أخبار الآن | الصين (صحيفة الغارديان)
يسعى الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إلى إثارة نوع من عدم الثقة في الأجانب الذين يعيشون في ذلك البلد، كجزء من محاولة لإعادة بناء سمعة شوهتها أزمة فيروس كورونا، وتعامل بكين “السيئ” مع بداية تفشي الوباء.
صحيفة “الغارديان” البريطانية، أوردت تقريرا تحدث عن مخاوف من تصاعد حدة عدم الثقة بالأجانب القاطنين في الصين على اعتبار أن أغلب إصابات فيروس كورونا التي تسجل في الوقت الحالي، هي لأشخاص اتوا من خارج الصين.
وتقول الصحيفة في تقريرها: “يرون عيوني الزرقاء ثم يقفزون إلى الوراء… الصين تعيش موجة جديدة من رهاب الأجانب”.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، وبالتزامن مع الإعلان عن حالات جديدة مصابة بفيروس كورنا، لاحظ الأجانب الذين يعيشون في البلاد تغييرًا في نظرة الصينيين لهم. لقد تم إبعادهم عن المطاعم والمتاجر وصالات الرياضة والفنادق، وتعرضوا لمزيد من الفحص، وبدء السكان المحليون بتجنبهم في الأماكن العامة.
وقال “أندرو هوبان”، وهو من أصل أيرلندي ويعيش في شنغهاي لصحيفة الغارديان: “عندما أمشي بجوار شخص ما، وبمجرد أن يرى لون عيني الأزرق يقفز إلى الوراء”.
وتصف الصحيفة البريطانية تجارب الأجانب في الصين، من محرج اجتماعيًا إلى كره لهم. وتورد مثلاً عن أمريكي شُوهد مع مجموعة من الأجانب في حديقة ببكين، وما ان شاهدته امرأة صينية حتى سارعت بامساك طفلها والجري به في الاتجاه الآخر.
ولم يقف الحد عند التخوف من الأجانب، بل زاد إلى حملة يديرها الحزب الشيوعي الصيني لمحاول التستر على فشله في التعامل مع بدء تفشي الفيروس. فعلى سبيل الثال أطلق الحزب عبر أحد المواقع الصينية لفظ “القمامة الأجنبية” على الأجانب، وأورد ذلك الموقع صورة لسفينة مكدسة أمام السواحل الصينية وعنوان رئيس حمل جملة: “احذر من تفشي ثاني لكورونا بدءً من القمامة الأجنبية.”
في الأيام السبعة الماضية، أبلغت الصين عن تسجيل ست حالات مصابة بكورونا محلياً، في حين ابلغوا عن تسجيل ما يقارب من 600 حالة تم تسجيلها لأشخاص قادمين من الخارج، وهو ما زاد من مشاعر العداء للأجانب والتي يحاول الحزب الشيوعي الصيني تأجيجها منذ سنوات.
ونقلت الصحيفة عن “جيريما جين”، المؤرخ الأمريكي المقيم في بكين: “هناك تأثر بما تعلنه السلطات عن كورونا… إذا عاد الوباء للتفشي مجددا في الصين فسيلام الأجانب”.
يوم السبت الماضي، أغلقت البلاد مؤقتًا حدودها أمام جميع الوافدين الأجانب. كما أمر المسؤولون شركات الطيران المحلية بالحفاظ على مسار واحد فقط لكل دولة في الأسبوع.
محللون استغربوا تركيز بكين على الأجانب، وهو أمر مثير للدهشة بالنظر إلى أن 90% من الإصابات المستوردة كانت لحاملي جوازات سفر صينية، وذلك وفقا لمكاتب وزارة الخارجية الصينية ذاتها.
وتورد الغارديان مثالا آخر عن العنصرية التي يتلقاها الأجانب في الصين، فتروي كيف أجبر زوجان أفريقيان في بكين على الانتظار لمدة ساعتين في مطعم قبل أن يتم اجابة طلبهما.
ويقول “روناكو سيلينا” وهو مؤسس مشارك في شركة Black Livity China، التي توثق تجارب الأفارقة والسكان المنحدرين من أصل أفريقي في الصين: “إن الجمع بين المواقف الموجودة مسبقًا تجاه الأفارقة، بالإضافة إلى هذه الموجة الجديدة من الخوف من الأجانب، يجعل الأمور أسوأ في الصين”.
وقال “ديفيد ألكسندر” وهو أمريكي يعيش في مقاطعة “جيانغسو” الجنوبية، إن “زملائه من الصينيين نصحوه بالابتعاد عن الأجانب. وأضاف: “في متجر الأسبوع الماضي، انتظر زوجان حتى مغادرتي قبل الدخول… هناك شعور بالخوف من الأجانب”.
ووصفت مهندسة برمجيات بريطانية كندية تعيش في “شنتشن” أن الشرطة أوقفتها عدة مرات وطلبت أوراقها، وهو أمر لم يحدث من قبل.
وقال “كريس ليموس”، وهو أمريكي يعيش في شنغهاي، إنه “عند جلوسي على أحد مقاعد المترو الأسبوع الماضي، تفاجأت بانتقال امرأة إلى الجانب الآخر من العربة”.
يضيف ليموس للغارديان، “لقد كنت مع الصينيين لأكثر من 3 أشهر في الحجر الصحي، لقد كنت معهم في الخنادق”.
الأخطر وفق ماترويه الغارديان، يكمن في ترويج بكين لحملة العداء ضد الأجانب إلى خارج الصين. وشهدت بالفعل فيتنام وتايلند أحداثا مشابهة.
وتختتم الصحيفة البريطانية تقريرها، بما افصح عنه بعض المقيمون الأجانب في الصين، وحديثهم عن عدم الشعور بالأمان، مؤكدين أن نبذ المجتمع الصيني لهم بعد أن عاشوا في البلاد لسنوات بات أمرا يثير الإحباط.
أقرأ أيضا: