أخبار الآن | فنزويلا – وكالات
وصلت، صباح اليوم الجمعة، ناقلة نفط إيرانية تعتبر الرابعة من نوعها، إلى المياه الإقليمية لفنزويلا التي تعاني من نقص شديد في الوقود. الأمر هذا كشفته تغريدة نشرها الأسطول الفنزويلي على حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، إذ أوضحت أنّ “ناقلة النفط الرابعة فاكسون، دخلت المياه الإقليمية الفنزويلية من دون حدوث أي مشاكل”. وكانت الناقلات الـ3 السابقة “فورتشن” و “فورست” و “بيتونيا”، قد وصلت إلى فنزويلا في وقت سابق، من أصل 5 ناقلات، لتزويد فنزويلا بالبنزين.
في الظاهر، يمكن اعتبار القرار الإيراني بشأن إمداد فنزويلا بالوقود هو عملٌ بائس، لا سيما أنه لن يدوم طويلاً. فإيران وفنزويلا تسعيان لمساعدة بعضهما البعض في ظلّ ركوعهما بسبب العزلة الدولية، لا سيما أنهما تعرضتا لعقوبات اقتصادية قاسية كان لها تأثير مدمر على اقتصاد كلّ منهما.
ففي فنزويلا، فإنّ الحكومة تجد نفسها في أمسّ الحاجة لأي شكل من أشكال المساعدة الاقتصادية لتجنّب الاحتجاجات المتزايدة المناهضة للحكومة. ولذلك، فإنّ الحكومة الإيرانيّة التي واجهت احتجاجات مناهضة للنظام، عرضت المساعدة على فنزويلا من خلال ارسال ناقلات من الوقود إليها، وما حصل تعتبرُه حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو انتصاراً لها في ظل العقوبات.
وبحسب التقارير، فإن مقاتلات فنزويلية رافقت القافلات الإيرانية في المحطة الأخيرة من رحلتها لحمايتها من أي تدخل عسكري محتمل من جانب الولايات المتحدة، التي حذرت بدورها، الشهر الماضي من رحلات مشبوهة بين طهران والعاصمة الفنزويلية، وسط تقارير عن دفع فنزويلا “ذهباً” لإيران مقابل شحنات النفط.
وحينها، أبلغت مصادر وكالة “بلومبيرغ” أن “مسؤولين حكوميين كدسوا نحو 9 أطنان من الذهب، أي ما يعادل 500 مليون دولار، على متن طائرات متجهة إلى طهران في أبريل/نيسان الماضي، كدفعة مقابل مساعدة إيران في إحياء مصافي البنزين المعطلة في فنزويلا”.
وتركت تلك الشحنات التي أسفرت عن انخفاض مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في فنزويلا، البلد مع 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة الصعبة، وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود.
وعلى الرغم من أن فنزويلا تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، إلا أنّ إنتاجه شهد تراجعا كبيراً، بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على البلاد، بحسب السلطات الفنزويلية. غير أن خبراء يقولون أن سبب ذلك هو خيارات سياسية خاطئة ونقص الاستثمارات والفساد. وواقعياً، فإن فنزويلا لم تعد تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط ” أوبك”.
ونتيجة لذلك، فقد أصبحت مصافي النفط الوطنية متهالكة لدرجة أنها لم تعد قادرة على إنتاج البنزين للاستهلاك المحلي، وقد ترك ذلك كاراكاس في وضع مهين حيث اضطرت إلى استيراده من دول أخرى مثل إيران. وعلاوة على ذلك، فقد أدت أزمة الوقود الحادة في البلاد إلى زيادة القلق الشعبي من إدارة مادورو.
ففي الأسابيع الأخيرة، أصبحت الأزمة حادة لدرجة أن الناس يقضون أياماً يصطفون في محطات البنزين، كما الكثير منهم يضطرون إلى السير مسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم. وفي السوق السوداء، يتمّ بيع ليتر الوقود بثلاثة دولارات، وهو سعر مرتفع جداً نظراً إلى شبه مجانية الوقود الذي تحتكره الدولة. ولذلك، فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة، وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار إنتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات. ومن دون محروقات، النشاط الاقتصادي متعثّر.
وبينما سيساعد التسليم الإيراني في تخفيف النقص على المدى القصير، فمن غير المرجح أن يوفر ذلك حلاً طويل الأمد لصعوبات مادورو. ويعتقد خبراء النفط أن إيران كانت قادرة فقط على القيام بعمليات التسليم، لأن نقص الطلب المحلي على الوقود في إيران بسبب جائحة “كورونا” يعني أن لديها فائض نادر من الإمدادات. إلا أن هذا الأمر سينتهي عندما تبدأ البلاد بالعودة إلى وضعها الطبيعي، وبالتالي ستصبح قدرة إيران محدودة على إرسال المزيد من الصادرات النفطية إلى فنزويلا. وإثر ذلك، فإنّ البلاد ستعاني من أزمة كبيرة، خصوصاً أن إنتاجها النفطي محدود، وبالتالي فإن المساعدات الإيرانية الحالية لن تنفذها طويلاً.
وتأتي عمليات تسليم المحروقات الإيرانية لفنزويلا، في وقت عاد التوتر ليخيّم على العلاقات بين طهران وواشنطن. وصرّح رئيس القيادة الأمريكية الجنوبية في منقطة الكاريبي الأدميرال كريغ فالر أن “واشنطن تتابع بقلق أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا”، من دون ذكر ناقلات النفط الإيرانية.
كيف رد العراقيون على رفع صور شخصيات إيرانية
أبدى مواطنون عراقيون رفضهم الكبير لنشر صور المرشد الإيراني على خامنئي وزعماء ميليشيات موالية لإيران أمثال حسن نصر الله وعبد الملك الحوثي في شوارع مُدنهم، فيما حمل بعضهم ساسة البلاد مسؤولية فسح المجال للحرس الثوري الإيراني بنقل أدبياته إلى الأراضي العراقية.
مصدر الصورة: getty
للمزيد:
إيران تعلن أنها ستواصل أنشطتها النووية رغم العقوبات الأمريكية الجديدة