أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)
مع نهاية العام الجاري، دول إسلامية تكسر جدار الصمت المطبق وتكشف ما خفي خلف سور الصين العظيم من انتهاكات جسيمة في حق قومية الإيغور المسلمة.
وضمن المنددين بواقع الانتهاكات الصينية في حق قومية الإيغور، 57 دولة إسلامية عضو في “منظمة التعاون الإسلامي”، أعربت عن قلقها لما يجري من اضطهاد في إقليم شينجيانغ.
تفاصيل أكثر في تقرير للزميل عبيد أعبيد، يقدمه الزميلين سعد النعواشي، وفرح ياسمين.
بدأ عدد الدول المنددة بقمع الصين لقومية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) في تزايد ملحوظ، بعد خروج دول لمطالبة بكين بوقف انتهاكاتها الممنهجة ضد الإيغور.
وتتهم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان ومنظمات حقوقية دولية آخرى، الصين باعتقال ما يصل إلى مليون من الإيغور في معسكرات احتجاز تشبه السجون، مع إجبارهم على التخلي عن دينهم ولغتهم الأصلية، وحتى دفعهم إلى العمل القسري دون أجر.
هذه الانتهاكات لم تظل طي الكتمان، إذ بادرت دول إلى كسر جدار الصمت المطبق وكشف ما خفي خلف سور الصين العظيم. ففي سبتمبر /أيلول الماضي، انتقد الوزير الفيدرالي للشؤون الدينية في باكستان، وهي أقرب حليف اقتصادي للصين في العالم الإسلامي، لانتهاكات الصين لقومية الإيغور، قائلاً إن القمع “يزيد من فرص ظهور التطرف كرد فعل..”.
وبعد انتقادات المسؤول الباكستاني، بشهر، تجاهلت ماليزيا، وهي الحليف اقتصادي الكبير للصين، طلبات بكين بترحيل آلاف الإيغور إلى الصين، إشارة منها إلى رفضها للانتهاكات الصينية في حقهم.
لكنها سحبت 22 مليار دولار، من مشاريع البنية التحتية المدعومة ببكين في غشت /أغسطس الماضي، دون ان تكشف مبررات ذلك.
و”منظمة التعاون الإسلامي” التي تضم 57 دولة، وتطلق على نفسها اسم “صوت العالم الإسلامي”، أشارت في ديسمبر /كانون الأول المنصرم، إلى “تقارير مقلقة” حول اضطهادات الصين في حق قومية الإيغور المسلمة.
وقالت إنها تأمل في أن “تتعامل الصين مع الاهتمامات المشروعة للمسلمين في جميع أنحاء العالم”.
وفي إندونيسيا، وهي الدولة ذات أعلى نسبة من المسلمين في العالم، حث سياسيون بارزون وشخصيات دينية مرموقة، حكومة بلادهم، على التحدث بصوت عال، لثني السلطات الصينية عن انتهاكاتها الممنهجة في حق الإيغور. وقد رفضت الحكومة طلبهم، بدعوى إنها لا “ترغب في التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى”.
وفي الهند وبنغلاديش وكازاخستان، نظمت سياسيون وحقوقيون عدة احتجاجات تضامنا مع قومية الإيغور المضطهدة في الصين.
الأصوات الدولية المنددة بانتهاكات الصين للإيغور، لم تظل حبيسة العالم الإسلامي، بل وانتقدت القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة، الدولة الصينية، بسبب سجنها وتعذيبها للمئات من قومية الإيغور المسلمة.
الخوف من انتقام الصين
سبب صمت أغلب دول العالم الإسلامي، يرجعه خبراء إلى “الخوف من الانتقام الاقتصادي من الصين”.
لكن الأمر صار يتغير شيئا فشيئا، بحسب صوفي ريتشاردسون، مدير “هيومن رايتس ووتش”، في الصين، حيث إن انتقاد الدول الإسلامية صار يُظهر تحولاً في موقف العالم تجاه الصين.
وأوضحت المسؤولة الحقوقية، إن الدولة الصينية كانت ترد بلغة شديدة على الاتهامات الغربية، لكن الأمر اختلف بعد خروج حكومات مثل إندونيسيا وماليزيا ومنظمات مثل منظمة التعاون الإسلامي، إذ لم يعد بمقدور بكين بعد الآن رفض المخاوف..”.
العالم في قلق
تصاعد موجة الغضب ضد الصين، لم يأتي بسبب سجلها الأسود في اضطهاد قومية الإيغور المسلمة، بل أيضا في سوابق حقوقية أخرى.
فقد فوجئ الصحفيون والأكاديميون والناشطون الصيف الماضي، باختفاء الممثلة الصينية “فان بينغ بينغ”، التي احتجزتها السلطات الصينية واحتفظت بها طيلة 3 أشهر، بتهم “التهرب الضريبي”.
ملف آخر يعود إلى رئيس “الانتربول” ومقره ليون، الذي ما يزال مفقودا بعد أن احتجز في ظروف غامضة في الصين، أكتوبر الماضي.
وتفسير هذا الأمر بحسب مدير “هيومن رايتس ووتش” في الصين، هو ان العالم صار اليوم أكثر اطلاعا على الطريقة التي تستخدمها الصين للرد معارضيها في الداخل والخارج.. “، قائلا :”لقد حان الوقت للرد عليها”.
اقرأ المزيد:
الصين تكرر تجربتها البوليسية في شينجيانغ في مناطق مسلمة أخرى