أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روميو موسى)
عُقد أول اجتماع معروف لتنظيم القاعدة في مدينة بيشاور الحدودية الباكستانية في 11 أغسطس / آب 1988. حوالى 3 عقود مرت، آخرها جيل “حمزة بن لادن”، المولود عام 1989 ، هو الآن جزء من قيادة القاعدة. وتمثل هذه العقود الـ 3 أيضًا أجيالًا متعددة من التكيف مع منظمة تطورت منذ ظهورها لأول مرة، فبناؤها لم يكن عشوائيا بل أظهر حينها نمطاً دورياً واضحاً لما يمكن أن نسميه “النجاح الكارثي” ، يليه التدمير شبه التام.
إقرأ ايضا: غبار هجمات 11 سبتمبر 2001 يسرطن 9795 شخصا بأمريكا
النجاح الكارثي للقاعدة كان في هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 هو الأول والأخير، أكبر هجوم دموي وأكثره إثارة في التاريخ، إذ أثارت هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 الحرب على الإرهاب وأطلقت دائرة من الصراعات التي لا تزال تتوسع. عندما يتم كتابة تاريخ القرن الحادي والعشرين ، قد ننظر إلى الوراء على بن لادن كأحد أكثر الأفراد نفوذاً، حيث أننا نعيش الآن في عالم تأثر بالعنف والنزوح الجماعي وعدم الاستقرار الذي أطلق حينها.
إقرأ ايضا: 6 وثائق تدين حزب الله وإيران في هجمات 11 سبتمبر
استغرق التخطيط لهجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 سنوات عدة، وأجري من قبل فريق استكشافي معين من 19 مهاجما من 15 دولة، تم تدريبهم في أفغانستان ثم تم تهريبهم إلى الولايات المتحدة. حيث اعتبر أغلى هجوم إرهابي، بتكلفة قدرت بحوالي 500000 دولار أمريكي.
لقد قوض تأثير الهجوم تكاليفه بالنسبة للتنظيم، فقد قتل 3000 شخص وجرح الآلاف وتسبب في مليارات الدولارات في تكاليف اقتصادية مباشرة. وإذا عدنا أيضا للحروب التي تلت ذلك، فإن التكلفة للولايات المتحدة وحدها هي حوالي 5.6 تريليون دولار (7.5 تريليون دولار) اليوم ، والقتلى من جميع الدول عددهم حوالي 400،000 – نصفهم من المدنيين.
تنظيم القاعدة الذي أجرى هذه العملية كان يعد منظمة كبيرة هرمية مركزية. وكان لديه مجلس قيادة يلتف حول بن لادن وأيمن الظواهري، ولجان سياسية مختلفة، وفريق لتخطيط العمليات وبنية تحتية مالية ولوجيستية متعددة الأوجه. وكان يدير شبكة من معسكرات التدريب في أفغانستان تضم آلاف المقاتلين.
إقرأ أيضا: نجل بن لادن يتزوج ابنة قائد هجمات سبتمبر
إن نجاح هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 كان كارثياً بالنسبة لتنظيم القاعدة نفسه، وذلك لأن رد الفعل العنيف الذي أثاره أودى لاحقا بحياة المجموعة. ففي غضون 12 أسبوعًا، لم يعد هيكلها المركزي موجودًا. وبحلول أوائل كانون الأول / ديسمبر 2001 أُطيح بحركة طالبان وسُحقت قاعدة القاعدة في أفغانستان.
كان الظواهري وبن لادن يتعرضان لضربات جوية في جبال تورا بورا، وتوقعا الموت في أي لحظة، وقاد اعتراض إذاعي بين بن لادن وأتباعه التنظيم إلى الدمار. حيث لقي آلاف المقاتلين مصرعهم واعتقل آلاف آخرون.
إقرأ أيضا: هذا ما جنته القاعدة من هجماتها الدموية
وفي نهاية المطاف نجح تنظيم القاعدة ظاهريا، وظن أن كل التجارب اللاحقة ستكون كهذه الأولى أي هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001. لكن هذا النجاح كان كارثيا وحمل بذور تدميره ضمنيا، حيث أدت الضربات الى قسم ظهر التظيم، فحولته من مجموعة مركزية قوية الى شتات هنا وهناك، قتل بن لادن لاحقا، وفر الظواهري وزعماء عدة. وها هو اليوم أي الظواهري قائد ضعيف عاجز، ومن فر معه من قادة يتساقطون قتلا في أماكن عدة واحدا تلو الآخر، ومن تبقى لن يقبل بزعامة حمزة بن لادن، وفروع اليمن وسوريا والعراق والصومال و… هي في الحقيقة عصابات عرقية مسلحة مكونة من إرهابيين خارجين عن القانون.
من كل ما سبق يمكننا أن نتوقع أن التاريخ هو أكبر دليل على عدم انتعاش تنظيم القاعدة لاحقا، ربما يسعى لهجمات فردية هنا وهناك أو تبني هجمات دون دليل، غير أن التدخلات العسكرية وخصوصا الغربية منها لن توقف حربها على الإرهاب.
فمع مرور حوالى 3 عقود وبعد الانهيار، لا ينبغي لأحد أن يتخيل أن تنظيم القاعدة سوف يستمر، بل على العكس سيختفي في وقت قريب.
للمزيد: