أخبار الآن| كابول – أفغانستان
تبنى تنظيم داعش الهجوم الذي استهدف صباح اليوم الأربعاء معبداً للأقلية السيخ في قلب العاصمة كابول ما أسفر عن قتل 25 شخصاً على الأقل.
وكالة أعماق، ذراع داعش الإعلامية، قالت إن الهجوم كان “انغماسياً”. في وقت لاحق نشرت قنوات داعش اسم الانتحاري الذي نفذ الهجوم، وقالت إن “أبا خالد الهندي” هاجم المعبد “ثأراً للمسلمين في كشمير.”
السلطات الأمنية قالت إن مسلحين هاجموا معبد (غوردوارا) في ناحية (شور بازار) في كابول القديمة في حوالي الثامنة صباحاً. في المعبد يعيش حوالي ١٥٠شخصاً من السيخ منهم أطفال ويعتادون الاجتماع للصلاة مبكراً. السيخ الأفغان لا يتجاوز تعدادهم ٣٠٠ عائلة.
السلطات الأفغانية حاصرت المكان واشتبكت مع المسلحين فيما حاولت إنقاذ العالقين هناك. بعد ست ساعات تقريباً أعلنت السلطات انتهاء العملية.
طالبان، وفي تغريدة على تويتر من حساب الناطق باسم الجماعة ذبيح الله مجاهد، سارعوا صباحاً لنفي أي علاقة لهم بالهجوم . في الماضي كانت جماعة طالبان تطلب من السيخ وضع أربطة صفراء على أذرعهم لتمييزهم.
وكان تنظيم داعش احتفى بهجماته الأخيرة في أفغانستان. في 6 مارس هاجم انتحاريان داعشيان حفلاً حضره مسؤولون حكوميون بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لقتل عبدالعلي مزاري زعيم حزب الوحدة، وهو من الأفغان الشيعة.
وبعد ذلك بثلاثة أيام، قال داعش إنه أطلق الصواريخ على القصر الرئاسي في كابول أثناء أداء أشرف غني القسم رئيساً للبلاد.
في صحيفة النبأ الأسبوعية التي تصدر عن ديوان الإعلام المركزي، قال داعش إن هذه الهجمات تمثل “عودة قوية” للتنظيم و”ربيعاً للجهاد في خراسان” واعتبر أن معانيها كبيرة ليس فقط بالنظر للمقارّ المستهدفة وإنما أيضاً بالنظر إلى اتفاق طالبان مع الولايات المتحدة وتآكل فرص القاعدة في البقاء في أفغانستان. داعش يسوّق نفسه هذه الأيام على أنه وحده الذي يحمل لواء الجهاد!
سلسلة الهجمات التي يتبناها داعش ستشكل حرجاً ومشكلة حقيقية لـ طالبان التي تريد تثييت اتفاقها مع الولايات المتحدة المُبرم في ٢٩ فبراير. فأساس الاتفاق هو تعزيز الأمن في البلد المنهك. ومسارعة طالبان لنفي علاقتها بالهجوم على المعبد السيخي يشي بأنها متخوفة من مجرد الإيحاء بعودتها سيرتها الأولى خاصة مع تعثر المفاوضات مع الحكومة الأفغانية على حلّ نهائي وتهديد واشنطن بحجب منحة مقدارها مليار دولار.
من ناحية أخرى، هجمات داعش تُظهر ضعف القاعدة الذين باركوا اتفاق طالبان من دون أن تتضح طبيعة العلاقة التي ستكون بين الطرفين. فالطالبان مطالبة بألا تسمح للقاعدة بالوجود على أرضها. وهكذا، ربما سيجدُ الظواهري ومن معه ملتجاً في الهند (إمارة شبه القارة الهندية). ومن هذا الهجوم الأخير يتضح أن داعش بات يزاحم الظواهري هناك أيضاً عندما عنونوا الهجوم بـ “الثأر للمسلمين في كشمير.”
اقرأ المزيد: