أخبار الآن| دبي ـ الإمارات العربية المتحدة
يشن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم معركة إعلامية للتغطية على سوء إدارته وتصرفه في تفشي فيروس كورونا. ومع ذلك، فإن هذه المعركة لا تسير بشكل جيد، وتضر بمصداقية الصين ومكانتها على الصعيد العالمي. مع مرور الوقت، تظهر المزيد من التفاصيل لتوضح كيف أدى سوء تعامل الحزب الشيوعي الصيني إلى زيادة تفشي الفيروس ليصبح وباءً، وهو تهديد جسيم للصحة العامة والاقتصاد على مستوى العالم.
خسارة موردان حيويان في المعركة ضد الفيروس، الوقت والثقة:
الحزب الشيوعي الصيني أساء التصرف وإدارة الأزمة منذ البداية. في تصرف إيديولوجي شيوعي اعتيادي، اعتبروا أن الفيروس خزيًا للحزب وحاولوا إخفاءه. وأعطى الحزب الأولوية لصورته على حساب الصحة العامة. ونتيجة لذلك، خسرت الصين والعالم أسابيع مهمة للغاية من الوقت، إن لم تكن أشهرا
بعد انقطاع دام أشهر، السلطات الصينية تخفف بعض القيود على المواطنين
بعد انقطاع دام لأكثر من شهر.. هكذا كان أول يوم عمل بـ #الصين في ظل استمرار تفشي #كورونا
بعد أن تحولت الإجازة السنوية التي انتظرها الصينيون إلى كابوس ، خففت السلطات بعض القيود وفرضت إجراءات ترصدها لكم ”أخبار الآن“#coronavirus
للمزيد.. https://t.co/dlzvkxMZJp
إعداد: #محمد_سويلم pic.twitter.com/Y4vq69j3vq— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) March 23, 2020
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ساوثهامبتون البريطانية أنه إذا نفذت الصين التدخلات غير الصيدلانية (إجراءات وقائية يمكن استخدامها للمساعدة في منع أو الحد من انتشار المرض) في وقت أبكر مما فعلت، كان بالإمكان تقليل عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير. التصرف قبل أسبوع واحد يمكن أن يقلل الحالات بنسبة 66٪، ويمكن تقليل الحالات بنسبة إلى 95% إذا تم التصرف بشكل مناسب قبل ثلاثة أسابيع.
إذا استمع الحزب الشيوعي الصيني فقط للأطباء الصينيين في أواخر العام الماضي، كان من المحتمل احتواء الفيروس كمشكلة محلية في مقاطعة أو مقاطعتين صينيتين، ولكان من السهل التحكم به.
الحزب الشيوعي الصيني جعل من المستحيل على خبراء الأمراض المعدية الصينيين القيام بعملهم، وتدخل الحزب في تدابير الاحتواء مثل الحجر الصحي وحظر السفر.
قبل فوات الأوان:
المعاملة الفظة والقاسية التي عامل بها الحزب الشيوع الصيني المُبلّغين الصينيين، فضلًا عن إجراءاته الصارمة لقمع الشفافية، تعني أن جميع المعلومات الواردة من الصين ينظر إليها الآن على أنها مشبوهة.
المصداقية الصينية في حالة يرثى لها. بدون الثقة في الصين، تتعطل المعركة العالمية ضد الوباء. هذا ما حققه الحزب الشيوعي الصيني خلال أشهر.
هل ساعدت الصين العالم؟
لم تكن السرية التي حرض عليها الحزب الشيوعي الصيني ضارة بالصين فحسب، ولكن الإجراءات التي اتخذها الحزب أدت إلى انتشار الفيروس خارج حدود البلاد.
في شهر ديسمبر ويناير، قامت الصين بشراء أي معدات حماية شخصية من أقنعة وملابس كانت متوفرة في الأسواق العالمية.
في وقت كان العالم فيه يستمتع بقضاء العطلات، كان الحزب الشيوعي الصيني مشغولاً بالعمل على حرمان العالم من المعدات الطبية الأساسية التي عرف أنه قريبًا ستحتاجها كل دولة في العالم. ليس ذلك فحسب، بل استولوا على المصانع الأجنبية التي تصنع هذه المعدات حتى يصبح العالم تحت رحمة الحزب الشيوعي الصيني. لم يكن هذا مجرد فعل واحد، وإنما كان جزءًا من سلسلة من الخطوات المتعمدة.
وفي حين أن الحزب الحزب الشيوعي الصيني فرض الحجر الصحي داخل البلاد، استمر السياح الصينيون في التدفق إلى أمريكا وإيطاليا وإسبانيا وبلدان أخرى، وواصل المسؤولون الصينيون رحلاتهم المكثفة لدفع مبادرات “الحزام والطريق”. وواصل الجيش الصيني أيضا اتصالاته والتزاماته الدولية
يزداد اللوم على الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، بسبب الإهمال وحملات التضليل التي قادها ليتملص من مسؤوليته عن تفشي الفيروس
أي صين هي اللطيفة؟
إن العاملين الصينين في الصحة هم اللطفاء، إذ إنهم أول من نبه العالم بأن الوباء قادم، وخاطر عدد لا يحصى من الأطباء والعاملين الصحيين الآخرين في الصين بحياتهم لاحتواء الوباء، وعاملهم الحزب الشيوعي الصيني بازدراء وتجاهل نصائحهم، بل واتخذ إجراءات صارمة ضدهم.
الشعب الصيني لطيف. التضليل والإجراءات المتأخرة التي اتخذتها الحزب الشيوعي للتحكم في انتشار الفيروس، دفّع الناس ثمناً باهظاً بأن أصبحوا أول ضحايا الفيروس. كما ساعدوا في نشره في جميع أنحاء الصين والعالم لأنهم تعرضوا للتضليل من قبل الحزب الشيوعي الصيني.
الحزب الشيوعي الصيني ليس لطيفاً. الدبلوماسيون الصينيون على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الحياة الواقعية يهددون الدول الأخرى لانتقادهم الصين. يفهم العالم الآن أن قروض الحزب الشيوعي الصيني ومشاريع البنية التحتية لم تكن بريئة كما قال.
نشر مسؤولو الحزب الشيوعي الصيني نظريات باطلة ونظريات المؤامرة مثل أن الفيروس جاء من إيطاليا. تضرر الإيطاليون من هذه الادعاءات على الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني أظهر مساعدته لإيطاليا في الإمدادات الطبية والأفراد. يفهم الإيطاليون الآن أن الهدف الحقيقي للمساعدة التي قدمها الحزب الشيوعي هو استغلال شعورهم بالإحباط وخيبة أملهم من الاتحاد الأوروبي.
تنشر وسائل الإعلام المركزية التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي في الصين نظريات مؤامرة خالصة حول كون الفيروس سلاحًا بيولوجيًا. اليوم، تعمل وسائل الإعلام المركزية في الصين وفقًا لمعايير كوريا الشمالية. انضمت وسائل الإعلام الصينية إلى الدعاية الروسية والإيرانية في التقليل من نفسها إلى هذا المستوى.
باحث في علم الفيروسات يتحدث عن كيفية انتشار فيروس كورونا
هل الحيوانات التي تباع بغرض الأكل في #الصين هي السبب؟.. هكذا يفسر العلم نشأة #كورونا
في محاولة لفك شفرات #covid19 يروي الباحث في علم الفيروسات إسلام حسين لـ“أخبار الآن“ تداعيات وأسباب تواجد هذا الوباء#coronavirus
للمزيد.. https://t.co/wvNYDgGKupإعداد: #محمد_سويلم pic.twitter.com/ZlEwG9johM
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) March 19, 2020
وفي الوقت نفسه، طرد الحزب الشيوعي الصيني كبار المراسلين الدوليين في الصين. وكان من بين هؤلاء بعض من أفضل خبراء الصين في العالم، ممن يقرأ كتاباتهم الناس والمسؤولون الصينيون على نطاق واسع، ووجدوها ذات مصداقية. نظرًا لعدم تصديق أي شخص لوسائل الإعلام المحلية، فإن الحزب الشيوعي نفسه الآن سيعاني لمعرفة حقيقة ما يحدث بطريقة تتسم بالمصداقية.
إلى أين يذهب الحزب الشيوعي الصيني؟
في عام 2020، كشفت الأساليب الاستبدادية والأيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني عن أعمق نقاط ضعفه. بالنظر إلى الأضرار التي لحقت بمصالح الصين، لن يكون من المستغرب رؤية معارضة داخلية داخل الحزب الشيوعي الصيني ترفع صوتها. وبالمثل، من المرجح أن يجد عديد من البيروقراطيين والمهنيين ورجال الأعمال طرقًا للمقاومة السلمية حتى لا يتمكن الحزب الشيوعي من الإضرار بالمصالح الصينية والصحة العامة العالمية والاقتصاد العالمي أكثر مما فعل.
إقرأ المزيد :
حملة تضليلية للحزب الشيوعي الصيني للتغطية على تعامله السيئ مع انتشار فيروس كورونا