أخبار الآن | بكين – الصين (وكالات)
أنفقت بكين المليارات بهدف كسب الأصدقاء في العالم، والتأثير على السياسة في أفريقيا، لكن الفيروس يهدد بقضاء سنوات من العمل المشترك، إذ أحدث الفيروس التاجي ردة فعل متنامية تهدد بتفكيك العلاقات التي زرعتها بكين بعناية على مدى عقود.
في السياق، أنفقت الصين هذه المليارات التي لا تحصى في أفريقيا منذ ظهورها كقوة عالمية، وحاولت الاستثمار في مواردها الطبيعية، من ضمنها مشاريع البنية التحتية الضخمة وغيرها، بالإضافة إلى إغراء قادتها.
ورغم ذلك، شكل الغضب من سوء معاملة الصين للمواطنين الأفارقة الذين يعيشون في البلاد، إحباطاً من موقف بكين بشأن ذلك، إذ أشار أفارقة مقيمون في مدينة كانتون في جنوب الصين إلى إنّهم منعوا من دخول المتاجر وطردوا من مساكنهم وفرض عليهم حجر تعسّفي، في وقت دانت الولايات المتحدة بشدة “إرهاب السلطات الصينية تجاه الأفارقة”.
وكتبت مجموعة من السفراء الأفارقة الساخطين في بكين، رسالة شكوى إلى وزير الشؤون الخارجية الصيني، وانغ يي، من طرد مواطنين من توغو ونيجيريا وبنين يعيشون في جنوبي الصين، في المنازل التي خضعت هناك لفحوص فيروس كورونا.
وأعلنت الصين أنّها سيطرت إلى حدّ كبير على فيروس كورونا، لكنّ اكتشاف عدد من الإصابات في صفوف الجالية النيجيرية أدى إلى موجة تمييز بحقّ الأفارقة، وفق ما قال بعضهم لوكالة الأنباء الفرنسية.
مواجهة دبلوماسية
هذا الفعل واجه تحدياً كبيراً الأسبوع الماضي، بشأن علاقة الصين بهذه الدول، وما فعلته من أجل التأثير في إفريقيا، وجرى تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر الأشخاص المنحدرين من أصل افريقي، وهم يطردون من قبل السلطات الصينية من منازلهم، مما أدى إلى مواجهة دبلوماسية نادرة بين المسؤولين الصينيين والأفارقة.
هذه التفاصيل ذكرها موقع (politic)، الذي أطلع على المذكرة أيضاً، وأشار إلى أنه جرى سحب الرجال من عائلاتهم، ووضعوا في الحجر الصحي في الفنادق وحدها.
وفي حين يتوقع أحداً أن تفقد الصين مكانتها كأكبر مقرض وشريك تجاري لأفريقيا، يقول محللون ودبلوماسيون أفارقة، “إن هناك احتمالاً واضحاً لإحداث ضرر دائم في العلاقة”.
وقالوا إن إحجام الصين عن الموافقة على قرار مجموعة العشرين، الخاص بتعليق مدفوعات ديون أفريقيا حتى نهاية العام أدى إلى تفاقم الشعور بالإحباط تجاه هذه العلاقة.
شكوك في العلاقة مستقبلاً
هذا التصرف من قبل الصين، دفع، مسؤول نيجيري، لاستدعاء السفير الصيني تشو بينججيان، إلى مكتبه حيث أعرب عن استيائه من طرد رجل نيجيري من منزله.
وتصاعد التوتر في كانتون، حيث تعيش 15 مليون نسمة، بعدما اكتشفت السلطات المحلّية ثمانية أشخاص على الأقل يحملون الفيروس زاروا دائرة يويشو إذ تقيم جالية إفريقية كبيرة.
ويشير الموقع، إلى أنّ إن مدى الضرر الذي ستلحقه الأحداث الأخيرة بالعلاقات السياسية والتجارية، التي جعلت من الصين أكبر شريك تجاري للصين في إفريقيا غير واضح.
وقال دبلوماسي أفريقي كبير في الاتحاد الأفريقي، تحدث للموقع، بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للقضية، “عندما يتعلق الأمر بالصين، أشك في أننا سنرى مشاكل طويلة الأمد”.
مصدر الصورة: Reuters
للمزيد:
بريطانيا: لا نستطيع العودة للعمل كالمعتاد مع الصين بعد ”كورونا“