أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد زهور)
شبه تقرير أوردته مجلة “وايرد” الأمريكية، النظام الائتماني في الصين بأفلام الإثارة والغموض، مستعيناً بتشبيه الكاتب الصيني Murong Xuecun” لهذا النظام بـ”الأخ الأكبر” في رواية جورج أورويل الشهيرة، والذي يعرف كل شيئ عن باقي المجتمع ويستطيع أن يؤذيهم بما يملكه من معلومات عنهم وقتما يشاء.
إلا أن المجلة، اعتبرت أن النظام الائتماني في الصين يفوق سوءا ما ورد في الوصف السابق، استنادا إلى نقاط وتساؤلات عدة نبرز أهمها:
ما هو نظام الائتمان الاجتماعي في الصين؟
لا تمتلك الصين نظاماً ائتمانيا واحدا، وإنما تمتلك الحكومات المحلية أنظمة تسجيل اجتماعية خاصة بها تعمل بشكل مختلف عن أنظمة أخرى تستخدمها شركات مثل Zhima Credit من Ant Financial والمعروف باسم Credit Sesame .وهو الأمر الذي يؤكده ماريك أوهلبرج، الباحث مشارك في معهد “مركاتور” للدراسات الصينية.
وغالبا ما يتم الخلط بين النظام الائتماني الذي تستخدمه الشركات الخاصة ومثيله الحكومي، إلا أن المخاوف تُثار حول توقعات بأن يتم استخدام بيانات الصينيين التي جمعتها الشركات الخاصة من قبل الحكومة الصينية لأغراض تجسسية.
كيف يعمل نظام الائتمان الاجتماعي؟
ولفهم النظام الائتماني الصيني المعقد بشكل أبسط، لا بد أن نشير إلى أن الحكومة الصينية منذ عام الفين وثلاثة تسعى إلى تطوير نظام الائتمان الاجتماعي الجديد لشعبها، والذي تعمل عليه شركة «Alibab»، وشركة «Tencent»، اللتان تقومان بتشغيل كل مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، وعلى الشركتين العمل في هذا المشروع عن طريق جمع كل المعلومات الشخصية عن المواطنين، وتحليلها، ودمجها بنظام يسمح بتحويل تلك المعلومات إلى عدد نقاط.
تقوم حاليًا الحكومة الصينية بتطبيق هذا النظام بشكل اختياري؛ حتى تصل إلى عام 2020، ويتم تطبيقه حينها إجباريًا، وسوف يكون هناك قاعدة بيانات وطنية واسعة تجمع المعلومات المالية والحكومية، لتنشأ قوائم سوداء لمواطنين ارتكبوا مخالفات بسيطة وجسيمة.
ماذا يحدث إذا كنت على لوائح القائمة السوداء؟
أوردت صحيفة “ذا جلوب آند ميل”، مثالاً لصحفي صيني تحدث عن الفساد الحكومي، ليتفاجأ بعد ذلك بورود اسمه على لائحة القوائم السوداء، وحرم بموجب ذلك من العديد من الحقوق بما فيها شراء تذاكر طيران، ومنع من السفر، والحصول على قروض.
كيف تزيل اسمك من القائمة السوداء؟
تقول “جينغ تسنغ” الباحثة في جامعة زيوريخ، “أحضر نقودك إلى المحكمة فتزيل نفسك من اللائحة”، إلا أنه حسب ما تقوله “سامانثا هوفمان” وهي باحثة في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي، فإنه في الصين لا يوجد شيء اسمه حكم القانون، فيمكن لتلك القوائم أن تضم أشخاصا ارتكبوا مخالفات بسيطة، إلا أنه وفق واقع الأمر فإن أولئك الأشخاص قد ترد اسمائهم لأسباب سياسية إذا ما قرر الحزب الشيوعي ذلك، وهو ما يجعل من المتعثر أن يزيل شخص اسمه من القائمة السوداء في حال دفع ما يترتب عليه من غرامات.
ماذا تهدف الصين من وراء أنظمة الائتمان؟
كما أشرنا سابقا، تحتوي تلك النقاط على الوضع المادي والاجتماعي، وأيضًا الوضع القانوني للأفراد، وتؤكد هوفمان أنه من خلال تلك النقاط يمكن التحكم بالمواطنين ومعاقبتهم في أي شيء بدءا من عدم سداد القروض إلى انتقاد الطبقة الحاكمة، فكل ذلك سوف يؤدي إلى فُقدان نقاط، وهي طريقة تسهل ربط الحياة السياسية بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر ما يعرف بمصطلح “ماس ماو” والذي يهدف في نهاية المطاف لتفعيل “الإدارة الاجتماعية.”
أقرأ أيضا: