https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019

أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ترجمات)

تقوم السلطات الكورية الشمالية بعزل مرضى فيروس كورونا المستجد في أماكن إقامة باهظة الثمن ثم تمرر الفاتورة إليهم، وتطلب منهم دفع تكاليف الحجر الصحي بالكامل قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.

ولم تبلغ بيونغ يانغ عن حالة مؤكدة واحدة بالمرض، لكن خبراء دوليين يعتقدون أنه من غير المحتمل أن لا ينتشر الفيروس هناك، خصوصاً أن الجارة الجنوبية سجلت حالات وفاة وإصابات بالفيروس.

واتخذت بيونغ يانغ إجراءات صارمة للحد من انتشار كورونا خلال الشهر الماضي، بما في ذلك إلغاء الأحداث الكبيرة وإغلاق مقاطعات بأكملها بالقرب من الحدود الصينية.

وتفيد مصادر محلية بأن الناس يتذمرون، لأنهم يرون أن شروط الحجر الصحي للحكومة ما هي إلا “تكتيك” حكومي آخر لاستخراج الأموال من الأشخاص الضعفاء.

وقال أحد سكان مدينة داندونغ الصينية (على الحدود مع كوريا الشمالية) “أتحدث إلى أقاربي الذين يعيشون في سينويجو في كوريا الشمالية وأسمع أخباراً محلية منهم كل يوم”.

وقال المصدر: “تقوم سينويجو حالياً بوضع الحجر الصحي للمرضى المشتبه في إصابتهم بالفيروس في المناطق الريفية خارج المدينة، وتقدم لهم ثلاث وجبات يومياً من الأرز فقط ممزوجاً بالذرة والحساء”. وأضاف أن أحد أقاربه يخضع أيضا للحجر الصحي.

وتابع: “علينا أن ندفع كلفة الغرفة والمأكل طوال فترة الحجر الصحي، وهم يقدمون لنا حساء الرز فقط. إنهم يتقاضون منا خمسة يوان صيني (0.72 دولار أمريكي) في اليوم ويجب دفعه للسلطات بعد إطلاق سراحهم من العزلة”، مشيراً  إلى أن “خمسة يوان تكفي لشراء كيلوغرامين (4.4 رطل) من الأرز في الأسواق المحلية. السكان غاضبون من السلطات لأنهم لا يساعدوننا”. وقال “إنهم يحاولون استغلالنا”.

ووفقاً للمصدر، فإن بعض الأشخاص في الحجر الصحي كانوا هناك لمدة شهرين تقريباً، ويمكن أن يتعرضوا للإفلاس لأنه من المتوقع أن يدفعوا ثمن إقامتهم بالكامل”.

وقال المصدر: “بدأت حكومة بلدية سينويجو في عزل الأشخاص الذين ذهبوا إلى الصين , والذين كانوا على اتصال بهم أو مع أفراد أسرهم اعتبارًا من 20 يناير (كانون الثاني) الماضي”.

واوضح المصدر أنه لم يطلق سراح أي من الذين تم عزلهم حتى الآن، ولكن يجب أن يبدأوا بالخروج في الحادي عشر من هذا الشهر”.

وبحسب المصدر “عندما بدأ الحجر الصحي للمرة الأولى، قالوا إن العزلة ستكون 15 يوماً، ولكن بعد فترة وجيزة، رفعوها إلى 30 يوماً، ثم مرة أخرى إلى 40 يوماً”.

وقال: “إذا تم الإفراج عن الشخص الذي تم عزله في 20 كانون الثاني (يناير) في 11 آذار (مارس)، فإن فترة العزل ستكون 50 يوماً”.

ووصف مصدر آخر ، في داندونغ أيضاً، لوكالة “راديو آسيا الحرة” ظروف القذارة التي يتعرض لها الأشخاص في الحجر الصحي.

وقال: “لا يوجد كهرباء في موقع الحجر الصحي، لذلك يقومون بإضاءة الشموع، والنوم مباشرة بعد العشاء. يتكرر هذا الروتين يوماً بعد يوم ولا يختلف كثيراً عن التواجد في معسكر إصلاحي”.

وتعتبر المعسكرات الإصلاحية من الأمور الشائعة في كوريا الشمالية. ويعاقب المجرمون المدانون حتى في الجرائم البسيطة بشكل روتيني بأحكام الأشغال الشاقة ليقضوا في هذه المرافق.

وقال المصدر الثاني إن الفيروس جعل سينويجو أكثر من مجرد مدينة أشباح.

وتابع: “يقول أقاربي أنه لا يوجد الكثير من الناس في الشوارع هذه الأيام. إنها هادئة بشكل مخيف، حيث لا يوجد الكثير من الناس في الأسواق وفي أماكن أخرى عادة ما تعج بالناس”.

خسائر اقتصادية

وعلى رغم عدم رغبة بيونغ يانغ الواضحة بالاعتراف بوجود الفيروس داخل كوريا الشمالية، أفادت وسائل الإعلام الحكومية الثلاثاء للمرة الأولى أن “جهود الحكومة لمنع انتشار كورونا تعرض البلاد لخطر الخسائر الاقتصادية الفادحة”.

ووفقاً للخبراء الموجودين في كوريا الجنوبية، يكشف تقرير نشر على موقع الدعاية Uriminzokkiri أن كوريا الشمالية غير مؤهلة للتعامل مع التفشي المحتمل للفيروس.

وقال تشو هان بوم، من المعهد الكوري للتوحيد الوطني “حتى الآن، تخفي كوريا الشمالية الحقائق خوفاً من اهتزاز النظام، لكنها الآن تقول الحقيقة”. وتابع: “هذا لأنه من الصعب الحصول على مساعدة خارجية إذا أخفوا الحقائق. إضافة إلى ذلك، قد تكون الحكومة تنشر معلومات بشكل تدريجي لتخفيف حدة الصدمة، لأن استياء الجمهور وتحريضهم قد ينفجر إذا أبقوا الحقيقة مخفية”.

وقال تشو بونغ هيون، مدير معهد البحوث الاقتصادية إن “الكشف يوضح أن اقتصاد كوريا الشمالية قد تدهور إلى درجة يصعب على الناس فيها كسب رزقهم”.

وفي أواخر الشهر الماضي، كشفت كوريا الشمالية للمرة الأولى عن وجود حوالي 7 آلاف شخص تحت المراقبة الطبية داخل حدودها.

مصدر الصورة: رويترز

للمزيد

كوريا الجنوبية تسجل أقل عدد اصابات جديدة بكورونا المستجد في ثلاثة أسابيع