أخبار الآن | لاباز – بوليفيا ( أ ف ب )
استبعدت الرئيسة البوليفيّة الموقّتة جانين أنييز الخميس فرضية ترشح الرئيس المستقيل إيفو موراليس في الانتخابات الرئاسية الجديدة، في وقت احتشد آلاف من أنصار الزعيم اليساري دعما له وللتنديد بالرئيسة الجديدة.
وتوافد آلاف المواطنين على مقر الحكومة في لاباز من مدينة إل ألتو المجاورة لليوم الثاني تواليا لتأكيد موقفهم أنّ إطاحة موراليس من الحكم نتيجة انقلاب وليس استقالة.
ولوّح المحتجون بأعلام السكان الأصليين متعددة الألوان، فيما هتف الكثير منهم “الآن، نعم، حرب أهلية” و”ارجع إيفو”.
والخميس، أعلنت الحكومة المؤقتة أنها استأنفت الحوار الخميس مع حزب موراليس “الحركة من أجل الاشتراكيّة” في محاولة لبث الهدوء في البلد المنقسم والمستقطب سياسيا بشدة.
وتسعى أنييز إلى تهدئة الأوضاع في البلاد، بعد أربعة أسابيع من التظاهرات وأعمال العنف التي شهدتها مرحلة ما بعد الانتخابات وخلّفت 10 قتلى و400 جريح.
وتعهدت أنييز، النائبة غير المعروفة حتى أيام قليلة والتي أعلنت نفسها رئيسة مؤقتة للبلاد الخميس، بإجراء انتخابات رئاسية.
وأكّدت المحكمة العليا خطوتها التي جاءت بعد ما فر موراليس خارج البلاد إلى المكسيك، مدعيا خوفه على سلامته وسط احتجاجات قاتلة.
واندلعت الاحتجاجات حين اتهم موراليس، أول رئيس لبوليفيا من السكان الاصليين، بتزوير الانتخابات للفوز بولاية رابعة.
وقالت الرئيسة الموقّتة (52 عاما) إنّ “إيفو موراليس ليس مؤهّلاً لولاية (رئاسيّة) رابعة” وبالتالي لن يتمكّن من الترشّح في الانتخابات المقبلة التي لم يُحَدّد تاريخها بعد.
لكنّها شدّدت على أنّ حزب الرئيس السابق “لديه الحقّ بالترشّح في الانتخابات العامّة”.
وفي محاولة لتهدئة التوتر، أعلنت الحكومة فتح مفاوضات مع نواب “الحركة من أجل الاشتراكيّة” الذين قاطعوا جلسة البرلمان التي أعلنت فيها أنييز استلامها الرئاسة المؤقتة للبلاد.
وقال جرجس جوستينيانو مدير مكتب الرئاسة إنّ هناك محادثات بدأت بعد الظهر مع حزب موراليس.
وأضاف جوستينيانو لوسائل إعلام “أنشأنا منصّة حوار ونعتقد انه بوسعنا جلب السلام للبلاد”، فيما لم يصدر أيّ تأكيد من جانب حزب موراليس.
وتضمنت تظاهرات الخميس متظاهرين مثل “العباءات الحمراء” من اعضاء شعب ايمارا من السكان الأصليين.
وقال خوان خوتيريز المنتمي لشعب ايمارا “ندعو لاستقالة هذه الرئيسة العنصرية، الانقلابية”.
وقالت نيري البالغة من العمر 28 عاماً “نريد عودة إيفو. نحن غاضبون جدا من هذه السيدة (أنييز) التي أعلنت نفسها” رئيسة للبلاد.
وحمل هؤلاء العلم الذي اعتمده موراليس كعلم وطني في العام 2009، وهتفوا “الآن، نعم، حرب أهليّة!”.
بدوره، واصل موراليس هجومه على الحكومة الجديدة من منفاه في المكسيك.
وفي مقابلة الخميس مع محطة تليفيزيا المكسيكية، نفى موراليس مسؤوليته عن الأزمة السياسية وقال إنه لم يكن هناك شيء كان يمكن فعله بطريقة مختلفة خلال فترات حكمه الثلاث كرئيس.
وأكّد “لم أفكر قط في إيذاء الشعب البوليفي”.
وقالت أنييز للصحافيين الخميس إن وزيرة الخارجية الجديدة كارين لونغاري “ستقدم احتجاجات” للمكسيك للتأكيد على إصرارها أن يلتزم موراليس بشروط اللجوء السياسي ويمنع من التدخل في السياسة البوليفية.
لكنّ المكسيك ردت بأن “حرية التعبير للاجئ لا يمكن أن تخضع لقيود أكبر من أي مدني مكسيكي آخر”.
رئيسة بوليفيا المؤقتة تسعى لتهدئة الأوضاع في البلاد
وأسفر ما يقرب من شهر من الاحتجاجات عن مقتل 10 اشخاص وجرح ما يقرب من 400 آخرين.
وحاول السكان استعادة حياتهم الطبيعية، إذ بدأت الحافلات بالسير في الطرقات، بعد يومين من التوقف التام عن العمل.
وفتحت المصارف والمتاجر كذلك أبوابها من جديد، بعدما وقعت عمليات نهب منذ مساء الأحد في أعقاب استقالة الرئيس السابق. لكن المدارس والجامعات ظلت مغلقة خشية تجدد الاحتجاجات، كما ظلت العديد من محطات
الوقود مغلقة بسبب نقص الإمدادات.
بدورها، عينت أنييز، مدعومة باعتراف دولي متزايد، قادة عسكريين جدداً ونصف حكومتها المقترحة التي تضم 20 عضوا الأربعاء.
وأكّد وزير الدفاع الجديد فرنانديز لوبيز خوليو في كلمة ألقاها في الكلية العسكرية في لاباز إن الحكومة الجديدة ستحقق السلام في البلاد.
وقال “قبل كل شيء، سيتعين علينا أن نؤمن بالله”، مشددا على التوجه المسيحي المحافظ لحكومة أنييز التي امسكت بالانجيل اثناء حلقها اليمين رئيسة مؤقتة للبلاد.
واعترفت الولايات المتحدة وروسيا وكولومبيا وغواتيمالا بأنييز كرئيسة مؤقتة، وكذلك موسكو التي قالت مع ذلك إنها تعتبر موراليس ضحية انقلاب.
وقال الرئيس الأرجنتيني المنتخب البرتو فيرنانديز إنّه بمجرد توليه منصبه سيكون على استعداد لتقديم اللجوء إلى موراليس ونائبه الفارو غارسيا لينيرا.
من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن كتلتها تؤيد حلاً يؤدي إلى انتخابات جديدة وطريق “لتجنب فراغ السلطة الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على البلد بأكمله”.
وفي مؤشّر إلى قلق المجتمع الدولي، أوفدت الأمم المتحدة الدبلوماسي جان أرنو من أجل “التحاور مع جميع الأطراف” و”إيجاد مخرج سلمي للأزمة”، بحسب ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك.
وقدمت أنييز أول إشارة على توجه سياستها الخارجية عبر الاعتراف بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو رئيسا لبلاده، في منعطف في التحالفات في المنطقة المضطربة.
ويزيح إعلان أنييز واحداً من أقوى المدفاعين عن الرئيس الفنزويلي المترنح نيكولاس مادورو الذي يواجه أزمة سياسة واقتصادية عاصفة منذ أكثر من عامين.
إقرأ أيضا: