أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص – عبيد أعبيد)
يستمر النظام الإيراني، في نهجه المتواصل لتمويل فصائله الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من توالي العقوبات الاقتصادية على نظامه، لا سيما المعلنة من قبل الخزينة الأمريكية.
وبحسب تقرير صادر من لدن الخزينة الأمريكية، في الـ20 من نوفمبر 2018، تعتمد إيران على شركات وأبناك ومؤسسات حكومية في روسيا، كطريقة للتهرب من العقوبات المفروضة عليها، لتهريب نفطها والسيولة المالية لفصائلها المصنفة كإرهابية، في الشرق الأوسط، خاصة فصيلها العسكري “فيلق القدس”، وحزب الله في لبنان.
وفي تفاصيل تقرير الخزينة الأمريكية، كشف عن اعتماد إيران على شركة في روسيا تدعى “غلوبل فيجن غروب”، لمالكها رجل الأعمال الغامض، عامر الشويكي، سوري الجنسية، الذي يتولى بإيعاز من روسيا، عملية بيع النفط الإيراني، وتوصيل أمواله إلى “فيلق القدس” و”حزب الله”.
طرق إيران للإلتفاق على العقوبات؟
وإزاء ذلك، يتساؤل كثير من المراقبين عن كثب للسياسات الإيرانية، عن طرق التفاف وتهرب إيران من العقوبات؟ وسر إعتماد إيران على روسيا، رغم قدرتها على سلك طرق خاصة دون اللجوء إلى الطرف الروسي؟
هنا، يقول أحمد هاشمي، الصحافي الإيراني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، لـ“أخبار الآن”، إن النظام الإيراني لديه طرق وأساليب مختلفة للالتفاف على العقوبات، مشيرا إلى ان بعض هذه الطرق والأساليب التي يستخدمها النظام الإيراني هي “شبيهة بتلك التي تستخدمها داعش ومنظمات إرهابية أخرى”، بحسب هاشمي.
وأفاد في معرض السياق ذاته، إن النظام الإيران، يبيع النفط لدول مختلفة، وهي تبيعه مرة أخرى بالنيابة عن إيران وتحصل على الأموال في نهاية المطاف.
ومن ضمن الطرق أيضا، يقول انها “طريقة المقايضة”، عن طريق السلع، إضافة إلى اللجوء إلى المعاملات التي لا تتم بالدولار، وهي طرق -بحسب الصحافي الإيراني- مختلفة يمكن للنظام الإيراني من خلالها الالتفاف على العقوبات والتخلص منها”.
أما الطريقة الأخرى، فهي التي تتم من خلال طرف ثالث، وبالأخص عبر شركات تعمل كغطاء للنظام الإيراني وبالنيابة عنه، وتحصل على أموال من خلال هذه الشركات التي يوجد بعضها في روسيا أو بلدان أخرى لتمويل حماس أو حزب الله أو منظمات إرهابية أخرى.
سر اعتماد إيران على روسيا؟
وعن سبب تعويل إيران على روسيا في تهريب نفطها والالتفاف على العقوبات الدولية، قال أحمد هاشمي، إن رهان إيران على روسيا، يأتي بسبب “الخيارات المحدودة للغاية”، لدى طهران.
وقال في معرض حديثه لـ“أخبار الآن”، أنه بعد أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران، التي رفعت بموجب الاتفاق النووي، وأيضا على العقوبات التي تتعامل مع النظام الإيراني، لم يعد لدى طهران أي خيار آخر وأصبحت حلول تهربها محدودة للغاية”.
وهو الأمر، بحسب هاشمي، الذي دفع النظام الإيراني إلى اللجوء لدول مثل روسيا، مع العلم ان الروس أنفسهم تحت ضغط إجراءات عقابية وعقوبات أمريكية بسبب قضية القرم وقضايا أخرى في أوكرانيا.
وأفاد ان شركة رجل الأعمال السوري الغامض، عامر الشويكي “غلوبل فيجن غروب”، المصنفة ضمن قائمة الكيانات الخاضة للعقوبات لدى وزارة الخزانة الأمريكية، هي واحدة من الأساليب التي تجعل النظام الإيراني يتحايل على العقوبات مؤخرا.
خسائر إيران في أرقام
هذا، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد رصدت نتائج حملة “الضغط الاقتصادي القصوى على إيران” تزامنا مع الذكرى الأولى لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.
ونشر حساب الخارجية الأمريكي الرسمي على موقع تويتر أرقاما مفصلة تكشف عن نتائج العقوبات التي أعيد فرضها على إيران.
وكشفت الأرقام على ان 10 ملايير دولار أمريكي، إيرادات حرمت منها إيران بسبب أنشطتها المدمرة، إلى جانب أكثر من 100 شركة توقفت عن القيام بأعمال تجارية مع النظام الإيراني، وفقدانها لصادرات تقدر بـ1.5 مليون برميل نفط يوميا في السوق العالمي، وإنهاء أكثر من 20 مستوردا للنفط استيرادهم للخام الإيراني.
للمزيد : الخارطة السرية لتمويلات إيران لتشكيلاتها الإرهابية
(مصدر الصورة : رويترز).