أخبار الآن ا لندن – المملكة المتحدة (The Independent)

اعتبر تقرير جديد صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم أن الدولة التي بدأ فيها تفشي المرض كان يجب أن تلعب دورًا رائدًا في جمع البيانات ومشاركة أبحاثها مع الدول الأخرى للمساعدة في السيطرة على انتشار كوفيد-19، متهماً بكين بالمشاركة في ” التعتيم “بدلاً من الشفافية.

ولم يقتصر اتهام التقرير الذي نشرت معلومات عنه صحيفة الإندبندنت البريطانية على النظام في الصين بل وجه أصابع الاتهام إيضا إلى كل من روسيا وإيران كونهما يعتمان على تجاربهما مع الكارثة العالمية، داعيا الحكومة البريطانية إلى “مواجهة ودحض” كذب القوى الأجنبية.

وانتقد التقرير الذي اصدرته لجنة يرأسها  النائب المحافظ توم توغندهات ، الصين، كونها “سمحت بانتشار عملية تضليل المعلومات بسرعة انتشار الفيروس”.

المغرد انزو مازاك يرد على تغريدة لحاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الذي مدح الحكومة الصينية لأنها سمحت بمرور 1000 جهاز تنفس من الصين إلى أمريكا بالقول “هل تشكرهم لأنهم تسببوا بمقتل أبناء شعبك؟”

https://twitter.com/EnzoMazak/status/1246630508965945344

وتقول اللجنة: “بدلاً من مساعدة البلدان الأخرى في الاستعداد لرد سريع وقوي، من الواضح بشكل متزايد أنها تلاعبت بمعلومات حيوية حول الفيروس من أجل حماية صورة النظام”.

وأضافت: “تحتاج الحكومة إلى معالجة هذه الأكاذيب برد واضح وسريع، والعمل مع حلفائنا لإظهار جبهة موحدة في مواجهة الحقائق الزائفة والتضليل المميت.”

ويستشهد تقرير اللجنة بالحالة المأساوية للدكتور لي وينليانغ ، الطبيب في ووهان الذي أثار ناقوس الخطر بشأن المرض الجديد لأول مرة واضطر إلى الاعتراف بـ “إبداء تعليقات كاذبة” من قبل الحكومة الشيوعية في البلاد قبل وفاته بسبب الفيروس نفسه في فبراير.

ويذكر التقرير أن “مثل هذا التضليل المتعمد لمنظمة الصحة العالمية والعلماء في البلدان الأخرى يحجب التحليل في المراحل المبكرة الحرجة للوباء”.

المعلق السياسي الأمريكي والشخصية التلفزيونية المعروفة أريك بولنغ يقول في تغريدة ردا على تغريدة لهو زين وهو رئيس تحرير النسختين الانكليزية والصينية لصحيفة غلوبال تايمز الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني “عندما تخبرنا ووهان بامانة عن العدد الحقيقي للوفيات والإصابات والقصة الحقيقية للأطباء الذين حاولوا تحذير العالم، فحتى ذلك الوقت فمصداقيتك صفر ولامنصات لك هنا. مضيفاً وهو يخاطب منظمة الصحة العالمية (WHO): يجب أن تخجلوا بسبب قراراتكم المميتة”

وأشار التقرير إلى أن عملية التضليل حول فيروس كورونا (كوفيد-19) كلف بالفعل أرواحا، مشدد على ضرورة أن تصدر الحكومة رسائل واضحة وشفافة في الداخل لمواجهة ودحض المعلومات المضللة التي تنشرها أطراف أجنبية.

كذلك طالب التقرير أن تعمل الحكومة البريطانية بشكل وثيق مع حلفائها لتكوين جبهة موحدة بحسب المستطاع، والمساعدة في ضمان عدم قيام الدعاية والمعلومات السيئة بالمساس بجهود البحث الدولي الحيوية.

“مجموعة العشرين للصحة العامة”

ولعل أبرز ما جاء في التقرير من توصيات تمثل بالدعوى إلى تأسيس “مجموعة العشرين للصحة العامة” لتمكين التعاون بين الباحثين الخبراء في جميع أنحاء العالم ، حتى في غياب قيادة سياسية موحدة، بهدف الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلا.

وكتبت اللجنة “من الواضح أن المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف القائمة ، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ، لا تحقق التعاون الدولي اللازم لمكافحة جائحة عالمي”، مضيفة ان “على الرغم من أن الحكومة تركز بشكل صحيح على حل الأزمة الحالية ، إلا أنه سيكون من الخطأ الكارثي عدم إعطاء الأولوية لتعلم الدروس من هذا الوباء وتنفيذها قبل المرحلة التالية”.

وتتبع توغندهات أحكام لجنته في افتتاحية لصحيفة (ذا ميل) يوم الأحد، داعياً بريطانيا إلى إعادة تقييم علاقتها مع الصين في أعقاب تفشي المرض.

وقال “هل نريد استيراد نظام القيم الاستبدادي الصيني ومنتجاتها؟ أم يجب أن نعمل مع دول أخرى حرة ونقلل اعتمادنا المتزايد على هذه الديكتاتورية؟”.

وأضاف “مثل جميع الأنظمة الاستبدادية ، فإن الحكومة الصينية ضعيفة في الأساس. إنها تعتمد على مخزون سام من الأكاذيب والخوف للحفاظ على القوة والسيطرة على شعبها ولهذا السبب أخفت الحقيقة منذ لحظة إصابة الفيروس لأول مرة. ”

وتابع توغيندات: “لا تخطئوا ، فالصين مصممة على إنشاء نظام عالمي جديد مع وجودها في القمة”. “بينما تركزت طاقتنا السياسية على الخلافات الإقليمية، كان قادة الصين يخططون على الصعيد العالمي، وفي حين كنا نحاول بيأس استعادة السيطرة من بروكسل (في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي الذي مقره في العاصمة البلجيكية)، تجاهلنا قيام الحكومة الصينية بإحكام سيطرتها “.

مصدر الصورة: Getty Images

اقرأ أيضا:

سيناتور أمريكي يدعو العالم لإرسال فاتورة إلى الصين بسبب ”كورونا“