أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة أخبار الآن)
“سميرغ”.. هو الاسم الذي أطلقته إيران على مركبة إطلاق للأقمار الاصطناعية، متعددة المراحل (مرحلتين)، تعمل بالوقود السائل وصممت لوضع الأقمار الاصطناعية في مدارات أرضية منخفضة، إلا أن العالم اعتاد على اتباع إيران لأساليب مراوغة، وأن “الإنجازات الإيرانية” عادة ما تمثل ستار يخبئ وراءه الكثير من التفاصيل التي يوظفها نظام الملالي لتمرير أجنداته الخفية.
وفي حالة “سميرغ”، فقد كشف محللو الاستخبارات الأمريكية أن العديد من مكونات المركبة يمكن أن تستخدم لتطوير صواريخ باليستية طويلة المدى، ويتضح ذلك من خلال المواصفات الفنية للمركبة، والتي تأتي على الشكل التالي:
• بلد الصنع: إيران
• الملكية: إيران
• الفئة: مركبة إطلاق فضائية
• القاعدة: أرضية
• الطول: 27 متراً
• المراحل: متعددة المراحل (معظم التقارير تشير إلى أنها ذات مرحلتين، إلا أن تقرير إعلامي واحد أشار إلى أنها قد تكون اختبرت للمرحلة الثالثة”
• القطر: المرحلة الأولى ما بين 2.0 إلى 2.3 متر، المرحلة الثانية 1.25 متر
• الوزن عند الإطلاق: 70- 87 ألف كيلوغرام
• سعة الحمولة: 250 كيلوغرام/ قمر اصطناعي
• طاقة الدفع: طاقة سائلة
• المدى: 500 كيلومتر “مدار منخفض”
• الحالة: قيد التطوير
• الخدمة: لا يوجد/ قيد التطوير
ويذكر أن لإيران تاريخ طويل في السعي لامتلاك القدرة لإطلاق أقمار اصطناعية، ويعود للوقت الذي أنشات فيه وكالة الفضاء الإيرانية في فبراير/ شباط 2004، ومن ثم شرعت في اختبار صواريخها بعد مرور 4 سنين، وجاء ذلك على النحو التالي:
• فبراير/ شباط 2008: أطلقت إيران صاروخ “كافوشجار-1″، وهو صاروخ تجارب، يستخدم لإجراء الأبحاث العلمية، حيث يحمل الأجهزة العلمية الخاصة بدراسات طبقات الجو العليا، ويطلق في مسار لا يصل به إلى مدار حول الأرض.
• أغسطس/ آب 2008: حاولت إيران اختبار مركبة حاملة للأقمار الاصطناعية شبيهة بـ”سميرغ”، أو تعتبر إصدار أولي لـ”سميرغ”، أطلقت عليها اسم “سفير”، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.
• 2009: أعادت إيران المحاولة ونجحت في وضع أول قمر اصطناعي لها في المدارات الأرضية باستخدام مركبة ” سفير” الحاملة للأقمار الاصطناعية، لتصبح بذلك الدولة التاسعة التي تضع قمراً اصطناعياً في المدارات الأرضية باستخدام تقنيات محلية، حيث تستخدم كل من “سفير” و”سميرغ”، محركات من صاروخ “شهاب-3” الإيراني الباليستي متوسط المدى.
• فبراير/ 2010: تحدث الرئيس الإيراني السابق محمد أحمدي نجاد، في العلن، لأول مرة، عن برنامج تطوير مركبة سميرغ، بالرغم من أن المسؤولين الإيرانيين كانوا قد صرحوا في وقت سابق أنهم سيبدأون باختبار المركبة في عام 2010.
• 2016: شرعت إيران في أول اختبار لسميرغ، وأرجع محللون إلى أن هذا التأخير يشير إلى مدى صعوبة التحديات التي واجهتها إيران لتنجح في تطوير مركبات حاملة للأقمار الاصطناعية متعددة المراحل، أو إلى أن ذلك يعود للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران مما يحد من قدراتها لامتلاك التكنولوجيا اللازمة.
ما هي الاختبارات التي خضعت لها مركبة “سميرغ” الحاملة للأقمار الاصطناعية؟
• الاختبار الأول 19 أبريل/ نيسان 2016: تمثل الاختبار في رحلة شبه مدارية خاضها “سميرغ”، إلا أن إيران لم توضح فيما بعد إذا ما كان الاختبار قد نجح أو فشل، ووفقاً لمسؤول أمريكي في البنتاغون قال “إما أن الإطلاق قد فشل، أو أن ذلك كان اختباراً لمرحلة ثالثة”، نسبة إلى أن المراحل المعلنة رسمياً هي مرحلتين.
• الاختبار الثاني 27 يوليو/ تموز 2017: أطلقت إيران “سميرغ” مرة أخرى، انطلاقاً من مركز الإمام الخميني للفضاء في مدينة سمنان شمالي إيران هذه المرة، ووفقاً لمصادر إعلامية فقد كان الاختبار عبارة عن “فشل كارثي”، ومن المحتمل أنه انفجر قبل أن يصل إلى الفضاء، ومن جانبها أكدت القيادة الاستراتيجية الأمريكية أنه لم يتم إطلاق أي قمر اصطناعي من “سميرغ”.
ما هو رد فعل الولايات المتحدة؟
• فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الشركة المصنعة للمركبات “مجموعة شهيد همّت الاصطناعية”، واستهدفت العقوبات 6 مسؤولين في الشركة، وهم المسؤولون عن تصنيع مكونات المركبات، والوقود السائل، وقاذفات الصواريخ.
هل سعت إيران إلى التحصل على مساعدات خارجية/ دولية؟
• تشير بعض الأدلة إلى أن إيران ربما طلبت مساعدات دولية لتطوير المركبة، فخلال المفاوضات النووية ما بين الولايات المتحدة وإيران، ذكرت تقارير أن وكالات الاستخبارات الأمركية لاحظت شحنتين على الأقل من مكونات الصواريخ تم نقلها من كوريا الشمالية إلى إيران بما في ذلك محركات الصواريخ ذات الأقطار الكبرى. كما أكدت تقارير إعلامية، أن الاستخبارات الأمريكية أكيدة أن كوريا الشمالية منحت إيران بيانات التصميم، وتكنولوجيا فصل المراحل، ومعدات التعزيز الخاصة بـ”سميرغ”.
ما وراء الستار.. ما الذي تسعى إيران لتحقيقه من وراء مشروع “سميرغ”؟
• على الرغم من أن “سميرغ” مصمم ظاهرياً لوضع الأقمار الاصطناعية في المدارات، إلا أن مسؤولي الاستخبارات أشاروا إلى إمكانية توظيف التكنولوجيا الخاصة بمحرك المركبة، إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى، حيث أكد تقرير للاستخبارات الأمريكية لعام 2017 في هذا السياق، إلى أن تقدم إيران تكنولوجياً في برنامجها الفضائي، سيقصّر عليها الطريق لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، التي تستخدم عادةً كأسلحة نووية، ذلك لأن مركبات إطلاق الأقمار الاصطناعية، تستخدم تقنيات مماثلة للتقنيات المستخدمة في تصنيع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، مما يجعلها بمثابة منصة اختبار لتطوير الصواريخ الباليستية.
ما هي مزاعم وكالة الفضاء الإيرانية عن “سميرغ”؟
• تسعى وكالة الفضاء الإيرانية، إلى الحفاظ على صورة تؤكد سعيها لتحقيق مساعٍ وأهدافٍ بحثية ومدنية، خاصة تطورها للأقمار الاصطناعية التي تعمل في مجال الاستشعار عن بعد، والذي يعد من أحدث الاختراعات في عالم التقنية الحديثة، والمعني بكشف خبايا كوكب الأرض والفضاء، بالإضافة إلى مركبات إطلاق الأقمار الاصطناعية. ولتعزيز شرعية الوكالة، تشرف عليها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تأخذ التوجيهات من مجلس الفضاء الإيراني، المعروف أيضاً باسم “المجلس الأعلى للفضاء”، والذي يرأسه الرئيس الإيراني بنفسه، بجانب وزير الدفاع.
وفي هذا السياق، شغل وزير الدفاع الإيراني الحالي، حسين دهغان، في وقت سابق، منصب عميد في سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، مما يجعل من مشاريع وكالة الفضاء الإيرانية محط اتهام وشك، إذ يشير المحللون إلى مخاوفهم حول إذا ما كانت وكالة الفضاء الإيرانية تطور، في الحقيقة، صواريخاً باليستية طويلة المدى، تحت ستار “البرامج الفضائية”.
ما هي إمكانيات “سميرغ” إذا كان يستخدم لإطلاق صواريخ باليستية؟
• وفقاً للمحللين، إذا كانت إيران قد استخدمت “سميرغ” كصاروخ باليستي، فمن الممكن أن يبلغ مداه 4000 كيلومتراً وسعة حمولته 1000 كيلوجراماً، مما يمثل حوالي ضعف مدى الصواريخ الإيرانية “شهاب” و”سجيل” والتي تعتبر متوسطة المدى، إلا أن مداه ما يزال قصيراً ليصل إلى القارة الأمريكية، إذ أن هناك علاقة عكسية ما بين الحمولة والمدى، حيث يجب تقليل الحمولة إلى حوالي 100 كيلوجرام، ليصل الصاروخ إلى مدى 5500 كيلومتراً أو أبعد، إلا أن المحللين أوضحوا أنه من غير المحتمل أن يكون “سميرغ” قادراً على الوصول إلى الولايات المتحدة، أي السفر لمسافة تزيد عن 10 آلاف كيلومتر، حتى لو قام المسؤولون بتخفيف الحمولة، ويذكر أن الرؤوس الحربية النووية المصغرة التي تحملها الصواريخ الباليستية، عادة ما تزن حوالي 500 كيلوجراماً أو أكثر.
ما هي أوجه الشبه والاختلاف ما بين “سميرغ” وصاروخ كوريا الشمالية ذو المراحل المتعددة “أونها”؟
• المحركات: المرحلة الأولى لـ”سميرغ” تستخدم مجموعة من 4 محركات من صاروخ “شهاب-3″، شبيهة بالمحركات الأربعة المستخدمة في المرحلة الأولى لـ”أونها” من صاروخ “نو دونغ”.
• مواصفات المحركات: غير متطابقة تماماً، حيث يشير المحللون إلى أن إيران قامت بإعادة تجميع “مواءمة” التصميم ليتناسب مع قدراتها التكنولوجية وأهدافها الهندسية، مما شكل فرقاً ما بين المحركات في “سميرغ” و”أونها”، ومنح تصميم “أونها” الأسبقية خلال مراحله الثلاث، على تصميم “سميرغ” الذي تم حصره لمرحلتين.
• الحجم: يعتبر “سميرغ” أصغر بشكل عام، إلا أن مرحلته الأولى أطول بحوالي مترين عن مرحلة “أونها” الأولى.
• خزانات أكسدة الوقود: تشير نسب الأكسدة المختلفة في خزانات أكسدة الوقود، إلى الاختلاف في توليفات الدفع.
اقرأ المزيد: