أخبار الآن | بيونغ يانغ – كوريا الشمالية (صحف)
قالت كوريا الشمالية أمس، إن عزمَها على التخلي عن برامجِها النووية ربما يفتُـر بعد المحادثاتِ التي أجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيونغ يانغ، بما يتناقض مع تصريحاتِ بومبيو الذي رحب بإحرازِ تقدم “في كل القضايا الرئيسية تقريبا”.
ويضفي التناقض بين تصريحاتِ بيونغ يانغ و واشنطن غموضاً على مستقبلِ المفاوضات، ما يثيرُ تساؤلاتٍ عن التزامِ كوريا الشمالية بالتخلي عن برامجها النووية التي طورتها لعقود وتعتبرها ضرورية لبقائها.
وأجرى بومبيو محادثات استمرت يوما ونصف اليوم في بيونغ يانغ سعيا لوضع التفاصيل الخاصة بكيفية تفكيك برامج كوريا الشمالية النووية بما في ذلك الجدول الزمني لنزع الأسلحة النووية وخطة إعلان المرافق المتصلة بها.
وبثت وكالة الأنباء المركزية الكورية بيانا لمتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية قال فيه إن نتيجة المفاوضات “مقلقة للغاية” وإن بيونغ يانغ “تأسف” لموقف وسلوك الجانب الأميركي.
واتهم المتحدث وفد بومبيو بالإصرار على نزع السلاح النووي بصورة أحادية وكاملة ويمكن التحقق منها ولا يمكن التراجع عنها بما يتناقض مع روح القمة غير المسبوقة التي عقدت بين زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب في سنغافورة في 12 يونيو حزيران.
قال “توقعنا أن يأتي الجانب الأميركي بفكرة بناءة على اعتبار أننا سنأخذ شيئا في المقابل”. وتابع قائلا “لكن الجانب الأميركي لم يطرح إلا طلبه الأحادي، على طريقة العصابات، لنزع السلاح النووي بصورة كاملة ويمكن التحقق منها ولا يمكن التراجع عنها”.
وأوضح المتحدث أن “أسرع طريقة” لتحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية يكون عبر منهج على عدة مراحل يتخذ خلالها الجانبان خطوات متزامنة.
وأضاف “لكن خلال المحادثات رفيعة المستوى وصلت الثقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى وضع خطير ربما يفتر معه عزمنا الثابت والراسخ بشأن نزع السلاح النووي بدلا من ترسيخ الثقة بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة”.
ولم يرد حتى الآن تعليق من وزارة الخارجية الأميركية على هذا البيان.
لدى مغادرته بيونغ يانغ السبت قال بومبيو إنه أحرز تقدما “في جميع القضايا المحورية تقريبا” في المحادثات مع كوريا الشمالية بما في ذلك وضع جدول زمني لنزع سلاحها النووي على الرغم من أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين إنجازه.
وقال بومبيو للصحفيين إنه أمضى “فترة لا بأس بها” في مناقشة الجدول الزمني وإعلان مواقع بيونغ يانغ النووية والصاروخية.
وذكر تقرير مشترك أصدره الصحفيون المرافقون لبومبيو أنه قال “هناك قضايا معقدة لكننا أحرزنا تقدما في جميع القضايا المحورية تقريبا. حققنا تقدما كبيرا في بعض المجالات بينما ما يزال هناك حاجة لمزيد من العمل في مجالات أخرى”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن بومبيو لم يلتق مع كيم كما فعل في الزيارتين السابقتين لبيونغ يانغ في العام الحالي لكنه نقل له خطابا من ترمب.
وقبل مغادرته تسلم بومبيو رسالة من كيم إلى ترمب سلمها له مضيفه وشريكه في المحادثات كيم يونغ تشول وهو أحد كبار مسؤولي الحزب الحاكم ورئيس المخابرات السابق الذي لعب دورا مهما في ترتيب قمة سنغافورة.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم يونج أون عبر في الخطاب عن “توقعاته وقناعاته” بشأن ترسخ شعور حسن النية بين القائدين من خلال حوارات مستقبلية.
وقال المتحدث “ما زلنا نحسن الظن بالرئيس ترمب” لكنه حذر من تكرار إخفاقات سابقة.
وأضاف “يتعين على الولايات أن تفكر بجدية فيما إذا كانت الاستجابة للضغوط بما لا يتفق مع إرادة القائدين ستفي بطموحات وتوقعات شعوب العالم وأيضا بمصالح البلاد”.
اقرا ايضا
بومبيو يتوجه مجددا إلى كوريا الشمالية لبحث نزع السلاح النووي