أخبار الآن|دبي -الإمارات العربية المتحدة
لسنوات، سعت الصين إلى تعزيز تغلغلها في القارة الإفريقية بهدف إيجاد مناطق نفوذ وتأمين تدفق النفط وإنشاء أسواق واسعة لمنتجاتها
وحققت بكين مكاسب وبنت جسور ثقة مع الأفارقة من خلال تقديم خدمات وقروض ومشاريع صناعية وتنموية، ولا شك أن هذه السياسة لها غاية غير معلنة
لكن وباء كورونا، ظهر الوجه القبيح للصين وكشفت عن العنصرية في أجزاء من مجتمعها تجاه المهاجرين السود من أفريقيا وفي حالات معينة ، ظهرت العنصرية والتمييز في تصرفات السلطات.
وفي أوائل أبريل، أُجبر عدد من أفراد الجالية الإفريقية في “غوانغتشو” الصينية على الحجر الصحي أو النوم في الشوارع، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام.
Human Rights Watch calls on #China to end discrimination against Africans: “Chinese authorities claim ‘zero tolerance’ for discrimination, but what they are doing to Africans in #Guangzhou is textbook case of that,” @hrw @aiww #Beijing #CCP #XiJinping https://t.co/X3tDW81gFQ
— Ronan Leo Tynan (@RonanLTynan) May 8, 2020
وقيل في وكالات الأنباء إن تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا لدى الجالية النيجيرية كان وراء تنامي حالة من التمييز العنصري ضد الأفارقة في الصين .
وبات الأفارقة هدفا للاشتباه وتعرضوا لعمليات الإخلاء القسري والحجر التعسفي واختبارات فيروسات الشامل في الوقت الذي تكثف فيه البلاد حربها ضد الإصابات المستوردة.
وكانت غوانغتشو قد أكدت تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا، منها حالات لأفارقة، ما أدى إلى تحول الأفارقة إلى أهداف للشك وعدم الثقة والعنصرية في الصين.
وعلى الرغم من أن الكثيرين لم يغادروا الصين، إلا أنهم وضعوا تحت الحجر التعسفي في المنزل أو في الفنادق واعتقد الأفارقة أن هذه التدابير تستهدفهم بشكل خاص وغير عادل.
ولم تتوقف اهانة الأفارقة عند هذا الحد، إذ نشر العديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين تعليقات عنصرية ودعوا إلى ترحيل جميع الأفارقة.
It is not our Tanzanian-ness, Kenyan-ness, Angola-ness or Ugandan-ness that matters. It is our African-ness. When the Chinese are punishing Africans in Guangzhou during this period, they make no distinction between Ghanaian or Nigerian or Kenyan,all they see is our black skin.
— Mordecai Muriisa ™️ (@MordecaiMuriisa) May 6, 2020
وقبلها، انتشر رسم كاريكاتوري مثير للجدل يصور الأجانب على أنهم أنواع مختلفة من القمامة يتم فرزها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقتها، اعترفت وزارة الخارجية الصينية على لسان متحدث باسمها بأنه كان هناك بعض سوء الفهم مع المجتمع الأفريقي.
الدول الافريقية لم تبقَ صامتة إزاء هذا الازدراء واعمال العنصرية ضد الأفارقة، فكان ردها قويا على سوء معاملة الأفارقة السود .
وكتب سفراء أفارقة في الصين إلى وزير خارجية البلاد بشأن ما سموه التمييز ضد الأفارقة، قائلين إن الأفارقة يتعرضون لسوء المعاملة والتحرش.
وأشارت مذكرة السفراء إلى أن التمييز خلق انطباعًا خاطئًا بأن الأفارقة ينشرون الفيروس.
The Chair of the African Union Commission, "Moussa Faki Mahamat", on Sat summoned the Chinese🇨🇳ambassador to the African Union, Liu Yuxi, to express extreme concern at allegations of maltreatment of Africans in #Guangzhou and called for immediate remedial measures @AUC_MoussaFaki pic.twitter.com/1XfmJmWaQz
— Africa Updates (@africaupdates) April 11, 2020
وطالب السفراء الأفارقة في بكين بوقف الاختبارات الاجبارية والحجر الصحي و المعاملات اللاإنسانية الأخرى التي يتم تقديمها للأفارقة على الفور .
من جهته، أعرب الاتحاد الإفريقي السبت عن “قلقه العميق” حيال وضع الأفارقة ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد على تويتر إلى اتخاذ تدابير تصحيحية فورية .
موجة الردود المستنكرة لتصرفات الصين ازاء الافارقة السود أحرجت الحكومة الصينية وقالت إنها تعامل جميع الأجانب بمساواة .
ومن المرجح مستقبلا وبطريقة ما قد تتأثر صورة الصين والمزايا الدبلوماسية المحصلة من خلال الدعم الأفريقي لها وقد ينعكس ذلك سلبا على المنافسة الدبلوماسية مع تايوان.
مصدر الصورة: رويترز
إقرأ أيضا: