة في القضاء على هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم في الموعد الذي حددته لتحقيق الهدف، وهو عام 2030.
ومن خلال مقارنة عقدها الباحثون بين 47 جماعة عرقية في خمس دول أفريقية، توصلت الدراسة إلى أنه في الجماعات التي يعد فيها الختان هو القاعدة وعدمه هو الاستثناء، كانت أعداد الفتيات الناجيات أكثر حال مرور الأم بتجربة الختان.
في المقابل، في المجتمعات التي يعد الختان فيها استثناء، كان العدد الأكبر من الناجيات لأمهات لم تتعرضن للختان.
على سبيل المثال لا الحصر
رغم تجريم القوانين لعملية ختان الإناث في عدة دول، ومن بينها مصر، إلا أنها تعتبر من أكثر دول العالم إجراء للختان، حيث وصل معدل ختان الإناث بين 15 و49 سنة إلى 92%، والأقل من 15 سنة إلى 61 %، ووجد أن أغلب حالات الختان تتم في عمر الـ10 سنوات، وهناك حالات نادرة يتم لها العملية في سن مبكر قبل 6 سنوات.
ومؤخرا، أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في المجلس القومي للسكان، تراجع نسب انتشار ختان الإناث من 74% وسط الفئة العمرية من 15- 17 سنة عام 2008 إلى 61% عام 2014.
في إحصائية منظمة اليونيسيف الأخيرة، بلغت نسبة النساء السودانيات المختنات نحو 88% من السيدات، على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية للقضاء على الظاهرة، التي باتت تشكل عبئاً على اقتصاد الدولة بشكل حقيقي.
بالبحث عن ظاهرة الختان الإفريقي، تبين أن الدولة الأكبر التي تتم فيها عملية الختان هي الصومال، والتي تصل فيها النسبة إلى 98%، وهي نسبة ضخمة جداً، مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى، بالإضافة إلى أن عملية الختان التي تحدث للصوماليات مختلفة تماماً، وتعتبر الأقسى والأسوأ
ويعد تشويه الأعضاء التناسلية جريمة يعاقب عليها القانون في كينيا، إلا أن الدولة لا تزال تسجّل أعداداً قياسية لهذه الحالات، إذ أشار تقرير صادر عن "يونيسيف" عام 2016 إلى أن واحدة من بين خمس فتيات خضعن لهذا التشويه في كينيا وحدها، وهذه الممارسة تتم على فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 10 إلى 14 عاماً.
أما في أوروبا، فيقدر أن مئات آلاف النساء قد تعرضن للختان فيما آلاف البنات معرضات له في المستقبل.
للمزيد:
"ختان الإناث" له دوافع.. اذا عرفت يمكن القضاء عليه نسبيا! (دراسة)