أخبار الآن | كوريا الشمالية – dailynk
كشف مسؤول حكومي رفيع المستوى في كوريا الشمالية أنّ “كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، تتخذ موقفاً متشدداً ضد كوريا الجنوبية، كجزء من الجهود لتوسيع إنجازاتها الثوريّة”، وهو مقياس رئيسي للقيادة في البلاد. وقال المصدر: “كيم يو جونغ لا يمكنها حكم البلاد من الجيش مثل شقيقها. لذا، فهي توسع سلطتها من خلال إدارة الدعاية والتحريض مثل والدها كيم جونغ إيل”.
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جون أون قد التحق بجامعة كيم إيل سونغ العسكريّة من العام 2002 إلى العام 2007 للتعرف بشكل أفضل على جيش بلاده. وكجزء من الجهود المبذولة لإعداده لتولي قيادة البلاد، جرت تسميته “جنرالاً بجيش الشعب الكوري” في سبتمبر/أيلول 2010، أي قبل عام على وفاة والده. وفي وقتٍ لاحق، عزّز كيم مكانته كخليفة لوالده من خلال قيادة وحدة عسكريّة.
إلا أن شقيقته كيم يو جونغ، تفتقر إلى الخلفيّة العسكرية، ما يعني أنها اضطرت لاكتساب السلطة السياسيّة من خلال طرق أخرى. ووفقاً لمصادر صحيفة “ديلي إن كي”، فإن “كيم ركّزت على تحقيق إنجازات ثورية من خلال أنشطة تركز على كوريا الجنوبية، والتي يمكن تصويرها على أنها انتصارات لشعب كوريا الشماليّة”.
وتحرّكت البلاد لتوسيع “إنجازات كيم يو جونغ الثورية”، بعد أن عانى شقيقها من مشاكل صحيّة في أبريل/نيسان الماضي، في حين أنه ممنوع على أي شخص في كرويا الشمالية أن يفترض أن المرشد الأعلى سيموت أو حتى الإستعداد لمثل هذا الاحتمال. تقول مصادر “ديلي إن كيه” أنّ “كيم جونغ أون نفسه شعر بالحاجة للإستعداد لمثل هذا السيناريو”. وفي الواقع، عندما عانى كيم جونغ ايل من مشاكل صحية في العام 2008، ورد أنه اتخذ تدابير لضمان وجود خطّة خلافة له.
ووفقاً للمعطيات، فإنّ السلطات الكوريّة تشعر بالحاجة لتعزيز الإنجازات الثوريّة لكيم يو جونغ بسرعة، وذلك لتعزيز سلطتها داخل الحزب الشيوعي الكوري الشمالي والمنظمات الأخرى، بما في ذلك رابطة شباب كيميلسونجيست – كيمجونجيليست، وهي منظمة شبابية كورية شمالية. الأمر هذا يفسّر لماذا اتخذت كيم يو جونغ موقفاً متشدداً تجاه كوريا الشمالية فجأة.
وبعد أن أصدرت كيم يو جونغ بياناً شديدة اللهجة بحق الشطر الجنوبي على خلفية إرسال ناشطين منشورات مناهضة لبيونغ يانغ عبر الحدود، جرى اصدار بيان آخر تعهدت فيه شقيقة الزعيم الكوري بإغلاق مكتب الإتصال بين الكوريتين. وفي 9 يونيو/حزيران، أبلغت كوريا الشمالية نظريتها الجنوبية أنها ستعاملها الآن كـ”عدو”.
كذلك، فقد لوّحت كيم أن الجيش الكوري الشمالي سيمنح اتخاذ الخطوة المقبلة ضد كوريا الجنوبية. وأمس ، فجّرت كوريا الشمالية مكتب الاتصال المشترك مع الجنوب الواقع في أراضيها قرب بلدة كيسونغ الحدودية. وكان الموقع، الذي يوجد في أراضي كوريا الشمالية، قد افتتح في 2018 لمساعدة الكوريتين على التواصل.
ويقول المراقبون إنّ “استخدام كوريا الشمالية مسألة إرسال منشورات مناهضة لها كذريعة لاتخاذ موقف متشدّد ضد كوريا الجنوبية، واتخاذ موقف متشدّد بسرعة، يُظهر مدى قلق السلطات الكورية الشمالية”. تفيد مصادر “ديلي إن كيه” بأنّ “كيم يو جونغ، تحتاج إلى تحقيق شيء يعطيها دعم الشعب بأكمله، وتركز السلطات على تعزيز إنجازات السيدة لدى أعضاء الحزب وأفراد الجيش والشعب، لمنع الزعماء الثوريين من التسبب بأي مشاكل”. والزعماء الثوريون هم أعضاء رئيسيون في الحزب الشيوعي والجيش والوكالات الحكومية الأخرى، والذين يعترفون بسلطة كيم في إصدار أوامر قائمة على الأيديولوجية، لكنهم يعتقدون أنها لا تملك الخبرة لإدارة تعقيدات شؤون الدولة.
كيم يو جونغ ليست خليفة لشقيقها؟
ومع هذا، فقد صرح العديد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى في كوريا الشمالية لـ”ديلي إن كيه” أن “تحركات إدارة الدعاية والتحريض لتوسيع سلطة كيم لا تهدف إلى تعيينها كخليفة لشقيقها”.
ويعتقد هؤلاء المسؤولون رفيعو المستوى أن “الوريث الوحيد لكيم جونغ أون هو ابنه البالغ من العمر 12 عاماً”. ومن وجهة نظرهم، من المتوقع أن يقوم كيم يو جونغ بتحقيق استقرار البلاد حتى يتمكن الابن من تولي المسؤولية. وفي الوقت نفسه، يدعم كيم جونغ أون توسيع سلطة أخته في البلاد، وقد أشاد بالأخير باعتبارها “الأكثر دراية بطريقته في التفكير والنوايا”، وهو يركز على تعزيز إنجازاتها.
ومن المتوقع استمرار موقف كوريا الشمالية المتشدد تجاه كوريا الجنوبية، بالنظر إلى أن الصراع بين الكوريتين هو إحدى الطرق التي تبرر بها البلاد قمع الاضطرابات الداخلية.
لحظة تفجير كوريا الشمالية لمكتب الارتباط مع جارتها الجنوبية.. هل تشن حرباً بين البلدين قريباً؟
فجرت كوريا الشمالية الثلاثاء مكتب الارتباط مع كوريا الجنوبية في مدينة كايسونغ الحدودية، كما أعلنت وزارة التوحيد بعد أيام على تصعيد بيونغ يانغ لهجتها حيال سيول.
مصدر الصورة: getty
للمزيد:
أكثر من ألفي وفاة بكورونا خلال يوم في الهند في ارتفاع قياسي