أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
في إحدى المكاتب الصغيرة في مدينة ألماتا في كازاخستان، ترى مجموعةً من الأشخاص يمسكون صور أفراد عائلتهم المفقودين. في كلّ صباح، يعمد هؤلاء، وهم من أقلية “الإيغور“، إلى الصلاة متمنين عودة أبنائهم سالمين غانمين من معسكرات الإعتقال في الصين. من بين هؤلاء الأشخاص، سيدة مُسنّة تدعى كاليدا أكيتخان (64 عاماً)، وهي التي قطعت مئات الأميال لتجد أناساً كي يساعدوها على إيجاد أبنائها.
“نعم إنها المعاناة بحد ذاتها بعدما أوقفت السلطات الصينية أبنائي”، تقول كاليدا التي اتصلت بها زوجة ابنها لتخبرها أنّ الأخير تمّ اعتقاله.
السيدة العجوز ولدت في الصين ونشأت هناك، ثم انتقلت إلى كازخستان واكتسبت الجنسية هناك. إلاّ أن ابناءها بقوا في الصين كمواطنين صينيين، لكنّ السلطات اعتقلتهم بهدف “إعادة تثقيفهم” كي يزوروا أهلهم (كاليدا وزوجها) في كازاخستان.
ومع ذلك، فإنّ الصدمة باتت أكبر. تقول كاليدا أنها “تلقت اتصالاَ من زعيم القرية، أمرها خلاله بالإعتناء بعملها الخاص، وعدم إكثار الأسئلة عن أبنائها”، كاشفة أنّه “زوجة ابنها اختفت مباشرة بعد هذا الإتصال”.
حالياً، ليس لدى كاليدا أي فكرة عن مكان وجود أحفادها أو حتى من يعتني بهم. كذلك، فإنّ المصائب التي ألمّت بالعائلة والضغوطات التي تعرّضت لها، أدت إلى مرض زوجها الذي توفيَ فيما بعد. تضيف السيدة: “لقد توفي زوجي من دون أن يعرف مكان أحفاده. قبل موته، قاطع الطعام والشراب، وبدأ جسمه يضعف حتى فقد كل طاقته. ورغم ذلك، فإّنه بقي يسأل عن أحفاده حتى النفس الأخير”.
مصدر الصورة (NPR)
“باعوا الدين مقابل المال”
المكتب الذي تمكث فيه السيدة كاليدا، تديره منظمة حقوقية كازاخستانية تسمى “أتازارت”. جمع هذا المكتب أكثر من 1000 شهادة من الكازاخستانيين والإيغوريين الذين اختفت أسرهم في شبكة من معسكرات الإعتقال في الصين، وتحديداً في منطقة شينجيانع. وخلال عملها ومتابعتها لقضية “الإيغوريين”، اتهمت المنظمة السلطات الصينية، بشن حملة “إبادة ثقافية”. وفي هذا الإطار، يقول أحد مؤسسي المنظمة ويدعى سيريكان بيلاش: “لقد أوقفنا مراسلاتنا للسفارة الصينية في كازخستان للتأكيد على موقفنا اتجاه ما تمارسه السلطات الصينية بحق الإيغوريين”. ويضيف: “هذه المراسلات مع السفارة أشبه بماء ساقية في بحر”. وخلال عملها، أرسلت المنظمة إلى السفارة الكثير من شهادات الأسر الإيغورية التي تمّ اعتقال أبنائها، غير أنّ الموظفين هناك رفضوا قبولها.
وكشف بيلاش أنّ “الحكومة الكازاخستانية حذرت المنظمة بتوقيف عملها في حال استمرّت بالقيام بهذه الأمور”، ويرى أن “كازاخستان وجيرانها في المنطقة الذين يستفيدون من الإستثمار الصيني، لا يأبهون إلى حال المسلمين داخل معسكرات الإعتقال الصينية، وختم: “إنهم بحاجة إلى الصين واستثماراتها. للأسف، لقد باعوا الدين مقابل المال”.
للمزيد: