أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (بيانات تحليلية- نسمة الحاج)
بالرغم من الهزيمة النكراء التي ألحقها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، نهاية بمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، إلا أن التحالف ما زال يشدد على أن خلايا داعش النائمة لا تزال تشكل تهديداً مستمراً شمالي البلاد، حيث يستمر التحالف بشن عمليات “تطهير واسعة النطاق” في محافظة دير الزور بسوريا للقضاء على بقايا التنظيم الإرهابي في المنطقة.
وكان التحالف قد تأسس في سبتمبر/ أيلول عام 2014، بمشاركة 81 عضواً من حول العالم، وتعهد منذ اللحظة الأولى بدحر تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به، وعلى مر السنين شن العديد من الهجمات على مواقع خلايا التنظيم في سوريا والعراق، ونجح في اجتزازه التنظيم وعرقلته والتصدي لتدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود، ومواجهة الدعاية والبروبجاندا الإلكترونية للتنظيم. حيث كثف التحالف من جهوده وأحرز تقدماً كبيراً، من خلال الجمع بين الهجمات العسكرية لمواجهة التنظيم، وتقديم النصح والعون للحكومة العراقية ودعمها في عملياتها ضد التنظيم، بالإضافة إلى تدريب قوات الأمن العراقية وتزويدها بالمعدات اللازمة، وتدريب قوات المعارضة، مما أدى إلى اقتلاع التنظيم من 95% من الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرته.
ومن جانب آخر، تصدى التحالف الدولي للتنظيم وعمل على عرقلة نظامه المالي من خلال تحديد مواقع الأموال الخاصة بالتنظيم محلياً وإقليمياً، وتجميد أصولها، وتعقيد نقلها. كما حارب التحالف جهود التنظيم لاستغلال الأصول الاقتصادية والموارد الطبيعية الخاصة بسوريا والعراق، وجاء ذلك من خلال الضربات الجوية الدقيقة التي قامت بها قوات التحالف ضد حقول النفط والبنية التحتية ومصادر النقل التي سيطر عليها التنظيم، مما أدى إلى تعطيل المصادر الرئيسية لإيرادات المجموعة. كما حارب التحالف السوق السوداء للآثار المنهوبة من قبل التنظيم وشركائه، فعمل على استعادة القطع الأثرية المسروقة ومنع عناصر التنظيم من بيعها أو حملها.
وفي هذا السياق، أعلان التحالف مؤخراً أنه نفذ عملية واسعة ضد التنظيم في محافظة دير الزور بسوريا، وقال في تحالف إن “العملية كانت تطهيرية وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من مقاتلي التنظيم”، وأضاف أن “قوات التحالف رافقت المئات من قوات «الكوماندوز» التابعة ل«القوات الشريكة» التي طهرت عدداً من المركبات، واعتقلت أكثر من عشرة من مقاتلي داعش بحوزتهم أسلحة ومتفجرات”، وأشار إلى أن “قوات الأمن المحلية الكردية بمساعدة التحالف، تواصل القيام بعمليات مكافحة الإرهاب”، لافتاً إلى أن العملية جاءت رداً على التهديدات المتزايدة للتنظيم المتطرف.
اقرأ المزيد:
وقائع تتكشف: لماذا يخاف أتباع داعش من فراغ السلطة وتهشم التنظيم بعد البغدادي؟