أخبار الآن | خاص (تحليل)
تحليل خاص لأخبار الآن يكشف عن تفاصيل دقيقة عن دلالات تنظيم القاعدة بتغييب خبر موت حمزة بن لادن رغم تأكيد وسائل الإعلام الدولية على هذا الأمر .
إذا فعلوا ذلك لحمزة، تخيلوا ما الذي يمكن أن يفعلوه للجهاديين ذات الرتب الأقل ..
لقد علمنا في وسائل الإعلام الدولية بموت حمزة في الأسابيع الأخيرة ومع ذلك من الممكن أن موته أو عجزه قد حدث قبل ذلك بكثير، فلم تكن هناك أي علامة تدل على حياة حمزة بن لادن لأكثر من 18 شهر، فآخر إصدار فيديو له كان في شهر مارس 2018.
ماذا حدث له؟
إذا كان على قيد الحياة، أين هو؟، ولماذا أصبح أمل القاعدة الوحيد في مستقبل التنظيم صامتًا فجأة دون أي تفسير لاختفائه؟ هل قتل؟ هل مات لأسباب طبيعية؟ هل تم تهميشه من قبل الظواهري وغيره من القادة؟
وهل ترك الحركة الجهادية مثل جميع إخوته الآخرين أبناء أسامة بن لادن؟ وإذا كان ميتاً منذ مدة طويلة، فلماذا يخفي الظواهري الحقيقة عن المقاتلين العاديين؟ هل يحاول الظواهري المحافظة على حياة تنظيمه؟ هل هناك احتمال أن يكون الظواهري نفسه قد مات، و أن تسجيلات الفيديو غير المؤرخة التي أطلقها منذ عام هي مجرد لقطات أرشيفية؟ القاعدة غير قادرة على الإجابة عن أي من هذه أسئلة.
بغض النظر عمن قتل حمزة، فإن المسؤولية تقع على عاتق المافيا المصرية التابعة للقاعدة
النظرية الأكثر مصداقية حتى الآن هي أن حمزة نفسه قد مات الآن. في حين أن تفاصيل موته ما زالت غامضة، سواء كانت حالته الصحية قد تراجعت بسبب الظروف القاسية في منطقة أفغانستان وباكستان، أو سواء كان مستهدفًا من قبل خصومه أو أعدائه داخل القاعدة أو مدارها (ربما طالبان أو شبكة حقاني)، هناك شيء واحد واضح، وهو أن كبار قادة القاعدة الذين سمحوا بحدوث هذا الأمر، سيدفعون ثمناً باهظاً. لقد سعوا لاستخدام حمزة كدمية لدعم التنظيم ثم فشلوا في حمايته بشكل كافٍ. علاوة على ذلك، يبدو أن الظواهري و”المافيا المصرية” يخفيان سر الموت عن قادة آخرين من غير المصريين وعن الجنود العاديين أيضاً.
تخلى الظواهري عن حمزة لإنقاذ نفسه وإنقاذ تنظيمه الفاشل
موت حمزة، سواء كان حرفياً أو مجازياً، فإنه بمثابة كارثة لأمير القاعدة أيمن الظواهري قبل كل شيء. كانت فكرة الظواهري دفع حمزة بقوة، على الأرجح قبل أن يكون جاهزًاً، إلى دائرة الضوء من أجل السماح للقاعدة بالتنافس مع داعش على المسرح العالمي وحمايتها من الانزلاق نحو الهاوية.
الخبير الإسباني في مكافحة الإرهاب، ديفيد غاريغا: “حمزة بن لادن لم يتمتع بصفات القيادة لتنظيم إرهابي”
كانت هناك مزاعم واسعة النطاق تقول إن الظواهري كان يستخدم حمزة كدمية، وكمكسب ثانوي يتمثل في تخفيف ضغوط مكافحة الإرهاب التي يتعرض لها، والآن، إذا مات حمزة في الحقيقة، فإن جميع أصابع اللوم ستكون موجهة نحو الظواهري.
استخدم الظواهري بن لادن الأب وملايينه لبناء التنظيم الإرهابي الذي حلم به، والآن استخدم الظواهري بن لادن الإبن وتخلص منه، مرة أخرى من أجل فائدته الشخصية فقط.
لقد مات بن لادن الأب والإبن، وأصبح اسمهما من الماضي، وما زال الظواهري على قيد الحياة مختبئًا. كما سيتم إلقاء اللوم على الظواهري بسبب التستر، إذ إنه من المحتمل أن تستمر القاعدة في استخدام الفيديو والصوت من الأرشيف من أجل “إطالة” عمر حمزة قدر الإمكان.
وكموت زعيم طالبان الملا عمر الذي تم التستر عليه لمدة عامين، سيحاول الظواهري الاستفادة أكثر من حمزة قبل أن يتم إجباره على الاعتراف بموته.
الخبير الإسباني في مكافحة الإرهاب، ديفيد غاريغا: “القاعدة ستعلن عن وفاة حمزة بن لادن بعد أشهر”
لن نتفاجأ إذا تم إصدار مزيد من مقاطع فيديو حمزة من قِبل القاعدة في الأيام المقبلة، وذلك باستخدام لقطات من الأرشيف هدفها خداع الجمهور وأعضاء القاعدة في جميع أنحاء العالم.
الاختبار الحقيقي هو ما إذا كانت مقاطع الفيديو هذه مؤرخة بالفعل أم أنها حيلٌ رخيصة من قِبل القاعدة للتغطية على وفاة حمزة ومكان وجوده الفعلي. هل يمكن للقاعدة أن تصدر رسالة جديدة تبين مكان تواجد حمزة بن لادن؟ إذا لم يكن كذلك، يجب أن يصمتوا.
يمكن للظواهري أن ينسى المال
عندما لعب الظواهري “بطاقة حمزة”، بالطبع كان الحفاظ على تمويله خاصة من الجزراويين الأغنياء الذين ما زالوا يملكون مشاعر دافئة لذكرى أسامة بن لادن من أحد آماله. الآن، سوف يرى نفس الممولين كيف أضاع الظواهري وريث بن لادن وابنه، وسوف يفكرون مرتين قبل المخاطرة بأموالهم وسمعتهم من خلال دعم عصابة الظواهري المصرية أكثر من ذلك.
الفروع الأخرى ستلاحظ أضرار المافيا المصرية بشكل أكثر وضوحاً
أحد الأسباب التي تجعل معظم فروع القاعدة تتمتع بالحكم الذاتي فعلياً هو أنها لا تثق في المافيا المصرية المختبئة في مركز التنظيم. هؤلاء المصريون المتطرفون هم الظواهري وسيف العدل وأبو محمد المصري وحسام عبد الرؤوف. حتى أن عديد من قادة فروع القاعدة في سوريا كحراس الدين وهيئة تحرير الشام هم من المصريين، ويتم التعامل مع غير المصريين إما كخادمين من الدرجة الثانية، أو كما في حالة حمزة، يقابلون موتهم بسرعة.
إنها واحدة من أكبر الألغاز والأسرار في القاعدة، حيث لم يتمكن سوى المصريين من البقاء على قيد الحياة، بينما يتم قتل غير المصريين مثل أسامة بن لادن وأبو يحيى الليبي وعطية الله الليبي وغيرهم في ساحات القتال.
من المؤكد أن قادة فروع القاعدة في شمال إفريقيا واليمن، أبو مصعب عبد الودود درودكال وقاسم الريمي، يراقبون بعناية هذا الوضع ويحمون أنفسهم.
عندما مات أسامة بن لادن، توحدت صفوف القاعدة مؤقتًا. الآن، موت حمزة بن لادن سيكون المسمار الأخير في نعش القاعدة. وهذا سيعطي فروع القاعدة خياراً واحداً فقط، وهو الانفصال تماماً عن مركز القاعدة وتجاهله، محاولين تجنب سحقهم تحت مركز المافيا الظواهري. من الآن فصاعدًا، لن تجد المافيا المصرية التي تشغّل القاعدة في الوقت الحالي طاعة من قبل الفروع.
أحدهم قتل حمزة بن لادن، وموت حمزة سيقتل القاعدة
ماذا الذي يمكن أن يقدمه حمزة للقاعدة إذا كان لا يزال على قيد الحياة؟ ليس بالشيء الكثير . لم يبق لديه أكثر من كلمات فارغة وبعض الأموال التي تركها والده. ومع ذلك، فإن الرمزية الكبيرة لوفاته هي التي أضرت بالحركة الجهادية. و يمكن القول إن موت حمزة سيكون له تأثير أكبر من موت كل من الظواهري وسيف العدل وأبو مصعب عبد الودود وقاسم الريمي.
هذه هي الكارثة التي تنتظر القاعدة
لهذا السبب يسعى الظواهري للحفاظ على هذا السر بكل ما أوتي من قوة. كان حمزة بصيص الأمل الوحيد الذي تمكنت القاعدة من المحافظة على استمراره في الجيل التالي، ولكن مع وفاته، سيتعين على الظواهري أن يراقب كيف عاش لمدة أطول من الحلم عديم الفائدة والملعون الذي كرس حياته له. عاش الظواهري لمشاهدة تفكك القاعدة وموتها أمام عينيه.
إنه يحب لقب “حكيم الأمة”، الآن سينتظر أتباعه بفارغ الصبر كيف سيحاول الزعيم الحكيم المفترض تفسير فشل كبير آخر. سيقولون: “أخبرنا يا شيخ، ماذا حدث للأسد الصغير، المجاهد ابن المجاهد؟ ماذا فعلت معه؟ ”
ماذا تعتقدون؟ ما رأيكم؟ ندعوكم مشاهدينا لتبادل المعلومات والآراء حول هذا الموضوع. هل تعرفون شيئاً تعتقدون أن العالم يجب أن يعرفه أيضًا؟ تواصلوا معنا ودعونا نوصل الحقيقة للعالم.
للمزيد :
القصة الكاملة وراء إطفاء أيمن الظواهري وميض الأمل الأخير للقاعدة (الجزء الأول)