أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (تحليل)
الهجوم الإرهابي ضد قلب إمدادات النفط العالمية في بقيق ستبلغ تبعاته أبعد بكثير مما يتوقع مرتكبوه. ففي عصر التواصل الفوري وفي عصر وسائل الاتصال الإجتماعي و صور الأقمار الصناعية من المستحيل إخفاء من الذي يقف وراء هذه الهجمات والمكان الذي انطلقت منه.
مسؤول أمريكي كبير لم يكشف عن اسمه، قال لـ CNN إن بلاده تعتقد أن الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين، بدأ من داخل إيران، وفق معلومات استخباراتية.
ومع ذلك، وبغض النظر عن مصدر الهجوم، فإن مسؤولية التراجع والتخفيف من حدة التوتر تقع على عاتق إيران. إليكم تحليلنا:
ما نشهده اليوم هو نتيجة لسياسة متعمدة من العنف وزعزعة الاستقرار الإقليمي التي ينشرها المتشددون في إيران ولا سيما فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
هذا التصعيد لم يبدأ من الأمس فحسب، فعلى مدى عقود حصل المتشددون في إيران بقيادة فيلق القدس على تكنولوجيا الصواريخ من النظام الكوري الشمالي المارق، وقاموا بتسخير هذه التكنولوجيا الخطيرة لخدمة خططهم بعيدة المدى لنشر عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، فهم الذين قدموا هذه الصواريخ لجماعات غير مسؤولة مثل الحوثيين في اليمن والحشد الطائفي في العراق.
لقد قام الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني باتباع سياسة مدروسة ومتعمدة لتحويل العراق إلى جسر بري لنشر الصواريخ الإيرانية في المنطقة. التشجيع الإيراني هو الذي قاد الحوثيين إلى ارتكاب أسوأ الجرائم في اليمن، نعم، من المهم جداً تحديد منصة إطلاق هذا الهجوم الأخير، لكن أينما كان موقع إطلاق هذا الهجوم وبغض النظر عمن قام بالضغط على زر إطلاق الصواريخ، فإن المتشددين الإيرانيين هم الذين جعلوه ممكناً.
بغض النظر عن التصريحات العلنية، فإن القيادة الإيرانية منقسمة وهناك من يرى بوضوح أن إيران لا تستطيع تحمل عواقب الاستمرار بنشر عدم الاستقرار الإقليمي، فالاقتصاد الإيراني في حالة يرثى لها، والدبلوماسية الإيرانية تختنق، والشعب الإيراني يبكي من الحرمان والعزلة.
بما تبقى من القليل من شرايين للحياة لا يوجد سوى مخرج واحد لإيران، ألا وهو السيطرة على المتشددين وبدء مرحلة جادة من وقف التصعيد لإنقاذ الأمة الإيرانية من عقود من الانحدار والكوارث.
في ضوء التطورات الأخيرة على الساحة العراقية و ما تردد عن امكانية وعن واقع استخدام الأراضي العراقية من قبل إيران كثرت علامات الإستفهام من قبل العراقيين وفيما عبّر الكثيرون عن رفضهم لأي تدخل في القرار العراقي واستغلال لأراضيه حذر البعض الآخر من امكانية أن يحدث ذلك بتسهيل بعض الفرقاء على الساحة العراقية.
مخاوف عبّر عنها القيادي السابق في الحشد الشعبي كريم النوري ملمحاً الى انه إذا كان البعض لا يريد الإلتزام بالدولة فانه يمثل نفسه فقط ولا يمثل قرار العراق.
مصدر الصورة: Reuters News Picture Service – RNPS
اقرأ أيضاً:
إيران ترفض اتهام واشنطن لها بالهجوم على منشأتين نفطيتين في السعودية