أخبار الآن | سريلانكا – washingtonpost
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن الإضطرابات في سريلانكا، وتوقفت عند أحداث حصلت في العام 1915، والأحداث التي تحصل مؤخراً مع المسلمين. وبحسب الصحيفة، فإنّه “قبل 100 عام أي سنة 1915، وصلت مجموعة كبيرة من البوذيين الذين يحتفلون بعيد فاساك إلى شوارع كاندي بوسط سريلانكا. وعندما اقتربت المسيرة الصاخبة بأفيالها وقارعي الطبول والمغنين من مسجد، قام بعض المسلمين بالركض والصراخ. ورداً على ذلك، هاجم بعض أعضاء الموكب المسلمين المتواجدين هناك والمسجد، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب استمرت 9 أيام في جميع أنحاء البلاد. حينها، أدت تلك الأحداث إلى مقتل 25 مسلماً وأصيب أكثر من 4000 متجر تجاري وبعض المساجد بأضرار. في الماضي، كانت الأحداث البسيطة نسبياً تشعل المخاوف الاقتصادية والقومية التي تدوم طويلاً، وتؤدي إلى عنف غير متناسب إلى حد كبير. لكن هذه المرة ، كان الأمر مختلفاً.
بحسب الصحيفة، فإنّ “تفجيرات عيد الفصح الأخيرة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصاً في 21 أبريل/نيسان ، أشعلت على الفور أعمال عنف ضد المسلمين. في غضون ساعات من التفجيرات، تم حرق متجر يملكه مسلمون، ووصل العنف إلى درجة عالية عندما قام مسلحون سريلانكيون برمي قنابل البنزين على أكثر من 500 متجر ومنزل للمسلمين غرب البلاد. كانت أعمال الشغب هذه مختلفة عن غيرها من أعمال العنف المعادية للمسلمين. ففي العام الماضي، استهدفت أعمال الشغب التي اندلعت في وسط سريلانكا العقارات والأعمال التجارية، وليس الأشخاص. أمّا مؤخراً، فإنّ مثيري الشغب هاجموا المسلمين بوحشية، وتُظهر بعض مقاطع الفيديو مشاهد مروعة للعنف”.
تشير الصحيفة إلى أنّ “المخاوف ما زالت مستمرّة من اندلاع أعمال العنف واتساع رقعتها وتطورها على غرار ما حصل في شهر يوليو/تموز الأسود، وهو الشهر الذي شهد تمرداً ضد الحكومة من قبل نمور تحرير إيلام تاميل، التي تطالب بإنشاء دولة تاميلية مستقلة تسمى إيلام تاميل، وساعد ذلك في اندلاع حرب أهلية استمرت 26 عاماً، إذ بدأت عام 1983 وانتهت عام 2009”.
واعتبرت الصحيفة إلى أنّ “ما يثير القلق أكثر هو أنّ الحكومة فشلت في وقف العنف ضد المسلمين، واتخذت قرارات شجعت ضمناً الكراهية”. فبعد أسبوع من تفجيرات عيد الفصح، منعت الحكومة أغطية الوجه، وحظرت فعليا النقاب والبرقع. ويبدو أن هذا يعني أن الملابس التي ترتديها بعض النساء المسلمات المحافظات دينياً تشكل خطراً متأصلاً. في الواقع ، قيل إن مفجري عيد الفصح كانوا يرتدون قمصان البولو وقبعات البيسبول.
وخلال عمليات بحث واسعة النطاق، ألقت الشرطة القبض على الزعماء الدينيين المسلمين وصادرت الأدوات الحادة علناً من المساجد والمنازل، في إشارة إلى أن هذه الأشياء كانت دليلاً على التطرف عند المسلمين. ومن المفارقات أن العديد من مثيري الشغب كانوا مسلحين بالأشياء ذاتها، تقول الصحيفة.
ومع هذا، فقد فشلت الحكومة في وقف الهجمات الغوغائية بشكل فعال. وأفاد سكان محليون أن مثيري الشغب كانوا يتجولون بحرية لساعات دون استجابة واضحة من القوات الحكومية لتوقيفهم. يقول العديد من سكان بعض المدن إن “بعض ضباط الشرطة حاولوا حقاً السيطرة على الغوغائيين، لكن أعدادهم كانت كبيرة”.
ووفقاً لـ”نيويورك تايمز”، يقول بعض المسلمين إنّ “الكراهية التي يواجهونها هذه المرة هي في كل مكان ولا هوادة فيها”. تواجه البلاد الاحتمال المقلق المتمثل في أن القوات التي أدت إلى العنف ضد الأقلية التاميلية خلال الحرب الأهلية لا تزال موجودة، ولكن لديها الآن هدف جديد. وإذا لم يتدخل الزعماء السياسيون في هذا الوقت، فهناك خطر حقيقي من أن تشهد سري لانكا العنف على نطاق غير مسبوق.
https://twitter.com/MaryamGasim/status/1130162038565552129
مصدر الصورة: getty
للمزيد: