أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)
معطيات جديدة، تنكشف من جديد عن التحركات الروسية السرية في مناطق النزاع وبؤر التوتر، تحركات لم تعد حبيسة الأراضي السورية والأوكرانية، بل تعدتها إلى عمق القارة الأفريقية.
الـ”فاغنر”، هو العنوان العريض للتواجد الروسي السري في أغلب بؤر التوتر في العالم، وهي ميلشيات مسلحة سرية، تعمل بعيدا عن رقابة الحكومة والبرلمان الروسيين، وترتبط بأوامر رئيسها الفعلي، وهو يفغيني بريغوجين، الطباخ الشخصي السابق للرئيس الروسي، فلادمير بوتين، والذي تتهمه واشنطن، بتمويل التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
جديد تحركات ميليشيا الـ”فاغنر” الروسية، هو وصولها إلى جمهورية “أفريقيا الوسطى”، مستغلة الوضع الأمني الهش وحالة التمرد الحاصلة في البلاد، وهو تكتيك روسي معروف في استنزاف ثروات مناطق النزاع.
اقرا: ماذا يعرف الليبيون عن الفاغنر (ظل روسيا)
انكشاف تواجد الـ”فاغنر”، في “أفريقيا الوسطى”، جاء بعد مقتل 3 صحافيين استقصائيين روس، في يوليو /تموز الماضي، برصاص ميليشيا الـ”فاغنر”، سافروا إلى “إفريقيا الوسطى”، لتعقب تحركات الكيان السري في القارة السمراء.
تواجد الـ”الفاغنر” بجمهورية “أفريقيا الوسطى”، جاء بعد ضوء أخضر من موسكو، إثر توقيعها لاتفاقية تعاون أمني مع رئيس البلاد…..، لكن ظل التساؤل قائما، حول ما إن كانت نية موسكو فعلا، هي حفظ أمن واستقرار هذا البلد الأفريقي؟
وحسب تحقيق صحفي موسع، اعدته شبكة “سي إن إن”، الأمريكية، فالجواب هو “لا”، فما يمده بوتن، لحكومة “أفريقيا الوسطى”، بيده اليمنى، يمده أيضا للمتمردين بيده اليسرى.
وهي المعطيات نفسها، التي كشفها تقرير استقصائي لصحيفة “هيرالد” البريطانية، أفاد
بتزويد الحكومة الروسية، في متم يناير الماضي، قوات حكومة “أفريقيا الوسطى”، بـ9 طائرات محملة بالسلاح، لكن في المقابل تظهر لقطات مصورة، ان الميليشيا الروسية ”فاغنر”، تجري في الجهة الأخرى، اتصالات مع المتمردين على الرئيس، لتزويدهم بالأسلحة.
اقرا: ما هو دور مجموعة الفاغنر في ليبيا؟
هي إذن، معطيات متطابقة تكشفها الصحافة الدولية للعالم، فيما يظل تضرب الصحافة الروسية جدار الصمت المطبق، إزاء تحركات ميليشيا الـ”فاغنر”. والسبب يبرره رجل الأعمال الروسي، اللاجئ في بريطانيا، ميخائيل خودوركوفسكي، أشد المعارضين للرئيس الروسي، فلادمير بويتن، بقوله :”إن أشخاص يعرفهم في روسيا، حذرتهم السلطات من مغبة السفر إلى إفريقيا الوسطى، قصد الاستقصاء عن تواجد ميليشيا الـفاغنر”.
وإلى ذلك، يبدو ان عناصر الـ”فاغنر”، سائرون في اتجاه ساحات الاقتتال الليبية، وهو تواجد بدأت موسكو تدشنه منذ العام 2016..